الفنان الشفشاوني، الطنجي، المغربي، صاحب الإبتسامة و الوجه البشوش و الإحساس العالي، حميد الحضري في ضيافة جريدة طنجة
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( حميد الحضري)
الخميس 27 يونيو 2017 – 12:31:26
• عرفه أبناء شفشاون من خلال مولده، عرفه أهل طنجة من خلال نشأته، وعرفه المغاربة من خلال إطلالته المحببة إلى قلوبهم على شاشة التلفاز، وهو يصدح بغنائه الدافئ، يرسم البسمة على شفاه الناس، ويغمرهم بأمواج الأمل والتفاؤل بالحياة.
لغاته المتعددة ساعدته كثيرا في رصيده المعرفي و الفني، هو الفنان الذي دأب على جعل صورته وسط زملائه و جمهوره صورة مشرفة، تعبر عن إنسان خلوق، مثقف، موهوب، من عائلة طيبة، ربّت فأتقنت التربية، و هذا ربما ما يجعل حميد الحضري اليوم، ضمن الأقلية القليلة الموجودة على الساحة الفنية، المتشبثة بقيم الفن و الساعية الى رقيّه، بكل أطيافه و أطرافه. .
عبد حميد الحضري، من مواليد 10 شتنبر 1976 ، مدينة شفشاون، حائز على ماستر في الإعلاميات، و ماستر في التسيير الرياضي، و كنت ضمن أول دفعة حازت على الماستر في هذا التخصص، أعشق الرياضة، و هي بالنسبة إلي ثاني متنفس بعد الموسيقى، تربيت وسط عائلة تربوية و فنية بامتياز، ترعرعت في كنف أب و أم و إخوة يعشقون الفن الراقي، يعزفون و يغنون في أغلب الأوقات بالمنزل، ما جعلني أتشبع بالموسيقى و دفعني لأشارك ببعض المسابقات الفنية إن كانت تهم الموسيقى أو التمثيل، و مع مرور الوقت صقلت موهبتي و كونت مع بعض الأصدقاء بشفشاون فرقة موسيقية، إسمها “جوهرة”، ثم انتقلت إلى التعاون مع فرقة”بالوما”، اكتسبت المزيد من الخبرة.
في 2007 كانت مشاركتي الأولى، في برنامج للمواهب الفنية”ستار أكاديمي” بتونس، إلى هنا لم أكن أفكر يوما في الإحتراف الحقيقي، لأن الفن كان بالنسبة لي متنفسا و أوقاتا تغذي روحي و تشبع موهبتي، و بمشاركتي في ستار أكاديمي، أدركت أنها بالفعل كانت نقلة نوعية في مسيرتي، لأني أحسست بالمسؤولية الفنية و قررت أن أستمر بالفن لكن هذه المرة بصورة مغايرة، سأتفرغ للفن و أعيش منه، مع حفظ المبادئ و الأخلاق التي تربيت عليها، و بالفعل، و منذ سنتين، و أنا متفرغ تماما للعمل الفني، أعمل بجد، أصبر كثيرا، لأحقق ما أطمح إليه بالطريقة الصحيحة.
-من حبّب إليك الغناء والموسيقى و من مثلك الأعلى؟؟
عائلتي هي من حببتني في الفن، و مثلي الأعلى هو خالي حسن، توفي و أنا عمري سنة، كان مؤلفا للأغاني، أغانيه كانت تتغنى بها كل العائلة، و من خلال ما حكولي عنه، وعدت نفسي أن أدرج في كل ألبوم لي، أغنية من كلماته، حتى يستمر فنه و لا يموت، كان شخصا محبوبا جدا في مدينة شفشاون، أحببته من خلال حب العائلة و المعارف له.
-كونك مطرب وملحن وموسيقي و ممثل، أين تجد نفسك أكثر؟ وهل بإمكاننا أن نقول أنك فنان شامل؟
كلمة فنان بالنسبة لي هي كلمة ذات قيمة كبيرة جدا، أنا أحب الفن بكل ألوانه، عرض علي التمثيل فرفعت التحدي مع حالي، و حققته حسب رؤيتي و إمكانياتي، لكن تبقى الموسيقى هي الدينامو الرئيسي لمسيرتي الفنية و الحياتية، القيثارة هي عشقي و غرامي، أحاورها و تحاورني، هي رفيقتي بالحياة، مع العلم أنني أعزف على أكثر من آلة موسيقية، إلا أن القيثارة تبقى دائما عشقي الأول و الأخير، لا أستطيع أن أصف نفسي بالفنان الشامل، أنا أجتهد و أسعى و أتعلم، و يكفيني أن أنعم بثقة جمهوري تحت أي مسمى.
-أعلنت مؤخرا أنك مقبل على تجربة سينمائية جديدة، بعد نجاح تجربتك الأولى ” مكتوب الزمان ” للمخرج المبدع أحمد سعيد القادري، نستطيع أن نقول أن هذه التجربة راقتك و شجعتك على خوضها مجددا ؟
قبل سنوات من تجربتي مع المخرج الصديق أحمد سعيد القادري، قمت بدور صغير في فيلم تلفزيوني مع المخرج عبد السلام الكلاعي، لعبت أدوارا مسرحية عديدة منذ الصغر، اكتسبت الكثير و ساعدني ذلك في التعامل مع الكاميرا و الجمهور، لكن تجربة أحمد سعيد القادري، كانت تجربة مميزة جدا، لأني أحترم شخصه و أؤمن بفنه و إمكانياته المهنية، و محور العمل كان حول حرية التعبير، الشيء الذي أدافع عنه دائما، و العمل الفني يقوم حول الرسائل الهادفة الجادة التي تمر من خلال كلمة أو مشهد، نعم سأستمر في التمثيل، لأن الفن بالنسبة إلي هو تنوع و غنى، و دائما تحت شعار الإحترام و حفظ القيم الأخلاقية.
– حدثنا عن الأغنية التي أعطيت انطلاقتها يوم الخميس المنصرم ، و هل تطمح الى أن تلقى النجاح الذي شهدته أغنية “بغيني نبغيك” و التي بدورها تعتبر جديدة أيضا ؟
“بومبيرا” هي ثمرة لقاء فني مع يونس أحيضار، الذي تعرفت إليه عندما كان موسيقيا بفرقتي، و تحولت العلاقة إلى علاقة صداقة فنية حقيقية، و هو من كان وراء فكرة أغنية” بومبيرا” عندما اقترح علي أن أغني اللون اللاتيني، هي أغنية مرحة، بسيطة، فيها الكثير من المشاعر الجميلة، موسيقاها خفيفة، الفيديو كليب صور بشفشاون، و الحمد لله لحد الآن لاقت نجاحا طيبا مبدئيا منذ إطلاقها، و الجمهور هو من له الكلمة الأخيرة و أتمنى أن تلقى الإعجاب و التجاوب كأغنية “بغيني نبغيك”.
كيف هي علاقة حميد الحضري بزملائه في المجال الفني؟
علاقتي بكل الفنانين جيدة، والعديد منهم يسعى بالفعل لرفع مستوى الفن بالمغرب . يجب أن نحكي بصيغة “نحن” لا “أنا”، لنبرز ونتطور كما يفعل باقي الفنانين بالعالم، الوسط الفني كأي وسط، ليس خاليا من عداءات و مناورات و ضرب تحت الحزام، لكن أنا أسعى دائما إلى ربط علاقات محترمة مع الزملاء، لا أعتبرهم منافسين، و لكل لونه و رؤيته، بطبعي لست ثرثارا و لا أحب النميمة و كلامي عن زملائي كان دائما حياديا، نابعا من فطرتي التي لا تسمح لي بالتجريح أو التفكير بإيذاء شخص و لو بكلمة.
– و كيف تصنّف علاقتك بوسائل الإعلام المحلية و الوطنية ؟
علاقة متوازنة، الفنان بدون وسائل للإعلام، كيف سيبرز ما أنتجه؟، هي علاقة مترابطة، أنا منفتح دائما على الصحافة، و مستعد دائما لمدهم بكل ما أقوم به من تحركات فنية أو أعمال، ربما أنا فقط عاتب شيئا ما على بعض الصحفيين الذين يقيّمون العمل الفني من خلال نسبة الإستماع أو المشاهدة باليوتوب أو المواقع الإجتماعية، علما أن تقنيات عديدة أصبحت متداولة داخل الوسط الفني، لرفع نسب الإستماع أو المشاهدة بطرق غير سليمة، و بالتالي مضمون العمل الذي لا يخضع إلى هذه التقنيات المشبوهة، هنا يضيع، أنا لا أقيّم عملا بالأرقام، بل بجودته.
–في الوسط الفنّي هناك ما يسمى بالثنائيّات أو الثلاثيّات أو غير ذلك تجمع الفنان بآخر أو أكثر، فهل فكّرت في هذا الأمر من خارج اللون الموسيقي الذي تؤديه؟ ربما ديو طربي لم لا ؟؟.
في الحقيقة أنا لا أعتبر نفسي مطربا، مغنيا للطرب، أنا مؤد لكلمات أحسها و أرفقها بألحان تتماشي و طبيعتها، مغني النص لا يحتاج إلى صوت صارخ، لكن إذا عرض علي المشاركة مع فنان طربي بلقاء مباشر مثلا سأحاول أن أستخدم تقنيات الغناء المهنية، من عرب و مقامات إلى غير ذلك، لأني بالأول و بالأخير تربيت على أغاني طربية، عبد الوهاب، أم كلثوم، فيروز، و عمالقة آخرون من عمالقة الطرب العربي الأصيل، كانوا و لا يزالون الأساس في حبي للموسيقى.
-ماذا تعني لحميد الحضري هذه الكلمات:
الأمل: لا حياة بلا أمل.
الأم: نور حياتي.
الحبيبة: حديقة الزهور.
الوطن: الجذور و الأصل و الأب.
المواطن المغربي: مواطن طيب، لكنه مخذول.
كلمة لجمهورك العريض حميد الحضري…
أقول بداية لبعض رواد المواقع الإجتماعية، هؤلاء الذين لا شغل لهم سوى تكسير مجادف الآخرين، أنكم لا تسيؤون إلا لأنفسكم، و كلامكم
لا يؤثر فينا بل يضحكنا، و الكلام الصادر من أناس ليسوا مؤدبين، هو كلام يضحك إلى حد السخرية.
ثم رسالتي لجمهوري، أنه و كما عهدتموني دائما، سأبقى ذلك الفنان صاحب الإبتسامة و الداعي دائما إلى الحب و التآخي و السلام، فأنتم من وصفتوني بصاحب الإبتسامة و الوجه البشوش، و أنا سأتشبث بهذا إن كان على المستوى الشخصي أو المهني، و الرسائل التي أبعثها للإنسانية جمعاء من خلال أعمالي، ستعكس دائما شعاري في الحياة: “الحب و الإحترام”. .