متى يتقاعد شيوخ الأحزاب؟…
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( “شيوخ الاحزاب لايتقاعدون” )
الأربعاء 27 شتنبر 2017 – 13:11:35
• يعرف الكثيرون كيف دخل البعض حُفـاة عُـــراة يُنــاوشـــون الزمن فيعاركهم الزمان…
• وكأنّهُم عـواجـز الزمن القديم يُرددون الأزليـــات، ويعيشون على ذكريات الماضي.
وهكذا يحلو لشيوخ الدكاكين الحزبية الاحتفاظ بمنصب الرئيس، الكاتب الأول، الأمين العام وكلها تسميات للرؤوس التي شاخت وأينعت للقطاف، ومع ذلك تأبى أن تغادر الوكر الدافئ… المسألة أصبحت تشكل وصمة عار أمام الآخرين الذين يعتبرون المؤتمرات العامة مناسبة للتداول والتناوب، وتجديد الدماء… وإلى جانب هذه المؤتمرات التي قد تذهب بالبعض وتأتي بالآخر هناك حسابات الخطأ والانزلاقات… لكننا ورغم كل زلات شيوخنا وهياكلنا التي نخرها سوس الإقامة الدائمة في مرفأ الأمين العام، والكاتب الأول، والرئيس لا تزيد إلا تعلقا بالأحضان التي تحيطها المزايا والامتيازات سيما إذا أضيفت إليها كراسي البرلمان الوثيرة، ومقاعد الجماعات، والمجالس، والجهات فتصل المكاسب إلى الذروة، وينشغل الأفاضل بإحصاء المكاسب، وتصدير الفائض، ولم العملة من كل أطرافها… يعرف الكثيرون كيف دخل البعض حفاة عراة يناوشون الزمن فيعاركهم الزمان، ويبحثون عن الفرص الضائعة في حاويات الفضلات وفي الأعشاش المهجورة…والزوايا المنسية. وحين يحلون بسندس واستبرق وأساور من ذهب ينفشون ريشهم كالطواويس التي تتيه خيلاء… لباسهم ديباج وفضة ولسانهم سم وزعاف ونفاق ورياء…
ذلك تعريفهم بالواضح… لقد سمعوا مرارا أنهم سقط متاع… وأنهم رقم فائض عن الحاجة، وأنهم عواجز الزمن القديم يرددون الأزليات، ويعيشون على ذكريات الماضي، وحروب الفرنجة في أنوال وآيت باعمران، وأسطوانة كان أبي… لا يسألون ولا يجيبون عما أعطوا للوطن وللمواطن الضائع بين الفقر والجهل…
لقد سمعوا ما لا يرضى بسماعه أحد… وزكت أنوفهم روائح نتنة ولكنهم لا في العير ولا في النفير… ورغم أنهم تراب تذروه الرياح، وأنهم يواجهون سخطا عارما، وغضبا جارفا، وصوتا واحدا عاليا يهتف: ارحلوا فقد انتهت حكاية حمزة البهلوان.. ومات جحا… ورحل نديم النبيذ والمجون أبانواس…
لن تشرق البسمة الباهتة على الوجوه المعروقة المتغضنة… ولن تكسب ربطة الرقبة الشخصية الوهاجة… ولن يعود للمتعثر خطوه السابق… كما لن تعاد الثقة التي فقدت.. الغريب أنهم لا يفهمون… أو أنهم يتعامون عن الفهم، أو لا يريدون أن يفهموا فيصمون ويبكمون ثم يخرسون، وقد يصفقون كالبلهاء مع أن الخطاب يقول بصريح العبارة… وإياك أعني يا جارة… فمتى تسر الدماء حارة فتية في أوصالنا الباردة؟…
ومتى يتقاعد شيوخ الأحزاب؟….
















