طنجة على موعد اليوم مع السوبرانو سارة سايي و سميرة القادري حفل غنائي يلتقي فيه السحر الغجري مع الطرب العربي
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( حفل غنائي )
الأربعاء 30 غشت 2017 – 11:40:48
• “طنجة، عــروس الشمال، مدينة البحـريــن و مدينة السِلم و التعـايُش و التسامح”، هكذا وصَفـت السـوبـرانــو ســـارة سايي، مكان احتضان الدورة الأولى للمهرجان الغنائي الدولي الحامل لشعار: (لنغني للسلام)، و ذلك بالندوة الصحفية التي أقيمت يوم الثلاثاء المنصرم، للإعلان رسميــًا عن موعد الحفل الراقي و الحالم الذي سيُقـام بـالمـركـز الثـقافـي “أحمد بوكماخ” مساء اليوم السبت 26 غشت 2017.
هذه الدورة ستعرف لقاء ثنائيا غنائيا بين الفنانة سارة سايي المنحدرة من سبتة والمقيمة بإسبانيا ، باعتبارها صاحبة المبادرة، والسوبرانو سميرة القادري ملكة الصوت الأوبيري بامتياز، فضلا عن حضور الشعر الإسباني في شخص بيدرو إنريكيت، و راقصة الفلامينكو الشهيرة ألبا فخادرو.
مدير المهرجان، يونس اكديرة، أكد في كلمة له بالمناسبة على هامش الندوة، أن المهرجان، الذي يندرج ضمن الإحتفالات المخلدة لعيد الشباب المجيد، يهدف إلى نشر و إشعاع قيم السلام والتسامح والتعايش بين الشعوب.
وأضاف أن اختيار مدينة طنجة لإطلاق هذه المبادرة لم يكن محض صدفة، بل أملته المكانة التي تحتلها مدينة البوغاز باعتبارها مهدا لتلاقح الثقافات والتعايش بين الأديان والحضارات، وبوابة تصل إفريقيا بأوروبا.
من جانبها، اعتبرت الفنانة سارة سايي أن هذه المبادرة تسعى إلى تشجيع التلاقح الثقافي والحضاري بين المغرب وإسبانيا، وتلقين الأجيال الناشئة قيم الحب والسلام والحوار والتسامح والقبول بالآخر وبالإختلاف، لافتة إلى أن هذه الأمسية تأتي في لحظة خاصة حيث يتعين أن نضع أيدينا معا من أجل مواجهة الكراهية والعنف والتطرف.
وأبرزت أن شعار هذه الدورة كان ثمرة تفكير مشترك بين باحثين وكتاب وأكاديميين إسبان من أجل إقامة جسور التواصل والتبادل الثقافي بين البلدين والشعبين الجارين، مبرزة أنه سيتم تنظيم أمسيات أخرى بعدد من مدن المغرب، من بينها الرباط والدار البيضاء وفاس، بالإضافة إلى مدن إسبانية كغرناطة وقرطبة وبرشلونة.
حفل اليوم السبت إذن سيكون على الساعة التاسعة مساء بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ، و سيكون حفلا ممزوجا بين الثراث الأندلسي-العربي، و فن الفلامنكو، هذا الفن الذي ارتبط دائما بالغجر وبثقافات أخرى تعايشت في المنطقة الأندلسية ومن بينها الثقافة المورسكية ذات الأصول العربية الإسلامية إضافة إلى الثقافة الإسبانية المحلية. وتطور بفضل اجتهادات الغجر الذين لم يتخلوا عنه ولا عن لهجاتهم وثقافتهم الأصلية خلال ترحالهم عبر ربوع الأندلس وغيرها من البلاد، فقد جلبوا موسيقاهم الخاصة لتمتزج مع ما هو قائم في البلاد التي احتضنتهم. ومازال الفلامنكو يحتفظ بعلامات تدل على أصوله الشرقية بشكل واضح، كاعتماد الحنجرة في الغناء، والطابع الشرقي في التأليف الموسيقي الذي يعتمد الهارموني العربي، مثلما هو شائع في العزف العربي على العود وغيره من الآلات التي تعطي التون ونصف التون، كما أن التشابه القائم بين مقامات الفلامنكو ومقامات الغناء العربي بارز العيان، و هذا ما سيستمتع به الجمهور الذواق بطنجة هذا المساء.
وسيكون هذا الموعد الفني مناسبة لتقريب جمهور طنجة من عدد من الأغاني العريقة للموسيقى العربية الأندلسية وموسيقى الفلامينكو…..