المطالبة بدوائر تشريعية قبل “المنصة الافتراضية” 63,5 مليار درهم تحويلات مغاربة الهجرة سنة
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( الجهة 13)
الخميس 10 غشت 2017 – 12:51:54
الإعلان عن “الجهة 13″، وهي مبادرة، في الأصل وجيهة، من باب أنها تتيح للمهاجرين سبل الإطلاع على المتوفر بالمغرب من امتيازات في مجال الاستثمارـ إلاّ أنّها “قفزت”على مطالب مغاربة الخارج الدستورية ، لتهتم فقط بجيوبهم ومدخراتهم، وتحاول الحصول على موارد قوية و “قارة” لـ “ترميم” الميزانية وإنعاش الاقتصاد.
ولم يكن العثماني بحاجة إلى “الترحيب” بالمهاجرين و الإشادة بتشبثهم ببلدهم وهويتهم، فهم على أصالتهم باقون، وبوطنيتهم متشبثون، وهم يتحملون “الكوارث” بدل الصعاب ليعودوا، ولو مرة واحدة لبلدهم من أجل صلة الرحيم، وهم، فضلا عن هذا وذاك، أحرص المواطنين المغاربة على الاستثمار في بلدهم حيث إنهم طوروا مدنا بكاملها و”مدنوا” قرى كانت إلى عهد قريب في عداد البراري والقفار، فتحوا المسالك وبنوا الآبار، وساعدوا على مد خطوط الماء وخيوط الكهرباء، وفتحوا منافذ للترفيه ، وأضفوا شكلا من أشكال المدنية على نواح مهمشة، ولولا “عوائق” الإدارة وفساد بعض الإداريين، لكانت مساهمتهم أكثر وضوحا وأعم نفعا. (مدن وقرى الريف نموذجا)
السيدة بنصالح ، تعتبر مغاربة العالم “قسمة مضافة” و “فرصة وغنى للمغرب” وأنهم “بتحويلاتهم (الفلوسية) يساهمون في تحقيق التوازنات الماكرو ـ اقتصادية لبلدهم, أما الوزير بنعتيق فقد شدد على أن “الجهة 13” جواب عقلاني على انتظارات المغاربة بالخارج.
الجواب العقلاني، يا سيد، هو أن تكون “الجهة 13” جهة “ترابية” و “سياسية” بدل “منصة اليكترونية افتراضية، بل و”أرضا حقيقية” تضم مغاربة العالم، ليس من أجل حثهم على الاستثمار في بلادهم، لأنهم لم ينتظروا الإعلان عن هذه “الجهة”، ليحولوا حتى السنتيم الأخير من ــ لا أقول “مدخراتهم” ــ فالظروف التعيسة التي يعيشونها طيلة العام إلا بضعة ثلاثة أو أربعة أسابيع، لا تسمح لهم بالادخار، بل من مدخــولهم المعيشي اليومي، ثم إنهم حين يعزمون على الاستثمار في بلدهم ، بشراء شقة أو فتح معمل أو إنشاء مزرعة، تعترضهم عراقيل الإدارة، وما أدراك ما الإدارة التي لا نحتاج إلى الكشف عن عوراتها بعد كل ما قيل بشأنها.
فقد كان “التنديد” بالإدارة المغربية، محور مداخلات المشاركين في الملتقى الاقتصادي الأول المنظم بالجهة الشرقية، بداية ماي الماضي، حول استثمارات مغاربة العالم ، حيث أثار جل المشاركين مسألة البيروقراطية والتماطل والعراقيل التي تضعها بعض الجهات في وجه أبناء الجالية المغربية الراغبين في الاستثمار، خاصة بمدن الناظور وبركان والسعيدية ووجدة. ما دفع رئيس الجهة إلى أن يتوجه للمسؤولين الإداريين بخطاب “استعطافي” على نحو: ” الله يرحم الوالدين لا تتركونا نسمع مثل هذا الكلام.. ساعدوا كل مستثمر وأزيحوا من طريقه كل عقبة.. راحنا إلا ما تساعدناش .. لا يمكن أن نبني ثقة بين الادارة والمستثمر”
وبالرغم من كل ذلك فقد حول مغاربة العالم خلال السنة الماضية، من العملة الصعبة، فوق 63.5 مليار درهم، بشهادة مصطفى الخلفي الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم حكومة العثماني ، بينما عدد من مغاربة المغرب “أبناء القاع والباع”، يهربون “فلوسهم” إلى الخارج، هذا الخارج الذي يعرف كيف يسلبهم عقولهم وأموالهم و “وطنيتهم” بإغراءات مدروسة “مخدومة” !
ومع ذلك، فإن مغاربة العالم يستهينون بكل الصعاب، ويقاومون كل العقبات ، ليعودوا إلى بلادهم، في عطلتهم السنوية، صلة للرحم، وتأكيدا لمغربيتهم التي لا تحتاج إلى إثبات. فقد سجلت الإحصائيات الرسمية أنه في ظرف أقل من شهرين، ما بين 5 يونيه ونهاية يوليوز جاورعدد مغاربة الهجرة الذين انتقلوا إلى بلادهم عبر ميناءي طنجة المليون بينما ذروة العودة تصادف شهر غشت، من كل سنة، بتوافد مواطنينا المقيمين بفرنسا.
مرحبا بمغاربة العالم !