فرانس 24… سم في الدسم
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( تحقيق )
الجمعة 23 يونيو 2017 – 16:56:32
•حين طَرد المغرب صحافيين إسبانيين تسلُلاً إلى البلاد كسائحين
صفحات التاريخ تحكي عن زعماء هاجروا بمواقفهم داخل بلادهم ولم يفروا بها إلى خارج الوطن…..
ولتكريس هذا العداء، وهذه الكراهية المقيتة تستقطب أشخاصا لا يحملون ودا للمغرب ويتفنون في كيل الاتهامات، ويتداولون نفس الألفاظ والنعوت والصفات. ويعزفون على نفس الوتر الحساس الذي يثير مكامن النفوس، ويهيج المشاعر… ونفس الشيء يقال عن الإسلام الذي يصورونه كابوسا، وضغطا، وتخلفا، ورجعية…
من هذه القنوات والجهات المتحاملة التي تابعت سخافاتها مرارا قناة فرانس 24. هذه القناة تنكب هذه الأيام على إبراز ما يحدث في مدينة الحسيمة بشكل درامي… القناة بثت صبيحة يوم الإثنين 14 غشت 2017 قبل الفجر بقليل برنامجها “منتدى الصحافة” وكانت الحلقة بعنوان “الحسيمة، منطقة محرمة على الإعلام” واستدعت للمحاورة مديرة مكتب منظمة “مراسلون بلا حدود” في تونس، وحنان رحاب من النقابة الوطنية للصحافة المغربية من الرباط، وهشام المنصوري صحافي مغربي لاجئ في فرنسا… وكان النقاش سجالا… في الوقت الذي بدا فيه منشط البرنامج متحيزا كل التحيز لوجهة النظر المعادية للمغرب، والتي تداولتها كل من مديرة مكتب “مراسلون بلا حدود في تونس”، وهشام المنصوري الذي كانت له حسابات مع بلاده المغرب أراد تصفيتها من خلال البرنامج. في الوقت الذي استماتت السيدة حنان عضوة النقابة الوطنية للصحافة المغربية والبرلمانية في الدفاع عن المغرب، واختياراته، وقراراته دون أن تنكر تضامنها مع المعتقلين، وتطالب بالإفراج عنهم.
ولكنها في مقابل ذلك دعت إلى احترام القوانين الجاري بها العمل في البلاد. واحترام سيادة الوطن، وذلك عند الرد على طرد المغرب لصحافيين إسبانيين وإعادتهما على أول طائرة إلى إسبانيا لأنهما خرقا قوانين البلاد، ومسا بكرامته وسيادته حينما أخفيا صفتهما الحقيقية، وتسللا إلى المغرب كسائحين مستعملين كاميرا للتصوير بدون الحصول على أي إذن أو ترخيص من الجهة المختصة أو السلطات… لقد تسللا كلصين. فهل يعتبر هذا الطرد منعا للإعلام؟ أو جعل الحسيمة منطقة محرمة على الإعلام؟…
أما المدعي هشام المنصوري فقد أعجبني كلام السيدة حنان الموجه إليه بكونه كان يجب أن يدافع عن قناعاته داخل الوطن لا خارجه، وعن العشرة أشهر التي قضاها سجينا فيجب أن يثيرها في بلاده، لأنه كان مظلوما، كما قال وليس في قناة أجنبية، وكثيرا ما طرحت مسألة المعارضة خارج الوطن. وغير بعيد عن صفحات التاريخ التي تحكي عن زعماء ومعارضين جاهروا بمواقفهم داخل بلادهم. ولم يفروا بهذه المواقف إلى خارج الوطن… حكموا و سجنوا ثم تداركتهم يد العناية، وخرجوا من الأزمة مرفوعي الهامة ، لم يبدلوا و لم يغيروا، ولم يبحثوا عن الملجأ والملاذ عند الأجنبي… ولم يتجنسوا فعاشوا أشرافا وذهبوا أعزة أباة عظماء شرفاء…
فأين هذا من ذاك الدعي الذي ذهب لينشر غسيله القذر في فرنسا؟ ويبحث عن موطئ قدم عن طريق النيل من بلاده وأرضه ووطنه ؟…
وللتأكيد على مدى خبث القناة فرانس24 ونيتها المقيتة المبيتة، فإنها حينما استدعت السيدة حنان من الرباط للمشاركة في البرنامج، واستفسرتها عضوة النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن المشاركين. أخفت عنها مشاركة هشام المنصوري من فرنسا وهو ما فضحته السيدة حنان، وقالت لمنشط البرنامج بأن أخلاق المهنة والتزامات القناة تفرض عليها إخبارها بالمشاركين في البرنامج، لا أن تضعها أمام الأمر الواقع. وهذا ما أجاب عنه المنشط مرتبكا بأنه ليس من المفروض الإخبار عن المشاركين.
أشد على يد السيدة حنان لأنها واجهت خصمين لذودين…تونسية ومغربي ناشز أضف إليهما منشط البرنامج. وذكرت مرارا أن معارضتهما لا تهمها ولكن أن يمس وطنها وتنتهك حرماته فهو ما لن تسمح به أو تسكت عنه
واستماتت في الدفاع عن وجهة نظرها رغم المقاطعة المستمرة لتدخلاتها ورغم التدخل المستمر والمجاني لمديرة مكتب منظمة ” مراسلون بلا حدود” ومقاطعتها قصد التشويش وعدم إسماع صوت السيدة حنان.
قناة فرانس24 لها مواقف سابقة من المغرب، وكثيرا ما نقلت مشاهد مظاهرات عنيفة جرت في جهات أخرى على أنها منقولة من الحسيمة…
وكثيرا ما بثت برامج حول الإنجاب والعقم والإرث وأقحمت الإسلام في البرامج التي تستدعي للمشاركة فيها مثليين، ومخنثين، وملحدين… ليناقشوا قضايا تتعلق بالمساواة، وحرية التعبير، وحرية الاختيار والعقيدة…
هذه القنوات وغيرها من المنابر والمواقع المشبوهة كالسم في الدسم، وعلينا أن نكون لها بالمرصاد، فمعركة اليوم معركة إعلام. ..