مصطفى البقالي الطاهري
الأربعاء 12 يوليوز 2017 – 13:19:25
و هو :
– ” اقرأ ” سورة القلم .
– ” قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ” سورة الزمر .
– ” يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات ” قرآن .
– ” شهد الله أن لا إله إلا هو و الملائكة و أولي العلم قائما بالقسط ” سورة آل عمران .
– ” إنما يخشى الله من عباده العلماء ” . قرآن .
– ” طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة ” حديث نبوي .
– ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة . حديث نبوي أخرجه مسلم .
عوض هذا الاتجاه النير اتجهوا و تأبطوا اللهو و الطرب و العبث و الفساد و التبذير و قربوا إليهم المنافقين المتملقين الخنوعين و حاربوا العلم و العلمـاء إلـى أن وصـلوا إلى حد التمـزق و التشـتت و أعظـم مثال على ذلـك هـو ( الفردوس المفقود ) : أي الأندلس .. أين حضارة و علم الأندلس ؟ .. لقد ذهب كل ذلك مع أدراج الرياح و سقطت المدن الواحدة تلو الأخرى إلى أن وصلوا إلى مدينة أبي عبد الله ملك غرناطة الذي سلم آخر مفتاح ل ” فرناندو ” و ” ايزابيلا ” و السبب هو فساد ملوك الأندلس و الاقتتال فيما بينهم مع الاستعانة بالأجنبي الذي كان هو وراء طردهم من أرضهم و هذا التاريخ المذل هناك من يخطط له من جديد ليعيد نفسه و قد بدت بوادر ذلك لما وجدنا بلدانا عربية رهنت نفسها للأجنبي يتحكم فيها كما يشاء و يحرضها على التشدد مع الأشقاء بل و العمل على إنشاء الفوضى الخلاقة لتخلق سوقا مربحة على مستوى السلاح و غيره ، و هذا من أجل استنزاف أموال الأمة و كانت أخر صفقة مضحكة هي صفقة ” ترامب ” أو ” ترامبا ” التي بلغت 500 مليار دولار أخذها ظلما و عدوانا ضدا على الشعب العربي الفقير المقهور مقابل حماية الحاكمين الذين يفقرون شعوبهم و يعملون على إغناء أسيادهم الذين يمتلكـون نفـس أفكـار ” فرناندو ” و ” إيزابيلا ” و تتلخص تلك في خلق حروب بين العرب بعضهم بعضا استعدادا لطردهم لصحراء الجزيرة القاحلة بعد تدميرهم و يأتي بعد ذلك أبو عبد الله المعاصر ليسلم المفاتيح لأمثال ” ترامبا ” لتسلم بعد ذلك للصهاينة لإعلان قيام إسرائيل الكبرى.
هؤلاء لو استمروا على حالتهم المتمثلة في الاستبداد و القهر و التفقير و التجهيل سيحصل لهم ما حصل لملوك الطوائف الذين كانوا يستعينون بالأجنبي ضد بعضهم البعض إلى أن طردوا جميعا .
إذا نظرت إلى بلدانهم تجدها غنية و لكن شعوبهم فقيرة و أموالها تبذر هنا و هناك و هنالك و الأجنبي هو المتمتع الأكبر و يليه الحاكم و حاشيته و منافقيه المتملقين ..
في مقابل هؤلاء هناك دول مثل الصين و اليابان و كوريا ، هذه الدول أصبحت متقدمة علميا و اقتصاديا بفضل الاعتماد على نفسها و بفضل الحفاظ على هويتها باستعمال لغتها و ليس لغة المستعمر ، و قد أسسوا لذلك أكاديميات من أجل الحفاظ على لغتهم و تطويرها لتساير التقدم و فعلا نجحوا في ذلك .
أما الشعوب المتذبذبة و التي ظلت منبهرة بحضارة و لغة المستعمر بقيت و ستبقى متخلفة خادمة للسيد المستعمر الذي يفرض عليهم لغته ، لأن السيد مقابله العبد ، و العبد و ما ملك لسيده ، فهو لا يعرف معنى الاستقلال و لا الهوية و لا الوطنية لأن عقدة النقص طغت عليه و شملته حتى أصبح يرى نفسه أنه لا يمكن أن يعيش بدون سيده و لا يمكن أن يستعمل إلا لغة هذا السيد لأنه يخاف المساس بمصالحه و يخشى غضبته ..
هؤلاء يوهمون الناس أنهم أحرار و أنهم مستقلون و أن خضوعهم للأجنبي المستعمر هو من باب التباهي بالحضـارة و التفتح و الحداثة و الحقيقــة أن كـل ذلـك وهـم و زيف لا يجـدي شيئـا ، لأن العبـد إذا افتخـر بتقدم سيـده و حضارته و لغته فإنه لا يتعدى إطار العبد الأداة المستخدمة لتحقيق مآرب السيد .
إن الأمة التي تتمسك بلغة المستعمر و تعتبرها فعلا لغتها الرسمية هي مثلها مثل ذاك العبد الذي لا يستطيع أن يستقل عن هيمنة سيده مخافة أن تصاب مصالحه بأضرار و هي تفعل ذلك آملة في أن تصبح يوما بمثابة السيد علما أن السيادة و الحرية تنطلق من الإيمان الراسخ بالوطن و تراثه و لغته التي تعتبر الوجه الحقيقي للأمة ، فبدون لغة و تعليم وطني يقدس شخصية و هوية الوطن و يعمل من أجل رقي الإنسان و تقدمـه و رفاهيته و استقلاله الحقيقي ، فإن هذه الأمة لن تتقدم بل ستبقى دائما تعيش في بيت الطاعة ..
– يقول ” لي كوان يو ” رئيس وزراء سنغافورة الراحل :
” وجهت معظم موارد الدولة للتعليم فتحولت سنغافورة من دويلة فقيرة مديونة إلى واحدة من أسرع اقتصاديات العالم نموا فالتعليم هو سر نجاح سنغافورة ” .
– و يقول :
” تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى إلى الأسفل “.
نعم ، لقد كان الفساد يغمر مجتمع سنغافورة ، فلا وجود هناك لعدالة و لا إدارة و لا أخلاق ، كل تنخره الرشوة و التخلف و الجهل ، لكن حينما توجد إرادة حقيقية مقترنة بمحبة الوطن و سمعته تغيب العيوب متساقطة عن وجه هذا الوطن ، بسبب الإرادة السياسية الحقيقية الثابتة ، و بهذا استطاعت سنغافورة أن تصبح في القمة رغم أنها لا تملك أرضا شاسعة و لا معادن و لا بحارا غنية و بفضل حكامها الوطنيين صارت مركزا عالميا للتجارة و النقل البحري و الجوي على الصعيد الدولي و صار المواطن فيها هو الشغل الشاغل للدولة من أجل تعليمه و ترفيهه و كذا العمل على ضرب الفساد و تطبيق القانون بصرامة و كانت النتيجة أن أصبح ذلك البلد أهم مركز مالي عالمي يلعب دورا مهما في الاقتصاد الدولي و اعتبر مرفأه الخامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط الاقتصادي ..
يا ليت حكام العرب استوعبوا دروس ” لي كوان يو ” الذي انطلق من الصفر و حقق المعجزة بفضل الإيمان بوطنه و ليس بجيبه و عمل على تطبيق نظريته التي يقول فيها ” اصنعوا الإنسان قبل كل شيء ” ..
و البداية تكون بخوض معركة التعليم الوطني و الاهتمام بأصحابه و معركة العدالة الاجتماعية و الابتعاد عن بطانة السوء و النفاق و الاقتران بشرفاء الوطن و هذا من أجل السير في طريق التقدم و النجاح . .