الخليج العربي يفقد توازنه!..
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( شذرات )
الجمعة 23 يونيو 2017 – 12:04:00
• أيجدر أن يقاطع مسلمون بلد إسلامي ويحاصروه في رمضان؟..
• الحل يجب أن يأتي من داخل مجلس التعاون الخليجي…
وإلى وقت قريب كلن الخليج بمجلسه ومجمعه وحكماءه عتيداً قويا… بل كان قوة اقتصادية ومالية يحسب لها ألف حساب ولسبب ما… ليس هو دعم الإرهاب على كل حال… بدأت أوصال القوة العتيدة… والامبراطورية المالية تتفكك وهو ما لانرضاه كعرب، وكأشقاء، وكمسلمين… ومهما كانت الأسباب فالحل هو الحوار وليس التنابذ ،،،،، بالألقاب فبأس الإسم الفسوق بعد الإيمان… وقالها غير المسلمين وهم يتابعون ماي يقع باستغراب… قالوا: أيجدر أن يقاطع مسلمون بلد إسلامي ويحاصروه في رمضان؟… فماذا عسانا نقول نحن المسلمون ونحن نرى بعض قومنا… بنو جلدتنا… وأشقاؤنا في الدين والعقيدة يحاصرون جارالهم… شقيقا مسلماً في شهر كله رحمة ومودة وتآزرا؟…
لنرى أسبابهم .. فهل دعم المقاومة الفلسطنية جرماً…
ليكن خالد مشغل أو إسماعيل هنية… أليسا هذين شوكة في حلق اسرائيل… هما ارهابيان عندهم… عند أمريكا وربيبتها لأنها يقاومان الاحتلاال ااسرائيلي بكل ما أوتيا من قوة، ولكن عندنا هابطلان، مقاومان، ومقاومة الاحتلال حق مشروع في كل دين وعرف وقانون فغزة محاصرة براّ وبحرا ومع ذلك في صامدة…وماذا عن الأخوان المسلمين هل لأن منهم الرئيس المخلوع والمنتخب شرعاً؟،.. أليست الجماعة هي التي أعطت صاحب “في ظلال القرآن” أم أن حادث منشية البكري أيام عبد الناصر هي وصمتهم بصفة الارهاب… وأخيرا أضيف اسم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة العلماء المسلمين فاصبح ارهابيا لأنه يتخذ من قطر مسكنا وملاذا بعيدا عن تقلبات حكم العسكر في مصر…
أسباب أوهي من خيوط العنكبوت… والغريب بل من المصادفات العجيبة أن تأتي قرارات المقاطعة والحصار في اعقاب زيادة ترامب للخليج… بل وأن تأتي بتلك السرعة القياسية، وفي زمن وجيز، وفي أيام فاضلة يحوم فيها قطع الرحم.. وأن تمس أسر عائلات في تآلفها وترابطها ووشائجها وقرابتها فيحرم الأزواج من زوجاتهم والزوجات من أزواجهم، والأصهار من أحبابهم ويمنح القطري المقيم بإحدى دول المقاطعة الخليجية 14 يوما للمغادرة… وهذا ما ذكرني بمحنة المغاربة الذين طردوا في جوف الليل من الجزائر فخرجوا بلباسهم الداخلي تاركين الزوجات والأبناء والأصهار والمتاع ليتقابلوا عند حاجز حدودي يلوحون بالأيدي ويذرفون الدموع، ويجأرون لله بالشكوى.
وكالعادة يلجأ العرب إلى القوى الكبرى في أمريكا وروسيا وألمانيا عرضين مشاكلهم، ناشرين غسيلهم القذر على أسيادهم وأولياءهم وحماتهم، ملتمسين العون والمدد ولو بتصريح يتيم… وهكذا فمقابل حزمة كلام عاد ترامب إلى بلاده محملا بالملايير… بصفقات مجزية… ومناصب شغل كالمطر… وهو الذي قال في حملته الانتخابية…أمريكا أولا… فصدق وعده…. أخد الملايير والصفقات من المسلمين وأصدر قرارات منع دخولهم إلى أمريكا لأنهم ارها بيون…
فمالهم حلال وأشخاصهم حرام… ونحن نرف أن من تمسك يغير الله كانت مذلته على يدي من تمسك به… ولنا في تجربة إيران الشاه خير مثال…. تمسك بأمريكا، الحليف الاستراتيجي فكام أول من نصحه يمغادرة إيران في فورة الثورة الخمينية هو سفير الولايات المتحدة الأمريكية بطهران، وكان الاه يأمل في الحليف خيرا وبأنه سيحمه من الثورة فإذا بالمذلة تأتيه من الحليف فلا عاصم اليوم من اللّه.
وقد قالها وزير الخارجية الألماني حين صرح بأن الحل يجب أن يأتي من دول الخليج…أي من داخل مجلس التعاون الخليجي وفي هذا إشارة إلى ضرورة أن تنأى الدول الكبرى بنفسها عن الوغل في وحل الخلافات الخليجية، والمشكل اقليمي ولا يجب تدويله كما يحدث الآن وإلا انجر الخليج إلى معمعة ،خيمة العواقب خصوصا وهناك قوتان تتربصان، وتراقبان، وتستعدا للدخول في حمأة الصراعات الأخوانية الخليجية…إيران وتركيا وهما معا تقفان إلى جانب قطر، بينما تستجدي الدول المقاطعة قوى أخرى، وتفتح من أجل ذلك خزائنها رغم الأزمات المالية وحروب الاستنزاف.
مرة أخرى وكعادته في الأزمات كان المغرب حكيما في مواقفه متزنا… بعيد النظر والرؤية… فهم على علاقات جيدة مع كل دول الخليج… يكن لها المحبة والود، وتبادله الإحترام والتقدير ودائما كان المغرب عاقلا في الأزمات… متصرفا بحكمة وحصافة، وحسن رأي… والأمل أن يخرج الإخوة في الخليج العربي من محنة الشتات والتفرقة والتنابذ فلن يستفيد من الفرقة العربية سوى أعداء الأمة العربية الذين بدؤوا بمشرق الوطن العربي تفتيتا وتمزيقا حولت الخريطة العربية إلى رقعة مثخنة بالجراح… وبالأخاديد النارية… وبالألغام الميثوثة في تربتها… إزاء هذه الأزمات المتتاليات…. وعصف الرياح… والإتهامات الطائرة… والسهام المسهومة المصوبة نحو أجساد الأشقاء يترغ الخليج العربي.. يفقد توازنه تحت الضربات… وتحت الأطماع، والأنياب المكشرة.. والشره الدولي، والهيمنة…