أحمد كنون: نضالنا من أجل الحفاظ على فن الآلة، هو نضال ينبع من حبنا لهذا الوطن و حلمنا في تشبع الأجيال الصاعدة بالفن المغربي الأندلسي الأصيل
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( فعاليات المُلتقى الثامن لهُواة الموسيقى الأندلُسية )
الأربعاء 03 ماي 2017 – 10:50:20
دورة طنجة الكبرى لهذه السنة، كانت مناسبة قيّمة لتكريم أحد أعمدة الفن الأندلسي بالمغرب، سيدي محمد العربي التمسماني، وفاء من الجمعية لروح المبدعين المغاربة الذين رحلوا عنا وعرفانا بعطاءاتهم الجليلة، و بمشاركة بعض أفراد عائلته ومجايليه وباحثين في التراث الأندلسي الأصيل، و كذا إعلاميين و مهتمين بالشأن الثقافي و الفني .

سيدي محمد العربي التمسماني، و كما جاء على لسان أخيه، سيدي عبد المجيد التمسماني، الذي أكد من خلال مداخلته أن الفنان المبدع محمد العربي التمسماني، أعطى بسخاء كبير وقدم أجمل الإبداعات للموسيقى الأندلسية المغربية، فكان قدوة في حمل راية التجديد في أساليب الأداء والعزف وفي تحمل مسؤولية الرسالة الفنية على عاتقه برباطة جأش ورحابة صدر لازمته إلى أن وافاه الأجل المحتوم ، و أضاف أن سيدي محمد العربي التمسماني، ظهرت موهبته الموسيقية في سن مبكرة، حيث تعلم عزف الناي و البيان و هو لا يتجاوز تسع سنوات، و تعلم العزف على آلة العود و الكمان على يد أشهر معلمي عصره، و ساعد على ذلك وسطه الأسري المتفتح، حيث كانت والدته و أخواله يعزفون البيان بمهارة. كان يتردد على دار الضمانة، و هو منزل الشرفاء الوزانيين بطنجة، و هو معروف بكونه مدرسة حقيقية لتلقي الموسيقى الأندلسية و التشبع بها، خصوصا على عهد عميد الأسرة الشريف المرحوم مولاي أحمد الوزاني. حرص على صحبة الفنان مولاي أحمد الوكيلي و تتلمذ عليه حيث تعلم عنه جل النوبات بصنائعها و أدوارها و تواشيها.
وسع الفنان محمد العربي التمسماني معارفه الموسيقية عن طريق البحث و التنقيب عن غريب الصنائع و نوادرها العتيقة التي كانت تحتفظ بهذا الإرث الخالد، خاصة مدينة فاس التي تعرف على كبار المعلمين بها، و روى عنهم الكثير من محفوظاته، كما صقل موهبته بدراسة الصولفيج و قواعد الموسيقى العالمية التي ظهر أثرها في أعماله و طريقة تسييره للمجموعة الموسيقية التي كونها من أساتذة المعهد.

افتتحت هذه الدورة المميّزة ب”كورال طنجة الكبرى” المتكون من المدارس و المعاهد و الكليات و البعثات المدرسية لتقريب تراث الآلة للأجيال الصاعدة، و بهذا الخصوص صرح الأستاذ أحمد كنون، رئيس جمعية نسائم الأندلس و المحامي بهيئة طنجة، لجريدة طنجة، أنه بعد قافلة الآلة، التي كانت بمثابة جولة في النوبة الأندلسية، و جابت مدينة طنجة، “نحن اليوم نعيش ما أثمرته هذه القافلة ، التي شملت العلم و التثقيف و التهذيب و التطريب للأجيال الصاعدة، و كانت صلة وصل بين الأمس و اليوم ، و التي أعطت اليوم ثمارها، بدليل أننا اليوم أمام كورال طنجة الكبرى، الذي يضم أكثر من 120 تلميذة و تلميذ، في محفل بهيج ، نحن مطمئنون على هذا التراث الأصيل بعد التجاوب الكبير من الناشئة”.
و يضيف الأستاذ كنون: “نحن نناضل من أجل الحفاظ على هذا التراث الأصيل، مع غياب الدعم و التشجيع، إلا من بعض الشغوفين بهذا الفن الداعمين الأوفياء الذي يعملون يدا بيد معنا لتحقيق برامج الجمعية، و التي تعدّ برامج هادفة، تضم ملتقيات، سهرات، طبع تدوينات النوتة للآالة الموسيقية لفنانين طنجيين محليين ، أمثال الشيخ أحمد الزيتوني و جمال الدين بن علال، جمعية نسائم الأندلس سارية في دربها الصحيح، و بفضل الإعلام المحلي، استطعنا أن نصل إلى عدد أكبر من المتتبعين الولوعين بالآلة، و ها نحن الآن في الدورة الثامنة من هذا العرس الأندلسي، ووصلنا الى هنا بالعمل الجاد و الدؤوب لأعضاء الجمعية التي تضم نخبة من خيرة السيدات و الرجال، كل في مجاله”.
الملتقى الثامن لهواة الموسيقى الأندلسية يختتم اليوم السبت بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ، و الذي سيهم تكريم عميد المنشدين الأندلسيين بالمغرب، الحاج محمد باجدوب. ..

















