تأثير العنف على الأطفال
جريدة طنجة – زهراء بن سليمان ( “العنف عند الاطفال” )
الاربعاء 27 شتنبر 2017 – 12:37:13
ويتضمن مواجهة الآخرين ماديا ومعنويا. وعموما فإن العنف أو الإيذاء البدني للطفل هو أي نوع من أنواع السلوك المتعمد، الذي ينتج عنه إحداث الضرر أو الأذى على جسم الطفل قد تستمر للمستقبل محدثة له تشوهات بدنية وروحية للطفل مدى الحياة، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، ويعتبر العنف من الظواهر الاجتماعية المنتشرة بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وفي غالبية مناطق العالم، فهو قوة لفظية أو جسدية أو حركية تصدر من شخص ما تجاه شخص آخر فتلحق به الأذى، كالسخرية والاستهزاء، وإسماع الكلمات البذيئة، ورفض الآراء بالقوة.
فالعنف سمة طبيعية بشرية، وعلى مدى التاريخ نجد الشواهد تدل على لجوء الإنسان إلى العنف. فقد ظهر منذ نشأة آدم عليه الصلاة والسلام وابنيه هابيل وقابيل على الأرض حيث قتل سيدنا قابيل أخاه هابيل ظلما وحسدا.
وتعتبر الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى المسؤولة عن تكوين شخصية الطفل من النواحي الأخلاقية والعقلية والنفسية لأنها نواة المجتمع، أما المؤسسات الاجتماعية الأخرى التي لها دور في التنشئة الاجتماعية يعتبر دورها ثانويا لأنه يأتي بعد السنوات التي يعيشها الطفل في أحضان أسرته، فالطفل الذي يعرض للعنف المنزلي أثناء تربيته سيعاني في حياته التنموية والنفسية، لأن العنف المنزلي عموما يؤثر على كيفية تطور الطفل عاطفيا، اجتماعيا، سلوكيا… وهذا العنف راجع لقلة معرفة الأبوين احتياجات الأطفال وطريقة تربيتهم والتعامل الصحيح معهم، وامتلاكهم لأفكار وعواطف تدعو إلى العنف ضدهم، أو معاناة أحد الأبوان من الاكتئاب أو الأمراض العقلية أو الجسدية الدائمة.
كما ترتبط المدرسة بالعنف من خلال تأثيرها في شخصية الطفل، فهي تستقبله حيث يقضي يومه مع أقرانه ويمارس أنشطة عديدة بالإضافة إلى التعليم، لذلك قد تفشل في أداء دورها كمؤسسة اجتماعية تربوية ثانية في التنشئة الاجتماعية. فكما أن المجتمع يعتبر مصدر الحماية والدفاع ومصدر العنف ضد الأطفال أيضا ، فالشارع بكل ما يتضمنه من أطراف اجتماعية يتعدد العنف به، ولا يمارس ضد فئة معينة من الأطفال بل قد يمارس ضد الأطفال على يد أشخاص لهم سلطة على الطفل أو أو الاتجار بهم . وتشير الدراسات إلى أن المناطق الحضرية الفقيرة هي الأماكن التي يتعرض فيها الأطفال بشكل يفوق ما يتعرض له أقرانهم في مناطق أخرى، وهذا بسبب انتشار الاكتظاظ السكني في المناطق الفقيرة، وتدني المستوى المعيشي، وتدني نوع الخدمات التي تقدمها المرافق العامة…