فضاء المرقالا الجميل…قبلة للاستجمام ومحج للهواة
جريدة طنجة – هناء مهدي ( المرقالة )
الجمعة 21 يوليوز 2017 – 11:12:03
يأخُذك السحر حين تَطــَـأ المكان. وتفتنك آيات الجمال. أشعة شمس ذهبية تداعب زرقة بحر متلألئ كالبلور. وتناغم الأشعة خضرة الشجر، وبساط الأرض… تتمازج الألوان راسمة أبهى اللوحات على فضاء المرقالا، حيث تتعدَّد الأنشطة والهـوايـات….
المرقالا قبلة لهواة الرياضة
الرياضيون يملأون الفضاء. رجال ونساء وأطفال يتوزعون على كورنيش المرقالا الطويل. تجدهم هناك صباح مساء. يمارسون نشاطات رياضية متنوعة، جري ومشي وحركات.
يتابع خالد جريه بخفة ونشاط، معتمرا قبعة تحميه من أشعة الشمس الحارقة. ومخلفا وراءه زوجته وابنه الصغير أيمن. يقول خالد منشرحا: “أمارس الرياضة بشكل دائم كل صباح. تصاحبني زوجتي وابني بدراجته. وكل منا يمارس نشاطه المناسب. فضاء المرقالا ملائم لممارسة الهوايات نظرا لطوله وتوفره على كورنيش واسع، وأيضا لتميزه بالهدوء والسكينة”.
يبلغ طول كورنيش المرقالا أربع كلم وبضع أمتار، يقع غرب الشاطئ المتوسطي، يمتد من مرسى الصيد بالمدينة وينتهي بملتقى الطرق “الدرادب” و “جبل الكبير”. تشرف عليه المدينة القديمة وحي مرشان. وتطل عليه كل من القصبة ومقهى الحافة الشهير، وأيضا متحف الفنون المغربية. ويحكي أحد رجالات طنجة، أنه كان يمثل شاطئ المدينة الرئيسي، وكانت السفن الكبرى ترسوعلى ضفافه .
الشريط الساحلي للمرقالا مكان مناسب لهواة الصيد
تتكسر أمواج البحر على الأحجار الممتدة على طول الشاطئ محدثة سمفونية هادئة ترقص على أنغام السكون. يتوزع هواة الصيد على طول الشاطئ ممسكين القصبة الطويلة، إمساك الموقن بالنصر الحالم بثروة سخية، يرمي سي محمد قصبته بعيدا فتخترق الصنارة ماء البحر، بعد أن أحكم وضع الطعم فيها طمعا في غنيمة قريبة. يقول سي محمد بانشراح ” المرقالا مكان هادئ ومناسب لصيد السمك، نمارس هواية الصيد في مكان يطبعه السكون، فالأسماك تفر من ضجيج المدينة. “
ولهواة الاستجمام من المرقالا.. نصيب
في الجانب الغربي من المرقالا تتغير الصورة وتتبدل الهواية والأنشطة. حيث الرمال الذهبية تمتد على شاطئ صغير هادئ يمثل محجا لهواة الاستجمام والسباحة، وقبلة لهواة التأمل والاستمتاع بالنسيم العليل. معظم المتوافدين يحضرون من الأحياء نفسها وخصوصا الدرادب وعين حياني والأحياء المجاورة.
تتلاصق المظلات الواقية من أشعة الشمس اللافحة، وتتواصل الحكايا بين زوار غدوا يعرفون بعضهم بعضا. تقول سارة: ” المرقالا هو شاطئنا المفضل، نحج إليه من حي الدرادب رفقة الجيران والعائلة. لنا فيه ذكريات جميلة. ويحكي آباؤنا وأجدادنا عنه حكايا مثيرة”
طبيعة ساحرة وهروب من روتين اليوم
بالجوار تكتمل الصورة. بساط أخضر يغطي المكان، وتزدان الطبيعة ببهاء الأشجار. فتتناغم الألوان راسمة أبهى اللوحات على فضاء المرقالا الجميل، مشكلا بخضرته منتزها يستقطب هواة الطبيعة. يتوزعون بالفضاء الأخضر حاملين حصائر ومخدات ووجبات خفيفة.
يقول كمال: ” أنا من هواة ارتياد المكان طيلة العام، نظرا لما يخبئه من أجواء ساحرة ومناظر طبيعية خلابة، وخاصة في وقت المساء، عند لحظة الغروب، حين تعانق الشمس مياه البحر في مشهد فريد.”
ينتشر الأطفال كالفراش المبثوت هنا وهناك. يلعبون بكراتهم الصغيرة، ويركضون في كل مكان. وتتمتع الأسر بيوم جميل في منتزه المرقالا الآسر.
تقول مريم: “إن الأجواء في المنطقة ساحرة بالفعل، ويستطيع الجميع هنا أن يمتع ناظريه بمشاهدة الطبيعة الجميلة، التي يتناغم بها البحر بزرقته ورماله الصفراء الذهبية، مع خضرة الطبيعة والهواء العليل”.
الحفاظ على الجمال مسؤولية الجميع
لامراء أن المنطقة تزدان بالنظافة أيضا، وأن الغالبية من ساكنة الجوار تحترم جمالية المكان، ومع ذلك يسجل المسؤولون بعض التصرفات التي تشوب نظافة الشاطئ والمنتزه. عن ذلك يقول أحد المسؤولين ببلدية طنجة: ” المنطقة أصبحت تشهد إقبالا كبيرا للزائرين خصوصا في موسم الإصطياف، لما تتمتع به من كورنيش طويل ومناظر طبيعية خلابة، إلا أنها بدأت تتعرض لسلوكيات خاطئة من بعض السياح ، حيث يقومون بترك فضلات الطعام وقنينات الماء والمشروبات مشوهين المظهر العام لفضاء المرقالا” ..
ويضيف المسؤول أن البلدية تقوم بحملات نظافة مستمرة ، إلا أن بعضهم لا يلتزم بوضع النفايات في الأماكن المخصصة.
تعتبر المرقالا قبلة جذب للزائرين تمكن السائح من مشاهدة مضيق جبل طارق وسواحل الأندلس بالعين المجردة، وفرصة للجلوس في أحضان الطبيعة بين البر والبحرمع الأصدقاء، و تبادل الأحاديث وحفلات السمر التي تستمر هناك حتى الصباح……