قمة الهذيان.. “سلطان” الريف يخطط لطلب اللجوء السياسي
جريدة طنجة – محمد العمراني ( الزفزافي واللجوء السياسي )
الثلاثاء 02 ماي 2017 – 15:07:00
ولتنزيل أجندته بالحسيمة، فإن الزفزافي يختلق عند كل مرحلة مبررات جديدة لتأجيج الأوضاع. فخلال اندلاع الاحتجاجات كان مطلب محاكمة المتسببين في مصرع الراحل محسن فكري، بعدها تم رفع شعار ” لا للحكرة”، و “لا للعسكرة”، والحال أن إقليم الحسيمة يخضع للقانون المنظم لجميع أقاليم المملكة، ويتم تدبير شؤونه من طرف مدنيين (سلطات محلية ومنتخبة)، ومن يدعي أن الإقليم يخضع للعسكرة عليه كشف حاكمه العسكري.
وفي مرحلة ثالثة، قام الزفزافي رفقة صديقه (ن.أ) بصياغة ما أسماه بالملف المطلبي دون استشارة الساكنة. لكن ومنذ 6 فبراير المنصرم، بدا واضحا أن الزفزافي تلقى أوامر صارمة من طرف مموليه، مفادها أن الهدف الأول والأخير هو تمديد الاحتجاجات لأطول فترة ممكنة، ونسف أي محاولة تقدم عليها الدولة للتجاوب مع مطالب الساكنة.
ولذلك صارت الجموع العامة ل “نشطاء” الحراك تقتصر فقط على مناقشة الوسائل والخطط التي ستؤجج الأوضاع، وتدفع الساكنة للاحتجاج بغض النظر عن شرعية المطالب من عدمها.
المعطيات التي صار يتداولها بعض “نشطاء” الحراك، الذين اكتشفوا أنهم كانوا ضحية خداع الزفزافي، تؤكد أن هذا الأخير ينفذ حرفيا أجندة جهات معادية للمغرب، وعند استنفاذ فصول المخطط، سيهاجر إلى هولندا للاستقرار بها بعد تقديم طلب اللجوء السياسي.
ولأجل ذلك شرع الزفزافي فعلا في إجراءات الحصول على تأشيرة شينغن، بمساعدة من المسمى فريد أولاد لحسن، المقيم بالديار الهولندية وأحد دعاة انفصال الريف المعروفين.
ويعتبر الانفصالي أولاد لحسن من كبار مولي حراك الحسيمة، حيث أنه وخلال زيارته الأخيرة للحسيمة قبل أيام، تكفل بتمويل عملية تنقل كبرى إلى سجن مدينة تيفلت، قادها بنفسه، لاستقبال المعتقل محمد جلول، الذي أطلق سراحه يوم 11 أبريل الجاري، حيث أدى تكاليف كراء عشرات السيارات من وكالات كراء السيارات ببني بوعياش و إمزورن.
كما تكفل أيضا بتمويل التجهيزات التي تطلبتها ما سمي ب “مسيرة الأكفان”، المنظمة بالحسيمة يوم 9 أبريل الجاري، من شراء مئات الأمتار من الثوب الأبيض، وكراء دراجات ثلاثية العجلات، وتوفير التجهيزات الصوتية، واقتناء الصدريات المخصصة للجنة التنظيمية، وختمها بتنظيم عشاء لأزيد من 40 شخصا بعد انتهاء المسيرة.
تسرب هاته المعطيات أحدث رجة في صفوف نشطاء الحراك، بعد انكشاف خطة الزفزافي لمغادرة المغرب وطلب اللجوء السياسي، حيث استوعب الجميع أن إصراره على أن تسلط عليه الأضواء وحده، كان الهدف منه أن يصير حديث وسائل الإعلام بهولندا على الخصوص، حتى يسهل عليه تمرير طلب اللجوء السياسي، كل ذلك بتمويل وتخطيط من دعاة انفصال الريف، أمثال شعو وأولاد لحسن.
الفصل الثاني من مخطط طلب اللجوء السياسي تم الشروع في تنفيذه خلال الأيام الأخيرة، والذي يكشف في نفس الوقت حالة الإحباط التي يوجد عليها الزعيم الكرتوني، وصل معها إلى الدرجة القصوى من الهذيان، حيث أنه وبعدما أدرك أن مخططه وصل إلى الباب المسدود، وأن نهاية “الزعامة” صارت حتمية ومسألة وقت فقط، فرض على حوارييه وشركائه في خيانة الوطن مبايعته “سلطانا” على الريف، حيث صارت الصفحات الممولة من طرف الجهات إياها، تطلق عليه لقب “صاحب الجلالة” ناصر الزفزافي!..
“السلطان” الزفزافي، ورغم إصراره على إبراز عنترياته وبطولاته، لكنه في العمق يشعر بأن الهزيمة قد أصبحت وشيكة، ولذلك أصبح لا يترك فرصة أي تجمع مهما كان صغيرا إلا ويصر على إجبار الحاضرين على أداء القسم بعدم تركه وحيدا، وبعدم التوقف عن المشاركة في المسيرات، في موقف يكشف مدى الرعب الذي يتملك دواخله من المجهول في قادم الأيام، وكأنه فقد ثقته في ساكنة الريف التي كان يتبجح بسلطته عليها، وصار يتحسس عزلته التي يشتد خناقها مع مرور الأيام.
ما يجري بالريف اليوم يؤكد أن العمر الافتراضي للسلطان الورقي قد أشرف على نهايته، وأن المخطط الذي كُلف بتنفيذه من طرف أسياده الممولين انتهى إلى الفشل، بفضل يقظة ساكنة الريف ووطنيتهم، وبفضل وعي الدولة بمشروعية المطالب الاجتماعية لأبناء المنطقة، وحاجتها إلى تأهيل بنياتها التحتية، وهو ما تم الشروع في تنزيله على أرض الواقع…