عالم الفوضى..!!

عالم الفوضى..!!
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( ” عالم يحكمه الفوضى” )
الخميس 21 شتنبر 2017 – 12:18:01
– فتحوها سـوقــًا و مَـجـالاً للفـوضــى فدَخَـلَ الميدان كل من هَبَّ ودَبَّ..
– الجمـاعـات المُنَتَخَبـــة انحـرفـت عــن المسـار الجـــدي..

حين تُصبح السلطة بكُـل مكـونـاتهـا التـرابية و الأمنية عـاجـزة عن معـالجــة الظواهر السلبية التي تنخر المجتمع، والحد من انتشارها واستفحالها، فذلك لا يعني سوى تكريس الفوضى والدخول من بابها الواسع الذي لن يؤدي إلا إلى السيبة والفتنة وتراكم السلبيات.. وقد ولجنا عالم الفوضى من بابه الواسع.. فحين غضضنـــا الطـرف عن الصغـائـر، وتسـاهلنا، وأهملنا، تحولت إلى كبائر وسارت كالنار في الهيشم، وعمت كل القطاعات، فليس هناك مجال لم تتسرب إليه عدوى الفتنة.. ولا جهة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية ظلت بمنأى عن الفوضى والفساد… بل لم نعد نخطو في الشارع بهدوء واتزان.. أصيبت الناقلات والسيارات والدراجات النارية بجنون السرعة المفرطة.. وتجاوز القانون.. وإطلاق المنبهات بدون مناسبة في سعار محموم، والوقوف حيثما اتفق فوق الرصيف أو أسفله أو بمحاذاته.. واستعمال كل ألفاظ السب والشتيمة في وجه المارة أو المجتمع.. ناهيك عما يفعله سائقوا سيارات الإيجار بالناس.. وبمبرر محاربة البطالة فتحوها سوقا، ومجالا للفوضى… فدخل الميدان كل من هب ودب.. وكل وافد لا يعرف في المدينة ركنا ولكنه يستطيع أن يوفر مبلغ 600 درهم، وأصبح حشاشون، ومنحرفون، وشباب طائش سائقين يحملون رخصة الثقة.. كثيرا ما حملت لنا الأخبار ما ارتكبه بعضهم في حق زبونات..

فساد لا ينتهي.. ولا يُحد عند حدود معينة.. لن نذكر ظاهرة الإجرام والاعتداء، واعتراض المارة، والسلب والسرقة، فقد أصبحت تعيش بيننا لصيقة بنا… وكما قالت الفاعلة الجمعوية عائشة الشنا في إحدى الحوارات المتلفزة. فالإنسان أصبح غير آمن على نفسه في الشارع، وفي سيارته، وعندما نصل إلى هذا المستوى من الخوف، وانعدام الإحساس بالأمان لافتقادنا إلى الأمن، فذلك يعني أننا نعيش وضعا كارثيا أفضى إلى خلق مجتمع خرب متهالك…

ظاهرة الإجرام، والعناكب التي تنزوي في أركان الجدران لا تنام ولا تغفو بل تقلب الأحياء صراخا وتتربص بكل عابر من سمات الوقت والعهد الحالي.. ولكن الأهم هو هذه الجماعات المنتخبة التي انحرفت عن المسار الجدي الذي وعدت به جماهير الناخبين فانكبت على الكماليات ومظاهر البذخ تغرف من المال العام لتغطي تكاليفها رغم وجود أسبقيات وأولويات تهم الشأن العام والساكنة بشكل خاص.. لا فرق بين الأحزاب المكونة لهذه الجماعات، فكلهم في الهم شرق.. وكلهم في تضخيم الأنا واحد..

جماعة طنجة لا تشذ عن القاعدة، وهي وحدها تحتاج إلى صفحات.. طبعا هي صفحات قاتمة.. ورغم أنها جماعة مفلسة أو تكاد، فإن طموحاتها الشخصية وتطلعاتها للإنفاق من أجل المظهر الأفضل، والمكتسبات، والامتيازات لا حد لها.. سنحاول إذا شاءت الأقدار رصد بعض الاختلالات في تسيير هذه الجماعة، جماعة طنجة.

ملاحظة : أعتذر لـورود بعض الأخطـاء الخـارجـة عـن إرادتي.
ويكون الوزر أكبر عند ورود خَطَــأ في آيـة أو حديث..
مرة أخرى الخطأ أو الأخطاء خـــارج عن إرادتي.. ومعذرة مُجَدَّدًا. .