أوقفوا مجازر السير والجولان بطنجة..
جريدة طنجة – محمد العمراني ( سائقـو “تريبورتور ” )
الخميس 27 يوليوز 2017 – 12:13:52
لقد تحولت هاته الدراجات إلى مقاتلات حقيقية تزرع الرعب والموت في صفوف ساكنة مدينة، يراهن عليها ملك البلاد لتصير مدينة عالمية…
مدينة رصدت لها الدولة 760 مليار سنتيم، لتصبح قطبا حضريا نموذجيا بحوض البحر الأبيض المتوسط…
بالتأكيد أن ولاية أمن طنجة تتوفر على الإحصائيات الخاصة بحوادث السير التي ترتكبها يوميا عربات الموت هاته، والعديد منها مميت…
يجب الاعتراف أن العشرات من المواطنين يمتهنون سياقة هاته الدراجات، لضمان قوت عيش أسرهم، وهؤلاء يستحقون الاحترام..
لكن بالتأكيد أن فئة غير قليلة من أصحاب السوابق العدلية يستعملون “التريبورتورات” وسيلة لتنفيذ العديد من الجرائم، كالسرقة وتوزيع المخدرات، ومصالح أمن المدينة تعرف ذلك جيدا…
ليس من المفهوم ولا المقبول إطلاقا، وتحت أي مبرر كان، أن تتحول هاته المقاتلات إلى وسائل لنقل المواطنين، في رحلات منظمة، وتتجول عبر شوارع المدينة بكل أريحية واطمئنان، في صورة لم نعد نجدها حتى في الدول الأكثر فقرا وتخلفا عبر العالم!…
أتساءل ويعجز عقلي عن الاستيعاب، كيف يتجرأ سائقو عربات الموت على نقل المواطنين، والمرور أمام شرطة المرور وهم مطمئنون إلى أنهم لن يتعرضوا للمساءلة ولا للتوقيف؟!!..
ما الذي يمنع شرطة المرور من تطبيق القانون؟؟؟…
لن نتكلم هنا عن الاستعراضات الجنونية لشباب مراهقين يمتطون الدرجات النارية الفخمة، ولا حفلات “التفحيط” التي تنظم في مختلف شوارع المدينة، أمام أعين رجال الشرطة دون أن يحركوا ساكنا..
فتلك حكاية أخرى، وليس هذا هو مجالها، وسيحين وقت الحديث عنها…
يعجز عقلي المتواضع عن استيعاب هاته المفارقة:
شرطي يتشدد مع سائق سيارة تم ضبطه بمخالفة عدم ربط حزام السلامة، وهو الشرطي ذاته الذي يغض النظر عن العشرات من سائقي “التريبورتورات” يتجولون عبر شوارع المدينة، وهم لا يرتدون خودات الرأس، بل تجدهم وقد حولوا عرباتهم إلى وسائل لنقل المواطنين، حتى تخال أنها قد أصبحت أشباحا يعجز الشرطي عن ضبطها!!!..
ليس من المقبول أن تجد دوريات شرطة تترصد عند الأزقة الفرعية كل سيارة لم تحترم علامة قف، في حين تجدهم لا يحركون ساكنا تجاه المجازر التي يتسبب فيها “التريبورتورات”!!…
هناك إجماع بمدينة طنجة أنها تعيش فوضى عارمة على مستوى ضبط حركيرة السير والجولان…
تكفي جولة واحدة عبر شوارع وأزقة المدينة للوقوف على فداحة الأوضاع..
توقف في الممر الثاني والثالث، مع ما يترتب عنه من عرقلة لحركية السير، والمصيبة أن ذلك يحدث أمام أعين رجال الشرطة…
نقل العمال أصبح ينشر الرعب بشوارع المدينة ولا من يحرك ساكنا…
سائقو حافلات نقل العمال حولوا شوارع المدينة إلى حلبة للسباق، دون أدنى احترام لقانون السير..
أخطر من ذلك أن بعض أرباب هذا القطاع يتصرفون مثل لوبي يريد فرض سلطته على الجميع، ويصر على بعث رسالة للعموم، مفادها أنهم لا يعترفون بشيئ إسمه قانون السير!..
المدينة اليوم على حافة فوضى حقيقية، وولاية أمن طنجة في قفص الاتهام..
على والي أمن المدينة تحمل كامل مسؤولياته في فرض تطبيق القانون، وممارسة ما يخوله له منصبه من اختصاصات، فهو المسؤول الأول على مراقبة حركيّة السير والجولان بالمدينة، والسهر على حماية أمن المواطنين والسائقين.
رجائي أن تكون الرسالة قد وصلت….