قناة الجزيرة في قلب العاصفة
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( الجزيرة )
الجمعة 07 يوليوز 2017 – 12:03:34
دول المقاطعة والحصار أعلنت أن قراراتها جاءت بسبب تدخل قطر في الشؤون الداخلية لبلدان الاتحاد ودعم الإرهاب.
الخلافات تفجرت عقب بث مشبوه لتصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد قبل اسبوع من ذلك، يزعم فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران رافضا مبدأ تصعيد الخلاف مع طهران.
ومن بين أسباب قرارات دول الحصار، حماية الأمن الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف ومواصلة دعم قطر للتنظيمات الإرهابية والطائفية وزعزعة استقرار دول الجوار والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي،………. وهنا ا بيت القصيد !
والمقصود بالإعلام، قناة الجزيرة، بطبيعة الحال، وبالتحريض، خط التحرير بالقناة القطرية الذي أحدث رجة قوية في إعلام القصور والسلاطين وداخل هيئات صحافيي الانبطاح، خدام “الباب العالي” أنصار “كل ما من شأنه” أن يتجنب إزعاج المزاج السلطاني ويثير غضبه. فالسلاطين إن غصبت، …..صار كل شيء ممكنا !…
ولم يكن غريبا ولا مفاجئا أن يتصدر مطالب دول الحصار والمقاطعة، مطلب إغلاق قناة الجزيرة التي تزعج بعض العروش، بل وتهدد بتدميرها ليس بفعل الإرهاب أو بالتطرف، بل بتوعية الشعوب بحقوقها الإنسانية والمواطنة حتى تتحرر من فكر “السلطان خليفة الله في الأرض” ويد الله “الطولى” في الخلق، ويعوا أن رئيس الدولة “منتخب”، إما عبر صناديق الاقتراع أو عن طريق البيعة الشرعية المبنية على شروط محددة، إن تخلى عنها تخلت الأمة عنه، وهذا ما حدث هنا بالمغرب، على سبيل المثال، للسلطان مولاي حفيظ العلوي، الذي بويع على الجهاد وحين هادن المحتل، رفع أهل البيعة أيديهم عن مساندة السلطان، ما أدى إلى خلعه ومغادرته لأرض آبائه وأجداده، ليعيش لاجئا في بلاد من ناصرهم وناصروه…… إلى أن لقي ربه.
أما المطالب الأخرى ف‘نها تدخل في “أدبيات” العنترة العربية، خاصة ما تعلق بقطع العلاقات مع إيران، ووقف التعاون العسكري مع تركيا، والحال أن علاقات دول الخليج مع هذين البلدين “كويسة” جدا، دبلوماسيا وتجاريا و ….. وتسليم العناصر الارهابية المطلوبة إلى الدول المقاطعة…افهموا أن المقصود بالعناصر الإرهابية، المعارضون للأنظمة السياسية القائمة بالمنطقة، حيث لا مكان لأي مغامر أن يعارض حكم الحاكم بـ “أمر الله” القائم على شرع الله، “إلا أن يسجن أو عذاب أليم”….
خبر المطالبة بإغلاق الجزيرة أثار زوبعة من الاستنكار والاحتجاج ليس فحسب داخل العالم العربي والإسلامي بل وأيضا على مستوى العالم، حتى الدول الغربية والأمريكية التي تعتبر المتضررة الأولى من خط تحرير القناة القطرية العربية التي نجحت في تغيير صورة الاعلام العربي في العالم، من حالة الانحطاط والانبطاح أمام الأنظمة و الحكام، إلى مستوى الإعلام الملتزم بقضايا الانسان العربي وحقوقه السياسية والاقتصادية والانسانية، عبر التوعية والتحسيس والحوار.
العالم اعتبر أن المطالبة بإغلاق الجزيرة “اعتداء على حرية التعبير” كما جاء على لسان المتحدثة باسم لجنة الصحافيين كورتني راتش، التي نبهت “الغافلين العرب” إلى إن حق الحصول على المعلومات والأخبار ونقلها عبر الحدود، هو حق إنساني تكفله القوانين الدولية.
واعتبرت منظمة “عدالة” لحقوق الانسان أن مطالبة بعض الدول بغلق شبكة الجزيرة اعتداء على حرية التعبير التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 19 منه وأن حرية التعبير تشكل “إحدى ركائز بناء المجتمع الديمقراطي السليم التي تساهم في تحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي”.
من جانبها اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية العالمية أن المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة ليس عقابا لقطر، بل هو عقاب لملايين العرب في المنطقة بحرمانهم من تغطية إعلامية مهمة.
من جانبه أكد الاتحاد الدولي للصحفيين أن المطالبة بإغلاق الجزيرة ستؤثر على حرية التعبير في العالم، معتبرا أن الجزيرة مصدر معلومات للمواطنين في الشرق الأوسط وغيره.
وقال رئيس الاتحاد فيليب ليروث إن الشرق الأوسط يحتاج الصحفيين لنقل الحقيقة، مشددا على أن حظر أي منفذ إعلامي هو “محاولة فظيعة لفرض رقابة على الرأي العام”
المطالبة بإغلاق الجزيرة لا زال يشكل مصدر إزعاج كبير على مستوى هيئات الصحافيين والمنظمات الحقوقية والسياسية في العالم التي ترى أن تلبية هذه المطالب ستؤثر على حرية التعبير بالعالم وأنها تعتبر مسا بسيادة دولة مستقلة ، وانتهاكا صريحا وصارخا للحقوق الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وأهمها الحق في التعبير والرأي وحماية الصحافة والصحافيين…