علينا أن نطور مستوانا
جريدة طنجة – حوار مع : جيل إيليس ( حوار السبت )
الخميس 08 يونيو 2017 – 15:03:53
• صحيح أن 2016 لم تكن السنة الأكثر نجاحاً في التاريخ الأمريكي لكرة القدم للسيدات، إلا أن مدربة كتيبة بنات العم سام التي توجت بكأس العالم للسيدات 2015 FIFA، جيل إيليس، ما زالت تواصل برنامجها وعملها من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات. وبعد الخروج المبكر في ربع نهائي الألعاب الأوليمبية ريو 2016، استعاد المنتخب الأمريكي عافيته وحقق ستة انتصارات متتالية خلال مباريات دولية ودية، من بينها فوز بين (3-1) على المنتخب الهولندي الذي يتطور مستواه بسرعة، بالإضافة إلى انتصارات مريحة ضد كل من تايلند ورومانيا وسويسرا.
وارتأت مدربة المنتخب أن تقحم أسماء جديدة في تلك المواجهات. وتطمح إيليس بإصرار كبير أن تُبقي الكتيبة الأمريكية في القمة، خاصة وأن كرة القدم للسيدات تتطور بسرعة كبيرة وتزداد تنافسيةً وحدّة؛ وفي حديث حصري لموقع FIFA.com تطرقت هذه المدربة المحنكة للدروس والعبر التي استخلصتها من إخفاق 2016، بالإضافة إلى الطريقة التي تواجه بها ضغط مهمة التدريب وأشياء أخرى.
على الورق، لم تكن 2016 سنة تاريخية من حيث الألقاب بالنسبة لمنتخب اعتاد النجاح مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما هي النجاحات الخفية التي حققتموها رغم الإخفاق الظاهر؟
كل مدرب في العالم يكون متأثراً إلى حد ما بمدربين أو لاعبين سابقين. بالنسبة لك من أثر في مسارك؟
الكثير من الناس؛ ففي أيام الجامعة حيث كنت أنقّب على اللاعبات بذلت جهوداً كبيرة من أجل صقل مواهبي وتحسين مستواي لكي أصبح مدربة أفضل، وهو ما كان له أهمية قصوى في مساري. ويعود الفضل في ذلك بالنسبة لي لكل اللاعبات اللائي دربتهن خلال المرحلة الجامعية. وكان لوالدي تأثير كبير علي، حيث كان مدرباً وربما زودني بالرؤية الأولية العميقة في مجال التدريب وماهيته. حين كنت في الجامعة، كانت آيبريل هينريتشس مساعدة المدرب التي تشرف علينا. كانت لاعبة رائعة ومدربة وطنية سابقة. كان هناك العديد من الناس الذين أثروا في مساري؛ كما أن شهيتي للتعلم شرهة، فأنا أعشق متابعة كرة القدم والتعلم من رياضات أخرى. وفي ما يخص اللاعبات، تعلمت من العديدات في حقيقة الأمر؛ فقد استفدت كثيراً حين أشرفت على آبي وامباك؛ إنها لاعبة رائعة تتميز بحسها القيادي وشخصيتها القوية وقدرتها على تحميس زميلاتها. كانت كل هذه الأمور مفيدة بالنسبة لي.
ما هي الدروس والعبر التي استخلصتها من تجربتك كمدربة العام الماضي؟
العديد من الدروس الجيدة؛ كما قلت سابقاً إقحام لاعبات جديدات استعداداً لكأس العالم القادمة وتطوير مستوى الفريق في لعبة تتقدم بسرعة وتشهد تنافساً متزايداً. لن يكون كافياً بالمستوى الحالي أن نفوز في 2019. علينا أن نتطور؛ فاللاعبات تدركن ذلك. في بعض الأحيان حين تفوز بشيء ما تعتقد أنك بلغت القمة. ليس الأمر بهذا الشكل؛ علينا أن نواصل التقدم لأن اللعبة تتطور بسرعة كبيرة. وبالنظر لتجربة الألعاب الأوليمبية، كان علينا تحقيق توازن أكثر هذا العام مقارنة بالسنة الماضية. كما أن هناك عامل التزام اللاعبات رفقة أنديتهن؛ فالعديد من المدربين عبر العالم يواجهون هذا الإشكال. كان على لاعباتنا أن يحدثن التوازن بين التزامهن مع الأندية والتزامهن مع المنتخب الوطني. في الماضي، لم نصادف إشكالاً من هذا القبيل حين كنا نحتاج إلى اللاعبات. كان أمراً مهماً أن نعمل مع مدربي الأندية بهذا الخصوص. كنا أيضاً نتعامل مع الإصابات وكل هذه الأمور ساعدت في تنمية قدراتي.
اعتاد المنتخب الأمريكي على الضغط الكبير وهو ما يجعله يؤدي بشكل جيد ويفوز بالألقاب في البطولات العالمية. كيف تتعاملين مع ذلك، وهل تستمتعين به؟؟
لا أعتقد أن الناس يلجأون للتدريب إن لم يكونوا مستعدين للتعامل مع الضغط؛ فكل الأمور تقاس بمعيار الفوز والخسارة. أليس كذلك؟ إذا كنت تُقبل على أمر وأنت خائف من الإخفاق فلا أظنك ستنجح. عليك أن تخطط لكل التفاصيل. إن نجحت فذاك أمر جيد ورائع وإن أخفقت فعليك الإستمرار وتجديد الإلتزام من أجل تحقيق الأفضل. كنت أعلم ما تحتمه هذه المهنة وأنه ليس هناك مجال كبير للخطأ. عليك أن تفوز. رغم كل هذا استمتع بالتحديات فيها، فأنا أنام جيداً ولا أحس بالضغط لأنه ما أن تدرك أفق الانتظار حتى تعرف الطريق الذي ستسلكه. عليك أن تتعامل مع الوضع.
ما هو الأثَر الذي تأملين تحقيقه كمدربة بغض النظر عن الوجهة التي ستنهين فيها مسارك؟؟
آمل أن تشعر اللاعبات أن لهن مدربة ملتزمة بالسهر على تطور أدائهن ومستواهن وأنهن يستمتعن بتجاربهن. بالإضافة إلى ذلك، أولي اهتماماً كبيراً لعلاقتي مع اللاعبات وفريق عملي. أود ترسيخ مناخ يصبو الجميع لأن يكون جزءاً منه، ذلك أرث جميل. إن استطعنا أن نفوز ببعض الميداليات سيكون ذلك إنجازاً بطعم خاص. عندما تقيم مسارك لا تلتفت حقاً للميداليات، فأنا أفكر في الأشخاص الذين قابلتهم وتعلمت منهم وتقاسمت معهم الضحكة والدموع أيضاً. تلك هي الذكريات التي سأحتفظ بها.