السياحة الجنسية… اللّيل والاحلام
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( الجنس والسياحة بطنجة )
الخميس 10 غشت 2017 – 13:01:01
• شعار السياحة الدولية… “رمال وشمس وجنس”
• أزيد من 786 ألف ليلة سياحية خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2016..
أسعار الدعارة في طنجة مثل كل بضاعة في السوق، خاضعة لقوانين العرض والطلب، وفي فندق «أك» تتجمع مومسات جميلات، إن موقع الفندق في مكان منعزل تجعله مكانا مفضلا للمبتدئات والخجولات، سعرهن مرتفع ولكن أجسادهن بضة، لا يتجاوزن الخامسة والعشرين من العمر، كما أن وجود مطرب شعبي في هذا الفندق ساهم في تجارة الجنس.
طنجة مفتوحة على الجميع وللجميع، لذلك يجتمع فيها خليط من كل مكان تاجرات الجنس، والباحثين عن المتعة وفي كل فصول السنة، وفي ملهى واحد تختلط كل لهجات المغرب.
ولعل أشهر معقل جنسي في المدينة هو حانة قريبة من الشاطئ حيث يتجمع الأجانب وأغلبهم من سائقي شاحنات النقل الدولي. الكثير من هؤلاء اشتروا أو اكتروا شققاً في المدينة وتركوا فيها خليلاتهم اللواتي حولن الشقق إلى مواخير في غياب العاشقين…
صاحب الحانة سبق له أن رفع دعوى ضد صحافي من المدينة كتب عن احتمال انتشار مرض السيدا بين الداعرات في الحانة، بسبب كثرة السياح من سائقي الشاحنات الذين يمارسون الجنس في كل مكان من دون رقابة طبية.
تبييض الأموال والدعارة.
غير خاف ما يجري لتبيض أموال المخدرات في عالم الدعارة، وهكذا تحولت عشرات العمارات التي بنيت وأقيمت بأموال مشبوهة وفق قوانين الإعفاء الضريبي والتي تملأ فضاء مدينة طنجة في كل مكان تقريبا… هكذا تحولت إلى مواخير للسياحة الجنسية، وبالتالي أصبحت الدعارة تلقائيا معفية من الضرائب من أجل تشجيع الاستثمار…
السياحة العربية تتركز على الخصوص في فيلات على البحر قرب شاطئ “ماربيل” و”بيلابيستا” التي أضيفت إليها مقاهي الشيشة… في هذه المنطقة من السهل العثور على فيلا أو طابق في فيلا بألفي درهم لليلة… وقرب المكان فندق يمكّن للداخلين إليه أن يستمتعوا بالبحر وبالرفقة في آن واحد طبق ما يقوله شعار السياحة “رمال وشمس وجنس”، وهناك فندق آخر بني قبل بضع سنوات فقط، وفيه دعارة تختلف… دعارة الناس الأبهة… الناس الذين يسيلون عسلا لا عرقا… هناك طابق كامل مخصص لليالي الحمراء… وفيه يسهر نجوم من مختلف القطاعات من السياسة والعقار حتى المخدرات والتبييض… انظر إلى موقف السيارات بباب الفندق ومأربه تكتشف عينة البشر الغائبة عن الوجود والموجود…
جنسيات سياحية بمدينة طنجة
في تقرير للمندوبية الإقليمية لوزارة السياحية بطنجة صدر بتاريخ 5 يناير 2016 ورد أن منطقة طنجة حققت أزيد من 786 ألف ليلة سياحية خلال العشرة أشهر الأولى من السنة.
وأن 365 ألف و160 سائح من مختلف الجنسيات أقاموا خلال الفترة الممتدة ما بين شهري يناير وأكتوبر 2016 بمختلف فنادق منطقة طنجة (طنجة وأصيلة والفحص أنجرة) التي سجلت 786 ألف و471 ليلة سياحية، كما حققت نسبة ملء بلغت كمعدل عام نحو 45 بالمائة.
واحتل السياح الإسبان المرتبة الأولى، تلاهم الفرنسيون، والأمريكيون، والهولنديون، والبريطانيون وإذا أوردنا الأرقام فسيطول بنا المقام، ولن تنتهي في هذا التقرير اعتباراً لأن موضوعنا مرتبط بالدعارة أو ما اصطلح على تسميته بالسياحة الجنسية، وليس جردا للنشاط السياحي.
طنجة والجنس
تحولت طنجة مؤخرا، وفي فترة وجيزة إلى قبلة للمشاريع العملاقة الوطنية والدولية… كما أن موقع المدينة وجمالها الأخاذ جعلها قبلة للسياح، وهو ما انعكس على مجال الدعارة الذي ازدهر سوقها خاصة من قبل الوافدين الخليجيين… والتاريخ القريب يذكر أنه في فترة النظام الدولي الذي كان سائداً بطنجة، كان هناك أكثر من “بورديل” يقدم خدمات يضاهي دور المتعة في فرنسا وهولندة وباقي الدول الأوروبية… أما اليوم فقد تحولت طنجة إلى قبلة للباحثين عن المتعة الجنسية من داخل المغرب وخارجه…. تكفي جولة قصيرة وسط المدينة والكورنيش، سيما بالليل، لتجد أنك أمام كمّ هائل من بائعات الهوى، مهنتهن تقديم خدمات جنسية مقابل تعويض مادي خاضع للتفاوض.
يقال ـ والعهدة على الراوي ـ أن استقطاب العاملات بعد إحداث المنطقة الصناعية التي قصدتها سيدات وفتيات من كل أنحاء المغرب بحثا عن لقمة العيش ساهم في قذف الكثيرات منهن إلى أحضان الرذيلة والإستغلال الجنسي… عاملات بالنهار بائعات هوى بالليل. يبعثن بأجورهن إلى أسرهن في المدن البعيدة، والدواوير… ويعشن ويؤدين أجر الكراء والماء والكهرباء بما يتحصلن عليه من مدخل الدعارة…
قالت إحداهن: “منذ جئت إلى طنجة وأنا أكتري مع فتيات لا عمل لهن إلا في المساء، كنا حوالي أربع فتيات اثنتين منهن يؤدين ثمن الكراء، والأخريات كن نزيلات عند صديقاتهن، بحكم وجودنا داخل منزل واحد، كنا نتحدث في مشاكل العمل، وضعف الراتب الشهري فاقترحن علي الخروج معهن، وكذلك فعلت، وأنا اليوم أرسل أجرة الشهر إلى أهلي ببني ملال، وما أوفره من الدعارة أعيش به وأدفع به ثمن الكراء، إحداهن “س” تعالج بمادة “الميطادون” لأنها كانت مدمنة على الكوكايين والحاجة إلى مصاريفه تتفاقم يوماً عن يوم… مارست الجنس مع أنواع مختلفة من الناس ـ تقول “س” لم يكن هدفها المتعة الجنسية بقدر ما كان الحصول على ثمن جرعتين أو ثلاثة، كانت تعالج بالمركز الخاص بعلاج الطب النفسي وقبل أن تأتي إليه كانت تتعاطى لدعارة الرصيف في شارع “الكورنيش” وكانت عندما تحصل على مبلغ 500 درهم تغيب عن الشارع لمدة ثلاثة أيام”.
أوكار و مواخير
تنتشر بائعات الجنس في أكثر من شارع بطنجة، وفي أكثر من نقطة، ووجود وكر لقضاء الوطر مع المومس ليس بالأمر الصعب، فالفضاءات والمواخير المخصصة لهذا الغرض موجودة وسط المدينة، وفي أطرافها، وبين أزقتها وشوارعها والأسعار لاتزيد عن 500 درهم في الليلة، وما بين 100 و200 درهم لمدة ساعة، والتفاهم يبقى بين الوسطاء والسماسرة الذين يتوفرون على مفاتيح شقق أو أوكار.
شارع موسى بن نصير مثلا يقع وسط المدينة، وعلى بعد خطوات قليلة من مركز الدائرة الأمنية الثانية يحفل بشقق الدعارة، وهناك فتيات يأتين من مقاهي قريبة وسط المدينة لممارسة الجنس في عدد من الإقامات السكنية الموجودة بهذا الشارع، وتشير إحصائيات غير رسمية بأن عدد ممتهنات الدعارة يفوق 600 فتاة إلا أن بعض الحقوقيين أمثال الطيب بوشيبة يؤكدون أن العدد أكبر بكثير وقد يتضاعف في فصل الصيف.
أوكار الدعارة كثيرة، فهناك الشقق الموجودة بخليج طنجة، وشارع موسى بن نصير وشارع المقاومة.
ومازالت الأيام والظروف ورياح الغرب تحمل المزيد….