ليلة القدر
جريدة طنجة – إعداد : أم دلال ( ليلة القدر )
الجمعة 23 يونيو 2017 – 16:42:48
من آداب الصيام استقبال رمضان بنية الصوم لله إيمانا واحتسابا، والتزود بصالح الأعمال فقابل السيئة بالحسنة “فإن شتمه أحد او قاتله، فليقل: إني صائم… إني صائم” رواه أحمد ومسلم والنسائي.
كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون في رمضان، فأن الثواب والأجر يضاعف فيه امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام: “من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على ثمرة أو شربة ماء، أو مذقة لبن” رواه البيهقي وابن ماجة في صحيحه.
فهو شهر القرآن والصيام يشفعان للمؤمن يوم القيامة، يقول الصيام: “أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان” رواه أحمد بسند صحيح.
واظب على صلاة التراويح برمضان، وقتها بعد صلاة العشاء، فقد روى الشيخان أنه عليه الصلاة والسلام خرج من جوف الليل ليالي رمضان، 23 – 25 – 27 وصلى في المسجد وصلى الناس بصلاته، وكان يصلي بهم 8 ركعات ويكملون باقيها في بيوتهم فكان يسمع لهم أزيز كأزيز النحل.
وفي خلافة عمر رضي الله عنه جمعهم على صلاتها بالمسجد جماعة وسار المسلمون من بعد.
فيها ليلة القدر: “وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر” سورة القدر. “حم، والكتاب المبين، إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم” سورة الدخان.
سميت بليلة القدر لأن الله يقدر فيها الأرزاق وأمور العباد عاما كاملا، فإحياؤها أفضل من عبادة 84 سنة، وهي مباركة لكثرة الخير والبركات على المؤمنين فيها.
فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية:
قوله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر…” وهو العمل الصالح فيها أفضل من ألف شهر.
– قال القرطبي: في تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر والله أعلم.
– وقال أبو العالية: ومما جاء في بيان الألف شهر أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أري أعمال الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمال أمته لا يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله تعالى ليلة القدر.
– عن مجاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر قال: فعجب المسلمون من ذلك، قال فأنزل الله عز وجل: “إنا أنزلناه في ليلة القدر…”
– قال مجاهد: عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر.
– قال البغوي: قوله عز وجل: “تنزل الملائكة والروح” يعني جبريل عليه السلام معهم أي ليلة القدر “بإذن ربهم” أي: بكل أمر من الخير والبركة.
– وقال ابن كثير: أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، قال تعالى: “سلام هي حتى مطلع الفجر”.
– قال ابن الجوزي: وفي معنى السلام قولان أحدهما: أنه لا يحدث فيها داء ولا يرسل فيها شيطان، والثاني: الخير والبركة، قاله قتادة.
وفي السنة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
– قال ابن بقال: يعني مصدقا بفرض صيامه، ومحتسبا لوجه الله بريء من الرياء.
– قال النووي: معنى إيمانا واحتسابا: تصديقا بأنه حق، وأن يريد الله تعالى وحده لا يقصد الرياء والمراد بالقيام صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها.
حديث سلمان قال: خطبنا رسول الله صلى اله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.
يستحب أو يندب فيها الغسل قال العلماء الأفضل أن يغسل عند غروب الشمس لصلاة العشاء.
إحياءها بالقيام والدعاء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني”
الإكثار من تلاوة القرآن والذكر من تسبيح وتهليل وتكبير تحميد… والصلاة على النبي.
علامة ليلة القدر: قوة الإضاءة، طمأنينة القلب وانشراح الصدر، الرياح ساكنة، والجو معتدل لطيف، تشرق الشمس صافية دون شعاع، قد يرى الله الإنسان في المنام كما حصل مع بعض الصحابة.
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تحري ليلة القدر، فقد كان يعتكف في المسجد من أجل إدراكها كما في حديث عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر… لأنه الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى نزولا يليق بجلاله وكماله، فينادي على عباده ويمن عليهم بالرحمات والمغفرات..