نائب العمدة في تدوينة فيسبوكية مخاطبا الدكتورة : “المنديل الشمالي لا يناسبك، فهو للشريفات العفيفات ممن حرصن على ستر أنفسهن و الحفاظ على عفتهن”
جريدة طنجة – ل.السلاوي (نوال السعداوي )
الخميس 24 غشت 2017 – 18:03:15
المفكرة المتمردة و المشاكسة الدكتورة نوال السعداوي، رافق حضورها مجموعة من الإنتقادات لإدارة المهرجان لاستقدامها، وهو ما طرح إشكالية مدى عمق الفكر والوعي المغربي لاستيعاب واحتواء كل ما هو مختلف، ومناقشته على منصة العرض الفكري للأفكار ومنطقية التحليل، بدل الإنتقاد لأجل الإنتقاد عبر منصات المواقع الإجتماعية، التي أتاحت لمن لا يقرأ ولو كتابا في اليوم حق الإنتقاد، و حتى من هم يدعون الثقافة و الفكر كشفوا عن سطحية تفكيرهم.
من بين الأفكار التي طرحتها الكاتبة المصرية، أن الدين ليس سوى “أيديولوجية سياسية تقف أمام تحرر الإنسان وتمنعه من الإبداع”، مستدلة على ذلك بأن أوروبا لم تقفز نحو الإبداع والابتكار إلا بعد أن تحررت من سلطة الكنيسة، التي كانت تحكم خلال حقبة العصور الوسطى.
وحول حرية المعتقد قالت السعداوي ان الحرية لا تتجزأ ، متسائلة “هل يمكن أن نلبي الحاجات العقدية قيل الحاجات الإقتصادية ، لا يمكن أن أفصل عقلي عن جسمي مادمنا ورثنا العبودية، فالإبداع يبدأ بإلغاء جميع التقسيمات التي حدثت في جميع مناحي الحياة ، مستحضرة وصية والدها لها في الصغر الذي قال لها ” لاتطيعي ربنا ولاتطيعيني أنا ولكن ناقشي ربنا لأن الطاعة رذيلة ، وهذا هو الذي صنعني وجعل عندي كرامة ، الى أن وصلت إلى هذا المستوى من الفكر”.
وبالرغم من كبر سنها، دعت نوال السعداوي بلهجتها الثائرة المعهودة النساء المغربيات إلى اقتلاع جذور العبودية وكسر حواجز الخوف، من أجل بناء شخصياتهن المستقلة عن سلطة الرجل، مردفة إليهن “الحرية لها ثمن، لقد رفعوا ضدي عشرات الدعاوى القضائية، وهددوني بالسجن والنفي والقتل؛ لكنني لم أستسلم”.
نوال السعداوي إنتقدت و بشدة أوضاع المرأة في الوطن العربي، حيث لا تزال تعيش القهر والفقر وعدم المساواة وجميع أشكال التمييز، التي تضع الرجل في مكانة أسمى من الأنثى، كما ذكرت، مرجعة ذلك إلى دور سلطة النظم السياسية والإجتماعية والتعليمية، مثلما حملت المرأة نفسها جزءًا من المسؤولية إذ “تتحول من مقهورة إلى قاهرة لذاتها بقبولها لعبودية الرجل”.
و أثارت نوال السعداوي، حفيظة العديد ممن يعتبرون أنفسهم “مثقفون”، خصوصا عند تطرقها لمواضيع عادية لا زالت تعتبر من التابوهات بالمغرب، كالقوامة والإرث والدين إلى غير ذلك..
نوال السعداوي، أثبتت أن السنين لم تنل من حدة مواقفها وصراحتها الصارمة و الصادمة لمن يدفنون رقابهم تحت التراب و يكشفون عن باقي أعضاء أجسادهم للملأ.
تحدثت الدكتور عن المساواة بين الجنسين من خلال تجربتها الشخصية، حتى أنها اعتبرت الطلاق انطلاقًا، وتناولت موضوع الثورات العربية وتعامل الحكام معها للحفاظ على امتيازاتهم، معتبرة أن جميع الثورات التي عرفتها الدول العربية تم إجهاضها، لأن كل ثورة لها ثورة مضادة من الحكام.
ودعت السعداوي المرأة المغربية إلى الثورة على القيم التقليدية السائدة في المجتمع، التي اعتبرتها بأنها قيم تجعل المرأة في قيمة أدنى من الرجل.
لم تمر إذن آراء وأفكار السعداوي بهدوء وسلام على مواقع التواصل الإجتماعي، فقد انقسم النشطاء إلى مؤيدين أثنوا على السعداوي وأفكارها التي طرحتها، ومعارضين وصفوها بالعجوز الخرفة الملحدة، متسائلين في الوقت ذاته، كيف سمحت وزارة الأوقاف المغربية باستدعائها رغم مواقفها المسيئة للدين الإسلامي.
وكان من أبرز المداخلات ضد السعداوي، التي أثارت غضب العديد من محبي الدكتورة، ما عبر عنه نائب رئيس مجلس مدينة طنجة و المنتمي لحزب الإسلاميين، عبد الرحيم الشركي، عبر تدوينة فيسبوكية، عندما زيّن منظمو المهرجان خصر نوال السعداوي بالمنديل الجبلي، خاطبها قائلا ” المنديل الشمالي لا يناسبك، فهو للشريفات العفيفات ممن حرصن على ستر أنفسهن و الحفاظ على عفتهن” .
تجدر الإشارة إلى أن نوال السعداوي هي من المؤسسين الأوائل للحركة النسوية بالعالم العربي، فمن خلال عملها كطبيبة منذ الستينات، شاهدت عن كثب معاناة النساء الريفيات، وانخرطت مبكرًا في الدفاع عن حرية المرأة وحقوقها، وألفت في ذلك كتبًا تدين فيها تسلط الرجل الشرقي على المرأة العربية…