شتات من مُدن الصيف (وادلو، مرتيل)
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( شواطىء الشمال)
الجمعة 18 غشت 2017 – 18:59:06
• بلادنــا سـاحـرة لــولا هذه الشوائب والمـوبقـــات…
• شبكات ابتــزازية يَهمُّها جَيب المُــواطن…..
يقولون أنها كالزيز تجمع في صيفها قوت شتاءها… ولعل فتيات الكليات والمعاهد العليا يسرن على نفس المنوال فالفقر عدو، ولو كان رجلا لقتل منذ زمن بعيد…
وكم تبدو بلادنا ساحرة لولا هذه الشوائب والموبقات…فطوال المسافة بين طنجة إلى الناضور مرورا بأمسا وأزلا والحسيمة الرائعة شريط ساحلي تلتقي فيه زرقة البحر بزرقة السماء في عناق حميمي خالد.. تكاد ترى وأن تمرق بالسيارة في هذا الطريق الساحلي بالأفق البعيد وقد التقى عنده بحر هادئ لا موج فيه سماء صافية… وبضعة مراكب للصيد تمخر العباب وتتهادى في سكينة ودعة على صفحة الماء لا يقلقها شيء…
ولعله البحر آنذاك أرحم وأهدأ من الطريق، التي تعج الحركة… وزعيق السيارات المسرعة مع أنه لا داعي للسرعة ولا وقت للعجلة… المصيبة الحقيقية في الصيف والمصايف هي طيش سائقين لا يهمهم إلا ذواتهم، يجتازون في الخط المتواصل… يطلقون العنان لأبواق سياراتهم كأنهم في سباق.. وقد رأيت نتيجة هذا الطيش في الطريق عند مغادرة منطقة وادلاو حينما اصطدمت ثلاث سيارات دفعة واحدة، وتهشمت سيارة هولندا بالكامل وعلق بداخلها أحد الضحايا… فلماذا هذا الطيش الذي يجني على البشر… ولولا هذه الشوائب لكان صيفا ومصيفا ممتعاً للجميع… ثم يقال بلسان متذبذب، وقلب يملئه خشوع كاذب… إنه المكتاب أو المكتوب… وكما قلت فدائما نبحث عن المشجب الذي نعلق طيشنا وسوء تصرفنا، ونرفض أن نكون السبب فيما جرى ويجرى…
بمناسبة الصيف الذي ضيّع اللبن… فهناك شيكات ابتزازية يهمها جيب المواطن… تخوله بضع كراسي وطاولة والثمن يبدأ من 30 درهما ولا ينتهي، وتتنافس عدة جهات للاستحواذ على الغنيمة، فاحسب بالأرقام كم من ملايين… وكم من أجساد تملأ الشاطئ والبحر والأرض؟… ثم هناك بائعوا الذرة و”الزريعة”، والمعجنات ولا وجود لحاويات رمي الأزبال… فأين جماعة وادلو؟ وأين سلطاتها التي تسمح بوصول الدراجات السريعة “الجتسكي” الخطيرة إلى الشاطئ ومعها دراجات أخرى تقترب حيث يسبح المصطافون… هناك جمع المال… وحراسة السيارات… وعدم التسامح أو التساهل في درهم واحد…. ولكن ليس هناك لا نظافة ولا مراحض عمومية الشيء الذي حسبت له المقاهي والمطاعم المجاورة حسابه فأغلقت المراحيض واحتفظ المشرف عليها بالمفاتح لا يسلمه إلا لزبون المقهى أو المطعم… فكيف سيقضي المصطافون حاجاتهم البيولوجية؟
بعض المطاعم لا تتوفر على مراحيض بالمرة… ولا جواب شافي لسؤالك فهل تقوم الجماعة بالمراقبة؟ لو كان ذلك لما وُجدت هذه الحالة لأن المرحاض ضمن شروط الترخيص بالفتح والعمل! أم أن الأمر لا يهم الجماعة ولا السلطة الساهرة على راحة المواطن.
بالمناسبة تحية تقرير لرجال الدرك الذين يشرفون على تنظيم المرور واستتباب الأمن بوادلاو. ولرجال أمن مدينة مرتيل الذين يعملون في ظروف صعبة تجعلهم أحيانا يخرجون عن طورهم ويقذفون بعض السائقين بألفاظ جارية، كان اللّه في عونهم جميعا فهم أولا وأخيرا بشر ومن حقهم التمتع بما يتمتع به غيرهم