مشاركة مجندة صهيونية بمهرجان الجاز بطنجة تدفع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني لطلب إخراج قانون تجريم التطبيع إلى حيّز الوجود في أقرب الآجال
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( “مهرجان الجاز بطنجة” )
الخميس 14 شتنبر 2017 – 11:45:44
الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بطنجة أصدرت بلاغــًا في هذا الصدد، تُدين بشِدّة هذه المحاولة التطبيعية التي اعتبرتها مكشوفة، وطالبت منظمي المهرجان بالتراجع فورا عن هذه الدعوة المشبوهة، لكن لا حياة لمن تنادي…

وطالب البيان الجهات الرسمية بسحب دعمها لهذه التظاهرة «لما تؤسس له من مشاعر سلبية بعيدة عن جوهر الفن ورسائله النبيلة، ودعا جماعة طنجة والسلطات المحلية «بفتح تحقيق والإستفسار عن حضور مجندة من كيان غير معترف به، كما دعت الوثيقة برلمانيي المدينة إلى تحمل مسؤوليتهم والتدخل الصارم في الموضوع، لأن تهافت المطبعين وإصرارهم على زرع السرطان الصهيوني في أوصال المغرب والمغاربة، يؤكد “الحاجة الملحة والمستعجلة لإصدار قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة”.
ونظمت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بطنجة وقفة احتجاجية الخميس أول أيام المهرجان أمام مقر قصر مولاي حفيظ في طنجة،”مكان الإحتفال”، بمعية القوى الحية بالمدينة جميعها من أحزاب ونقابات ومنظمات وجمعيات وعموم المواطنات والمواطنين، لشجب هذا الإصرار الغير المفهوم للتطبيع مع الصهاينة و استفزاز المغاربة، كما جاء على لسان أحد المشاركين في الوقفة، و تنزيلا لمضامين البيان الذي أصدرته الجمعية و التي أكدت فيه أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه الغطرسة الصهيونية بقيادة الإرهابي نتنياهو عبر تكثيف سياسة الإستيطان وتهجير الفلسطينيين والتضييق على الأسرى في سجون الإحتلال ومحاولة طمس هُوية القدس الشريف واستمرار الحصار الوحشي على قطاع غزة وغيرها من الممارسات العدوانية والعنصرية التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها، في هذا الوقت بالضبط وفي تناقض صارخ من المواقف الرسمية والشعبية للمغرب أدرج منظمو ما يسمى بمهرجان «طنجة جاز» مشاركة مجندة سابقة في سلاح الجو الصهيوني الاحتلال ضمن فقرات المهرجان المذكور.

كما تساءل البيان الصادر من الجمعية، أيضا عن كيفية مشاركة مجندة تفتخر بماضيها في جيش المرتزِقة الصهاينة حسب تصريحاتها الشخصية أن تصبح في الآن ذاته حاملة لرسالة الفن والسلام، بل وتتجرأ بالحضور إلى أرض المغرب الذي يرأس ملكه لجنة القدس الذي كان ولايزال أرضا للرباط والدفاع عن القضايا العادلة وقضايا الأمة ولاتزال دماء أبنائها الزكية في سيناء والجولان شاهدة على انتصار الشعب المغربي للحق ورفضه للظلم والطغيان.
كما تساءلت القوى الحقوقية في الآن نفسه عن خلفيات دعم المهرجان المذكور من طرف مؤسسة عمومية من قبيل «وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال» بدل تركيزها في هذا الظرف بالذات على مهامها الأساسية لمواكبة سد الخصاص الفادح في البنيات الأساسية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة.
وأكدت الجمعية أن هذه الخطوة التطبيعية المجانية سلوك خطير يستهين بمشاعر القوى الحية للشعب المغربي ويلقي بالمسؤولية الجسيمة على عاتق السلطات التي تسمح بهكذا ممارسة.
و تجدر الإشارة إلى أن رفض التطبيع مع مؤسسات وبنى الإحتلال، لا يعني معاداة اليهود، وإنما تصعيد الضغوط والنضال المشترك ضد المؤسسات والنظام الحاكم بكافة تجلياته( الأمنية، الثقافية، السياسية، الإقتصادية والأكاديمية) والتي بمجموعها وبفكرها وممارساتها تشكل الحامل لاستمرار الإحتلال الكولونيالي والصراع.

مقاومة التطبيع تعني في العمق الدفاع عن الخيار الحقيقي للسلام ووقف كل الرهانات الخاطئة والمشوهة عن سلام يجري فرضه عبر محاولات تكريس سياسة الأمر الواقع التي يقوم بها الاحتلال، ورفض معادلة “سلام القوة” التي تجلّت ولا تزال في اتفاقيات أوسلو وخارطة الطريق واتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة… التي تعكس في عمقها فرض شروط المنتصر، الأمر الذي سيبقي المنطقة دائما على فوهة بركان، بينما بعض الدول العربية تمارس بالفعل سياسة التطبيع و كأن دم الفلسطينيين و المسلمين لا ثمن و لا اعتبار له..