طنجة : حياة القلوب في رحاب الذكر..محـور محـاضَـرة دينية للشيخ ياسين الوزاني
جريدة طنجة ( محـاضَـرة للشيخ ياسين الوزاني)
الثلاثاء 13 يونيو 2017 – 15:33:09
وفي جو من الخشوع الرباني تابع الحضور الكريم الذي غص قاعة العرض عن آخرها ، بالدرس والتحليل أهمية الذكر في حياة الإنسان والذي يعتبر قوت للقلوب، وقرّة للعيون، وسرور للنفوس، به تُجلب النِّعم وتُدفع النِّقم؛ فهو نعمة عظمى ومنحة كبرى، له لذة لا يدركها إلاّ من ذاقها.
وأوضح الشيخ “ياسين الوزاني” في عرضه، أن الذكر هو أحد الأمور التي تعين على تربية النفس وتنقية الذهن وسمو الروح، وهي أمور لا غنى للداعية عنها؛ ولذا جاء الأمر القرآني للرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- وهو في بداية الدعوة، بعد أن أمره بقيام الليل وتلاوة القرآن استعدادا لتقبل الأمر .
وأشار الوزاني أن ذكر الله تعالى هو أحد أسباب تحقق الصبر، ولذا قرن الله تعالى بين الصبر والذكر والتسبيح في أكثر من موضع في كتابه؛ وذكر الله تعالى وتسبيحه من المنجيات للداعية من عقاب الله تعالى إذا تعرض لبعض نزغات الشيطان، أو حدثته نفسه الضعيفة بما لا ينبغي لأمثاله أن يفعله.
ولا نقصد بالحياة هنا الحياة المحسوسة التي يشترك فيها الإنسان مع باقي الكائنات الحية؛ وإنما نقصد بها حياة الروح وروح الحياة، حياة القلب وقلب الحياة، نقصد الحياة التي عبر عنها الله تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}. فهذه الحياة متحققة بالاستجابة لأمر الله ورسوله. وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت” .
ومن مظاهر هذه الحياة اطمئنان القلب ويقينه في الله تعالى، واستكمال الآية الكريمة آنفة الذكر: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}. وهذا يعني أن هناك علاقة قوية ومباشرة بين هذه الحياة والقلب؛ فحيلولة الله بين المرء وقلبه تعني موات هذا القلب وعدم انتفاعه بالموعظة.
واختتمت هذه الأجواء الروحانية لهذه المحاضرة القيمة بتلاوة الذكر وخالص الدعاء للأمة الإسلامية جمعاء..