في ذكرى ثورة الملك والشعب جلالة الملك: إن إفريقيا هي المستقبل، والمستقبل يبدأ من اليوم
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( خطاب العرش)
الأربعاء 30 غشت 2017 – 12:23:23
حقيقة إن الحكومة فشلت في أول اختبار يتعلق بالقدرة على تدبير الأزمات، بل إنها أظهرت نوعا من “ضعف النضج” السياسي حين “استهلت” معالجتها للقضية، بأحكام سريالية خونت فيها من خونت، واتهمت بالعمالة للخارج، من اتهمت، ما أجج غضب مواطنين ما نزلوا للشارع إلاّ بعد أن سدت في وُجــوههـم أبواب الإدارة، وأعيتهم وعود الحكومة و “مسكناتها”، ولكنهم أثبتوا على الدوام تعلقهم بجلالة الملك وبالعرش العلوي المجيد.
إلاَّ أنَ جلالةَ الملك، ولحكمة أرادَها لما فيها من الخير العميم للمغرب قاطبة إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي، بما تحقق من أهداف عليا في علاقات المغرب بالخارج حيث تلقى المبادرات الملكية لتنمية القارة الإفريقية تأويلات متضاربة، إلا أن جدية جلالة الملك وحصافته ورصانته وقدرته الهائلة على الدفع والإقناع، حققت حول مخططاته التنموية لصالح إفريقيا إجماعا يكاد يكون تاما.
ثم إن الأمل لا يعرف “التقادم” والرجاء في مبادرة يقطع بها المغرب منطقة الاضطرابات الجوية، ليعزز مسيرته المباركة في طريق التقدم والتنمية التي تشمل كل أبنائه.
وهكذا يفتح جلالة الملك ثغرة جديدة في واجهة من واجهات ثورة الملك والشعب من أجل تحقيق الاستقلال، لينقل ثورة الاستقلال إلى ثورة بناء الاستقلال بالقارة الإفريقية التي قال عنها جلالته: “إن إفريقيا هي المستقبل، والمستقبل يبدأ من اليوم.”
وأضاف جلالته أن إشعاع ثورة الملك والشعب وصلت إلى أعماق إفريقيا .وبعد أن ذكر جلالة الملك بمواقف المغرب الثابتة من مختلف القضايا التي تهم الدول الإفريقية، أكد جلالته إصرار المغرب على مواصلة العمل التضامني من أجل تحقيق التقدم والتنمية وهما حلم كافة الشعوب الافريقية. و أن توجه المغرب إلى إفريقيا لم يكن قرارا عفويا، “بل هو وفاء للتاريخ المشترك وإيمان صادق بوحدة المصير”
من جهة أخرى أكد جلالة الملك أن زيارته لأكثر من أربعة وعشرين بلدا إفريقيا أكدت قيام سياسة المغرب القارية على معرفة دقيقة بالواقع الإفريقي وعلى المصالح المشتركة من خلال شراكات تضامنية تحت يافطة “رابح – رابح”
وأشار جلالة الملك في هذا الشأن إلى المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقها جلالته كأنبوب الغاز الأطلسي نيجيريا- لمغرب، و مركبات لإنتاج الأسمدة بكل من إثيوبيا ونيجيريا، وكذا إنجاز برامج التنمية البشرية لتحسين ظروف عيش المواطن الإفريقي، كالمرافق الصحية ومؤسسات التكوين المهني وقرى الصيادين. وقد تكللت هذه السياسة بتعزيز شراكات المغرب الاقتصادية، ورجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والموافقة المبدئية على انضمامه للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وبخصوص رجوع المغرب إلى المؤسسة القارية، قال جلالته إنه:
* يشكل منعطفا دبلوماسيا هاما في السياسة الخارجية لبلادنا”.
*و نجاحا كبيرا لتوجهنا الإفريقي رغم العراقيل التي حاول البعض وضعها في طريقنا.
*و شهادة من أشقائنا الأفارقة على مصداقية المغرب ومكانته المتميزة لديهم.
إلا أن رجوع المغرب إلى المؤسسة ليس غاية في حد ذاته. “فإفريقيا كانت وستظل في مقدمة أسبقياتنا. وما يهمنا هو تقدمها وخدمة المواطن الإفريقي.”
وبالتالي فإن ما يهم المغرب هو “بناء إفريقيا واثقة من نفسها، متضامنة ومجتمعة حول مشاريع ملموسة، ومنفتحة على محيطها”.
وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك إن المغرب اختار نهج سياسة تضامنية، وإقامة شراكات متوازنة، على أساس الاحترام المتبادل، وتحقيق النفع المشترك للشعوب الإفريقية. فالمغرب لم ينهج يوما “سياسة تقديم الأموال، وإنما اختار وضع خبرته وتجربته، رهن إشارة إخوانه الأفارقة، لأن المغرب يؤمن بأن المال لا يدوم، وأن المعرفة باقية لا تزول، وهي التي تنفع الشعوب”.
وإشارة إلى قضية الصحراء وعلاقتها مع رجوع المغرب إلى المؤسسة القارية، قال جلالة الملك إن توجه المغرب إلى إفريقيا، لن يغير من مواقفه، ولن يكون على حساب الأسبقيات الوطنية. بل سيشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني
وسيساهم في تعزيز العلاقات مع العمق الإفريقي. خاصة وأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن لأبريل الماضي جاءا على خط الالتزام بمرجعيات التسوية، وتثمين مبادرة الحكم الذاتي، كإطار للتفاوض، أو لتحديد المسؤوليات القانونية والسياسية للطرف الحقيقي في هذا النزاع الإقليمي.
بينما يتواصل الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي، سواء من خلال تزايد عدد الدول التي سحبت الاعتراف بكيان وهمي أو عبر التسوية القانونية للشراكة الاقتصادية التي تربط المغرب بالعديد من القوى الكبرى.
هذه هي الرؤية الملكية لمخطط التعاون المغربي مع البلدان الإفريقية وهي رؤية مبنية على الواقع الافريقي ومستجيبة لحاجيات التنمية بإفريقيا في إطار شراكات تضامنية تحقق الربح المادي والمعنوي لجميع الأطراف ويكون الرابح الأكبر فيها هي إفريقيا التي سوف تحقق تنميتها بموارد إفريقية ذاتية وبخبرة النبغاء من شبايها ورجالاتها المؤهلين للانخراط في هذه المغامرة المثيرة والفريدة…