أي خير يرجى من بناء مسجد جديد مقابل تشريد أفراد أسرة معوزة ؟
جريدة طنجة – محمد إمغران ( بناء مسجد جديد )
الخميس 27 يوليوز 2017 – 18:23:24
وللإشارة، فإن ربة الأسرة المسماة عائشة، والساكنة بعين المكان، منذ أكثر من 40 سنة، هي ابنة للمرحوم الذي كان “شاوشا” تابعا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطنجة، كما أنها الوحيدة، ضمن أبناء المرحوم ذاته، التي تعاني ظروفا صعبة، في الوقت الذي غادرجميع أفراد أسرتها مرافق المسجد، للاستقرار مع أزواجهم وأبنائهم، في مساكن حصلوا عليها (الله يزيدهم). ومع ذلك ، يشير مصدرنا إلى أن أوقاف طنجة مصرة على تشريد هذه الأسرة المعوزة والعاجزة عن دفع سومة كراء في مكان آخر ، وبالتالي دفعها إلى مواجهة مصيرها بالشارع، وذلك بتنسيق مع جمعية الحي المشار إليه ومحسن، معروف عنه بناء المساجد بطنجة، أكثر الله من أمثاله ، خاصة وأن تشييد بيوت ، يذكر فيها اسم الله، هوعمل نبيل، بل وعبادة عظيمة، أجرها عند الله كثير.بمعنى أن الهدف من تنسيق هذه الأطراف، فيما بينها، هوهدم المسجد، لبناء آخر جديد، مكانه.لكن أن يتم في نفس الوقت تشريد أسرة، فأي خير يرجى من هذا العمل الذي “يداوي” و”يجرح” ؟ طبعا، المشكل مطروح على أوقاف طنجة، بقصد أوغير قصد، وعليها أن تتعامل معه بروية وحس إنساني، ينهل من تعاليم ديننا السمحاء، خاصة وأن المحسنين والمتصدقين، عندما يهبون أملاكهم ومتاعهم للأوقاف، يكون هدفهم من وراء ذلك، هو مساعدة الأرامل والأيتام والمرضى والمحتاجين، وما هذه الأسرة المهددة بالتشريد ومعانقة حيطان وأسوار الشوارع، إلا واحدة من هذه الفئات التي تحتاج إلى الأخذ بيدها، ومسح دموعها، طبقا لدين الرحمة، لاسيما وأن وزارة الأوقاف هي من أغنى الوزارات، حسب ما يروج، وينشرفي كثير من المنشورات والصحف اليومية.
وحسب مصدرمطلع، علمنا أن هذا المسجد كان بناه المواطن المغربي، المسمى قيد حياته، علي التمسماني، خلال أواخر القرن الماضي، بعد عودته من الغربة بالديارالأمريكية التي كان هاجر إليها في سنوات مبكرة، حيث تزوج، وقتها، من امرأة أمريكية وأنجب معها أبناء، غير أنهم لم يرغبوا في مرافقته، للعيش معه بأرض الوطن التي عاد إليها ـ فيما بعد ـ وحيدا، للاستقراربها.ثم بعدها، تزوج من امراة مغربية، لازالت على قيد الحياة، بمنطقة بني مكادة بطنجة، بينما هوأسلم روحه إلى بارئها، ودفن بجوار المسجد، المعروف ب :”جامع المريكانو” نسبة إلى اغترابه بالديار الأمريكية. وكانت عملية نبش قبره قد تمت، حديثا، ودفنت رفاته من جديد بالمقبرة الخلفية، التابعة للمسجد ذاته.ويحكى عن هذا المواطن الذي حج بيت الله الحرام، بعد استقراره بحي “أمراح شلوح”، كونه كان محبا لفعل الخيرات، ابتغاء وجه الله، إذ ربما، لو نهض من قبره، لما سمحت له نفسه أن يشرد أفراد هذه الأسرة، رميا بهم في الشارع، لمواجهة مصيرهم المجهول، بالرغم من أن المسجد والأرض يعودان إلى ملكيته !