حفل تكريم الدكتور عبد الحق بخات قطرة من غيث
جريدة طنجة – م.ب.س (تكريم الدكتور عبد الحق بخات )
الجمعة 30 يونيو 2017 – 17:20:39
وللحق والحقيقة فلم يعرف عني أني مدحت أحداً كشعراء الدرهم والدينار، أو قلت فيه وعنه غير ما أعرف، وغير ما علمني الله.
لن أتحدث عن التكريم الذي أقيم على شرف الدكتور عبد الحق بخات فهو قطرة من غيث… والرجل يستحق جردا لأزمنة وأعوام كان الإعلام فيه محاطا بالأسلاك الشائكة.
يومها… منذ زمن غابر أوكل إلي الفاضل عبد الحق بخات الإشراف على تحرير جريدة ” الخضراء” التي أصبحت تسمى جريدة ” الخضراء الأصيلة”…
كانت الجريدة بحق مصدر إشعاع ثقافي ونهضوي، تستقطب نخبة من الكتاب الأفذاذ أمثال المؤرخ المحقق الأستاذ عبد الصمد العشاب رحمه الله، والوطني الغيور الراحل الحاج أحمد معنينو الذي كانت رسائله ومقالاته المكتوبة بخط مغربي أصيل تصلني تباعا كل أسبوع، والروائي العراقي ال٠لاجئ في الديار البريطانية شاكرنوري، والكاتبة الملتزمة أم كلثوم الجزولي التي توفيت مؤخرا بورزازات إثر حادثة سير أليمة رحمها الله، وكان الشاعر الفلسطيني، شاعر الثورة إميل حبيبي يزورها بمقر الجريدة بحي ” كاسطيا” كلما حل بالمغرب.
ورغم أن الجريدة جهوية فإن صداها عم التراب الوطني، ولا زلت أذكر باعتزاز المكالمة الهاتفية التي تلقيتها بمقر الجريدة المركزي بطريق الرباط القديمة (طريق المحجز البلدي)، من مؤرخ المملكة، الأستاذ عبد الوهاب بنمنصور منوهاً بالجريدة، ومقدما بعض الأفكار. وكناقد أشرنا إلى ذلك في الجريدة في حينه…
وكان الأستاذ عبد الحق بخات حينها يخوض صراعات سياسية وشخصية وإعلامية فرضت عليه… وتعرض لمضايقات واحتكاكات وصلت إلى الاعتداء على مقر الجريدة…
ورغم الأزمات… رغم الصعاب كانت قدرة عبد الحق بخات على التحدي والمواجهة عالية… بعد نظر، وصبر، وتحمل… هذا الثالوث. كون العجينة التي صنعت منها شخصية عبد الحق بخات…
لن أجازف بالكثير… فأرشيف جريدة الخضراء الأصيلة موجود بإدارة جريدة طنجة – الجريدة الأم – والتنازع يشهد أنني ما قلت إلاّ القليل.
فما في الذاكرة أكثر وأعمق ويتعدى أحيانا الإطار الإعلامي…
وما حرك الذاكرة سوى هذا الحفل التكريمي الذي أقيم تكريما وتشريفا لشخصية لم تنل بعد حظها من الإعزاز والتمجيد وإزاحة التراب عن سنوات من الضباب…
ولا أنسى في هذه العجالة أن أشير إلى الجانب الإنساني في شخصية عبد الحق بخات. فرغم الأزمات كما قلت – بما في ذلك الأزمات المالية – فإنه ظل الإنسان العطوف ماداّ يد العون لكل من يعرفه… فاسحا مكانا في جريدتي طنجة والشمال، ولو كان ضيقا لأشخاص تواروا إلى الظل… ولكتاب هدّهم الزمان ونال منهم المرض… ولأناس يقفون عند بابه كل يوم ومنهم أشخاص من قاع المدينة القديمة لا زالوا يذكرون ابن حيهم وهو يرتع ويلعب أمامهم ثم إذا به يأخذ مكانه في مجتمع الذئاب…
كلمة حق قصيرة بمناسبة حفل تكريمك…
عيد مبارك سعيد.
وكل عام وأنتم بخير في واحة جريدتي طنجة والشمال الفيحاء.
مصطفى بديع السوسي
حاشية :
تغاظيت عمداً عن وصف حفل التكريم وما جرى فيه من كلمات متبادلة، وهدايا رمزية، وأشعار، وأنغام موسيقية، لأن هذا كله مجرد حشو والناس يعرفرن ما يقع في حفلات التكريم حضروا أم لم يحضروا…
لذا فالتقييم الحقيقي، والتكريم الواقعي هو رصد بعض الملامح من سيرة المحتفى به وما قدمه عمليا وفعليا لمواطنيه ومجتمعه…
التعريف بصفات وشخص المحتفى به هو التكريم الحقيقي له بمفهومي، وليس التركيز على الحضور والألبسة المزركشة والقفاطين وآلات الطرب.
وأشهد أنني في هذه العجالة لم أكتب كل شيء عن الرجل.
وللأيام والمناسبات أترك الفرصة المواتية لتفاصيل أخرى أكثر أهمية وإثارة..

















