أقبل الصيف… أما آن لشوارع و أزقة طنجة أن تنظف ؟؟
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( تجـارة الجنس )
الثلاثاء 04 يوليوز 2017 – 16:25:34
ربما الموضوع مستهلك كما أسلفنا الذكر، لكن، هذا لا يمنع من أن نتطرق إليه خصوصا مع حلول موسم الصيف، موسم الدعارة بامتياز، في كل المدن السياحية بالمغرب، ليس بطنجة فقط، الظاهرة تتنامى يوما بعد يوم، شتاء و ربيعا و صيفا، ظاهرة انتشرت بشكل كبير وأصبحت تسير تحت إشراف شبكات متخصصة في تسريح الفتيات وبيع المتعة الجنسية بالدقائق والساعات وكل شيء بثمنه، حيث تنطلق العملية التي تباشرها أحيانا بائعات الهوى انطلاقًا من وصول السياح إلى طنجة من مختلف الجنسيات خاصة الخليجيين والسياح الأوروبيين لاسيما المسنين منهم، كون هذا النوع يدفع أكثر ولا يتطلب الكثير، والخطير في الأمر أن فئة هذه الآفة لم تعد تقتصر على المطلقات أو الراشدات بل تجاوزتهن لتصبح الفتيات القاصرات لاسيما فتيات المدارس، الهدف الرئيسي الذي يسعى كل مسير شبكة للدعارة الراقية الحصول عليه ، فالفتاة القاصر وتلميذات المدارس أكثر طلبًا من طرف السياح ويحققن أرباحًا طائلة لفائدة مختلف شبكات الدعارة ، نظرًا لما يجنينه من أموال.
إنّ انتشار وتفشي هذه الظاهرة الخطيرة لا يمكن تحميل مسؤوليته فقط لجهة معينة، بل المسؤول الأول والأكبر الفتيات اللواتي يتحولن من طالبات وتلميذات وموظفات إلى بائعات هوى يقدمن أجسادهن للمتعة والفساد مقابل الحصول على عيش كريم وسعادة عمرها قصير إذ لا تتجاوز الساعات ثم تختفي ، والغريب في الأمر أنهن لسن من أصل طنجي، فأغلبهم و إن لم نقل كلهنمن باقي مدن المغرب العميق.
أنها معضلة تستدعي تكثيف الجهود من جميع الجهات من مسؤولين وهيئات المجتمع المدني ومواطنين، للحد منها بإيجاد حلول ناجعة وفورية للقضاء عليها ولو كان الأمر تدريجيا ، فتفتشي هذه الظاهرة أصبح يهدد سلامة المجتمع وأصبح يشوه صورة المدينة بشكل كبير لاسيما في صفوف زوراها رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات الأمنية إلا أنّ هذا لا يكفي، لاسيما بعد أن أصبح لهؤلاء المسيرين والوسطاء المغاربة والأجانب مكانة ووضعا متميزا في المدينة في علاقاتهم بالسياح وعدد من الشخصيات، وحصولهم على ما يرغبون فيه عن طريق بيع أجساد الفتيات اللواتي لا بهمهن شيء سوى الحصول على المال والرفاهية والعيش الكريم الذي لا يدوم طويلا ، إذ ينتهي بمجرد انتهاء مدة صلاحية أجسادهن .
عند التجول بكورنيش طنجة مثلا، أو “كورنيش الحب المحرم” إذا صح التعبير، على امتداده فتيات و نساء الهوى يجدن لأنفسهن ملاذا آمنا ومضمونا لاستقطاب الزبائن. فالعمل بكورنيش الشاطئ لا يتوقف نهارا ولا ليلا، والإقبال في تزايد.
بائعات الهوى بهذا المكان يميزن أنفسهن بملابسهن الضيقة، وروائح العطر القوية، ولا تتوان بعضهن عن إشعال سيجارة والقيام بحركات إغواء يفهمها جيدا الباحثون عن اللذة، فأمام أعين المارة يقف شبان وكهول بسياراتهم أمامهن، وقد لا يكلفون أنفسهم عناء النزول للتفاوض، بل يتركهن يقتربن من السيارة، وسرعان ما يركبنها متجهين نحو منزل الزبون، أو حتى نحو بعض الفنادق غير المصنفة التي تحولت غرفها إلى أوكار للدعارة مقابل 20 درهم تضاف إلى إيجار الغرفة.
وغير بعيد عن الكورنيش، تضم ساحة الأمم عمارات سكنية تخصص جل شققها كأوكار لممارسة الدعارة، وبحكم قربها من الكورنيش فإنها تعد أماكن مناسبة لممارسة الجنس بعيدا عن أي إزعاج محتمل من السلطات.
وإن كانت الدعارة على الشاطئ البلدي نهارا تتوقف عند حد المفاوضات فحسب، كونها تمارس في الشقق المفروشة أو في الفنادق الغير مصنفة، فإن تجارة الهوى ليلا تكون أسوأ بكثير، إذ إن الجنس يمارس في ساعات الليل المتأخرة على رمال الشاطئ البلدي، حتى صار التجول به في هذه الفترة ممنوعا على باقي سكان المدينة، ولا يستغرب المتجولون في الصباح الباكر من وجود بعض الأدوات الجنسية مثل العوازل الطبية، تملأ المكان.
تاجرات الجنس على الشاطئ البلدي أغلبهن لا يتجاوزن 30 عاما، منهن الطالبات وحتى الأمهات، وبعضهن لا يتوانين عن عرض “خدماتهن” على الزبائن المحتملين، بل إن بعضهن يعرضن تخفيض السعر! والكثيرات منهن ذوات لكنة قروية، أي أن أغلبهن من المهاجرات إلى طنجة، وبعضهن يلتجأن للدعارة بعدما ينتهين من عملهن اليومي كعاملات في المعامل أو منظفات، وهي أعمال لا توفر لهن دخلا كافيا.
دعارة راقية
دعارة الأماكن العامة ليست وحدها المجال النشيط في تجارة الهوى بمدينة طنجة، فالدعارة الراقية بالمدينة تجد لنفسها تربة خصبة في العديد من الأحياء “الهاي كلاس”، فمنطقة فيلا فيستا مثلا، المتواجدة بخليج طنجة، منطقة راقية وهادئة، تضم فيلات سكنية أغلبها شبه مهجور، بحكم أن سكانها هم من الجالية المغربية بالخارج، لكن فيلات أخرى تنشط يوميا وخاصة بالليل، فالعديد من أرباب الفيلات يؤجرونها لمن يريدون إحياء ليالي المجون، أو أن أربابها أنفسهم يعدونها لاستقبال زبائن الشهوة الجنسية.
يقول أحد حراس الفيلات بالمنطقة، إن بعض الفيلات بهذا الحي باتت معروفة بأنشطتها المشبوهة، إذ مباشرة بعد منتصف الليل تتوافد عليها فتيات لا تزيد أعمارهن عن 18 أو 20 عاما، ثم يصل شخص أو اثنان بسيارات فارهة، تقف بعيدة عن الفيلا المعدة للدعارة، لتنار الأضواء وتنطلق أنغام الموسيقى طيلة الليل، ولا يخرج هؤلاء من البناية إلا في ساعات متأخرة من صباح اليوم الموالي، وتبدو عليهم أحيانا علامات الثمالة، هؤلاء قد يكونون شبانا أو حتى شيوخا، يضيف المصدر.
هذه المنطقة وإن كانت تحتضن فيلات دعارة تعد على أصابع اليد الواحدة، لكن ذلك لم يمنع من تلوث سمعتها، حتى أخذ السكان يشتكون من ذلك، مع أن الحملات الأمنية على هذا الحي نادرة مكثّفة.
مناطق أخرى بمدينة طنجة لا تستقبل المغاربة فقط، بل إن أهم زبائنها هم من الأجانب، مثل منطقة ملاباطا التي تضم مجموعة من الشقق المفروشة التي توضع تحت خدمة شخصيات ثرية ليس فقط مغربية، بل أيضا أوروبية وخليجية، وهي نوعية الزبائن المفضلة عند الكثيرين من تجار الجنس، كونها الأكثر “كرما”.
الهدف من هذا التحقيق، هو التذكير بهذه الظاهرة بهذا الموسم بالذات، كي لا ننسى أن هنالك عائلات محترمة و أناس محترمين، يجدون في طنجة راحتهم لقضاء عطلتهم، و من حقهم أن يجدوا جوا صحيا سليما رفقة عوائلهم، كذلك السياح الأجانب المحترمون، هناك من يتضايق من ملاحقة العاملات بالجنس لهم، خصوصا و هم يصطحبون معهم زوجاتهم و عائلتهم الصغيرة للإستمتاع، ليس لرؤية مناظر تخدش البصر و تحزن القلب، من عاملات الجنس إلى أطفال الشوارع مرورا على المتسولين و المجانين و المشرملين و القائمة طويلة.
نتمنى أن يصل السلطات نداءنا، بمحاولة تنقية شوارع و أزقة طنجة من هكذا ممارسات لا أخلاقية و أخرى إجرامية، لننعم نحن أهل طنجة بمدينتنا بالصيف و لينعم فيها زوارها…..