إياكم أن تمسوا بخبز الفقير..!
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( مساس بخبز الفقير تهديد للسِلم الاجتماعي)
الجمعة 18 غشت 2017 – 18:39:42
• رغمَ كل الفضائح والوسخ المفضوح والمسكوت عنه لازال الفساد معششاً..
• جماعات وإدارات ومقاطعات تشكل بقرة أو أبقاراً حلوبا تسيل لبنا لا يتوقف…
أردت بهذا الحديث أن أحمل ذواتنا وسلوكاتنا مسؤولية ما يحدث لنا وأكثر من ذلك أردت التأكيد إلى ما ذهب إليه الخطاب الملكي السامي في الذكرى الثامنة عشرة لجلوس جلالة الملك على عرش أسلافه المنعمين…لقد حملّ المسؤولية بشكل مباشر للذين تخلفوا، ونكصوا، وخانوا… وللذين تلاعبوا بمشاعر الناس، وتصرفوا في المال العام تصرف المالك في ما يملك ثم خالفوا الوعد وأخلوا بالمسؤولية ثم أخيراً حملّوا الظروف… والأوضاع الدولية…والظرفية الاقتصادية المعقدة السبب فيها حدث ويحدث…
وإذا لم يواجه المغرب ما جدّ ويستجد، وما يلوح في الأفق، وأزمة الماء تطل وتشرإب علينا كنكد آخر، وعقبة كأداء أخرى، بدأت ظلالها تلقي بسوادها وغيومها على بلادنا… فكيف بمناطق ومدن وجهات عرفت بمياهها المتدفقة طوال أيام السنة… وبشلالاتها ومنابعها وأنهارها يهددها النضوب والجفاف.. ويعيش أهلها بوادر عطش مزمن مستفحل؟.. كيف بمدن شفشاون المعروفة برأس الماء، وتطوان الشهيرة بعين بوعنان الذي شربنا ماءه العذب البارد ونحن صبية وشباب ووزان ذات الأنهار والينابيع أن تشكو العطش؟ وأن يهدد سكانها بمسيرات الماء… طبعاً هناك حقول الكيف التي تجفف منابع المياه وتبتلع المياه الجوفية في شفشاون، والعرائش، وباب برد، وبني عروس وغيرها… وأكيد أن هناك تواطئ سلطوي مع أباطرة ومالكي الحقول… لقد عاينت هذا شخصيا في قبيلة بني عروس حينما بدأت الإدارة حملتها ضد مزارع الكيف، فدمرت الحقول الصغيرة بجانب الطرق وعلى ضفاف الوديان، وتغاظت عن المزارع الشاسعة البعيدة عن الطريق والمملوكة لكبار القوم. ولما أردنا محاورة ممثل السلطة قصد مدينة العرائش هربا من المواجهة وترك خليفتين له اعتذرا عن الحديث لأنهما لا يملكان الإذن ولا الصفة… كان هناك رئيس الجماعة السيد القاسمي المحامي بهيئة تطوان الذي فضح ما يرتكب وأعطى صورة قاتمة عن قبيلة بني عروس الإقطاعية المملوكة لأ باطرة المخدرات، وحقول الكيف… حيث لاتجارة ولا صناعة إلا ما يتعلق بالكيف ومشتقاته… وبعد هذه السنوات الطوال تبدو نتيجة ما اقترف في حق الأهالي والمنطقة… ويتضح مدى ما جناه رجال السلطة مرتشون فاسدون ضد الوطن والمواطنين.
ومع ذلك… ورغم الفضائح والوسخ المنشور وغير المنشور…المفضوح والمسكوت عنه لازال الفساد معششا… ولازال الفاسدون يصولون ويجولون لأنهم تعودوا ألا يقترن الفعل بالعمل.
وبمناسبة الحديث عن العقار… والبيع والشراء في الأراضي…. واستخراج وثائق وورخص البناء والإصلاح هناك جماعة البحراويين، وما يحدث في منطقة المنار ونوينوش حول رخص البناء…
حديث يدور… ويحتاج الحديث لتأكيده أو نفيه…فهناك في جماعات وإدارات ومقاطعات تشكل بعض ظروفها وإجراءاتها ومساطرها خصوصا المعقدة، أو التي فيها “سيرواجي” بقرة بل أبقاراً حلوبا، تسيل لبنا لا يتوقف… فمن يراقب من؟… ومن يحاسب من؟… وإلى متى نلوم زماننا والعيب فينا؟….
ومتى تستقيم أمورنا، وتنطلق إدارتنا في خط مستقيم لا هو بالمنعرج ولا بالمنكسر؟… أحادى الأبعاد لا ثنائييها ولا ثلاثييها؟… والهم إذا كثر أضحك… لهذا صار الموطن المغلوب على أمره أمام تعليم كسيح، وصحة سقيمة، واقتصاد مثقل يجر ديونا تكاد تصل إلى السماء، وعلل اجتماعية أفسدت البر والبحر وما بينهما… وأخر وأخريات من مصائب نتركها لحينها…
أما اليوم فأمامكم يامسؤولي الزمن المسحوق معضلة الماء والعطش… وإياكم أن تمسوا بخبز الفقير ورغيفه بدعوى إصلاح صندوق المقاصة لتوفير ملايير الدعم، فأمامكم الصناديق السوداء… والصناديق المتوارية الغائبة….