عبد القادر الشاوي في ضيافة مؤسسة محمد شكري بطنجة
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( الإحتفاء بالتجربة النقدية والروائية للشاوي )
الخميس 11 ماي 2017 – 13:54:18
جمع اللقاء ثُلّـة من المُثقفين و الأدَبــــاء في طنجة، للإحتفاء بالتجربة النقدية والروائية للشاوي، تميّز بتقديم شهادات لمحمد بوخزار و إبراهيم الخطيب ومحمد الهرادي وعبد الرحيم العلام، مع توقيع بعض الأعمال الأدبية للمحتفى به.
في كلمة إفتتاحية لعبد اللطيف بنيحيى أبرز فيها القيمة الحقيقية لعبد القادر الشاوي، فهو ليس فقط اسم كاتب معروف ومعتقل سياسي سابق، بل هو عنوان تجربة خاصة، ومرحلة تاريخيّة مهمّة طبعت الوعي المغربي منذ السبعينيات. كثيرون يعرفونه داخل المغرب وخارجه، بدءاً برفاقه الكثر على درب النضال السياسي الذي أدخله دهاليز الخيمة الإسمنتية محكوماً بثلاثين عاماً، فلم يغادرها إلا بعدما قضى نصف محكوميّته. 15 سنة من عمره أمضاها في السجن المركزي في مدينة القنيطرة.
و ينتمي عبد القادر الشاوي إلى ذلك النوع من الناس الذين يجدون أنفسهم باستمرار داخل حالة انتقالية، يصعب فهمها أو شرحها وتبسيطها، ذلك أن هذا الصنف من البشر يحمل دائماً قدره داخله. لذلك فإن ذاكرة عبد القادر قوية. هي كل شيء، أو أصل كل شيء. ولذلك كرّس عبد القادر جزءاً كبيراً من نشاطه الفكري والإبداعي كي يثبت أنّ الكتابة هي انفتاح على الذاكرة التي هي بدورها جزء من العيش والتطور والتغيّر.
و في لحظة وفاء خالدة، تسلم المحتفى به هدايا رمزية عرفانا له بكل ما قدم للساحة المغربية، ليختتم الحفل، بتوقيع مجموعة من أعماله التي حظيت باهتمام كبير من لدن الحضور .
منذ الثمانينيات أصدر هذا الكاتب والروائي المغربي، مجموعة من الكتب والدراسات الأدبية والفكرية. ما زال القرّاء العرب يذكرون ربّما ذلك العمل المفاجئ الذي صدر من دمشق بعنوان «سلطة الواقعية» (1981 ــــ منشورات اتحاد كتاب العرب). كانت رحلة لافتة وفذّة قام بها الكاتب، ولمّا يتجاوز الواحدة والثلاثين، في رحاب مجموعة من النصوص الروائية الراهنة.
بعدها مباشرة، أصدر كتاباً نقدياً آخر هو «النص العضوي»، وكان عبارة عن دراسة مكرسة لمجموعة محمد برادة القصصية «سلخ الجلد». تلك الكتب، كان الشاوي يبعث بمخطوطاتها إلى الناشر من بعيد… من خلف قضبان سجنه الرهيب في القنيطرة. وقد كان لبرادة الدور الأكبر في نشرها… وإمعاناً في تأكيد مركزية الذات والذاكرة، كتب الشاوي سيرته الذاتية وحكايته مع السجن تحت عنوان «كان وأخواتها» (1987).
وطبعاً صادرت السلطة الكتاب ومنعته من التداول سنوات عديدة، ما زاد من لهفة القرّاء وفضولهم، فتناقلوا طبعته السريّة المستنسخة. تلك السيرة التي تحوّلت إلى أسطورة، ضمّنها الشاوي تجربته، ومعاناته، ونظرته النقديّة إلى الصراع بمختلف وجوهه الإنسانيّة والفكريّة. مباشرة بعد خروجه من السجن في عام 1987، عمل الشاوي صحافياً في جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في الرباط إلى جانب الشاعر (والوزير لاحقاً) محمد الأشعري والقاص المشاكس إدريس الخوري. الشاوي الذي كان أستاذاً في مدينة الدار البيضاء، ثم معتقلاً، صار محرراً في واحدة من أكبر الصحف المغربيّة وأهمّها. لكنّه لم ينجح منذ ذلك اليوم بأن يعود جزءاً من كلّ. بقي غريباً وخائفاً… ذلك القلق النفسي حمله معه متنقلاً بين الوظائف…