الرقص والموسيقى في طنجة و الحسيمة!
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( الرقص والموسيقى ..!! )
الثلاثاء 30 ماي 2017 – 10:57:04
• قد يقولون إنها الثقافة، وأن الموسيقى لغة عالمية لا وطن لها… وهو حق أريد به باطل…
• لا يفهم مطلقا أن يقوم مجلس جماعي غارق في المشاكل المادية بإنفاق مبالغ ضخمة من أجل تعليم الرقص…
كان التصويت بـالإجمــاع علي إحداث معهد للموسيقى والـرقص، ولا نَتحدَّث عن المـرجعية الإيديولوجية والمذهبية والعقدية التي يعتنقها مسيرو الجماعة، فما عاد الأمر يختلف بين المرجعيات مادام أن الأضداد أصبحت تتلاقى على صعيد واحد في تحالف مصلحي وصولي غريب.
بـإجمـــاع الالوان والانتماءات صوت المجلس الجماعي على إحداث فضاء آخر من فضاءات العبث… مثل ما فعل أو أعلن عن فعله وزير الثقافة في مدينة الحسيمة حيث الناس تتنظر إنجاز مشاريع تنموية تخرج من المدينة واقعها الاجتماعي والاقتصادي المتردي فإذا بالوزير يعلن عن إحداث معهد للموسيقى والرقص، وكأن أهالي الحسيمة في حاجة إلى من يعلمهم الرقص ويلقنهم مبادئ السلم الموسيقى، وهزات الإيقاعات المجنونة للموسيقى الشبابية الماجنة.
وهو نفس الاتّجــاه الذي ذهب إليه مجلس جماعة طنجة فالعريان عندنا يحتاج إلى خاتم يرصع به أصبعه لا إلى لباس يستر عورته، ويقيه زمهرير الشتاء، وقيض الحر….هي عقلية عنكبوتية استبد بها الخرف .. ومنطق معكوس لعمل غارق في التفاهة…
فرغم ما تُعــانيهِ طنجة.. ورغم تعثر الكثير من المنجزات… وتأخرها مما تسبب في الازدحام المروري، والعرقلة التي تشهدها بعض ممرات وشوارع المدينة، فضلا عن إهمال مناطق خضراء كما هو الحال في المساحات الخضراء بشارع مولاي عبد الحفيظ، ونافورة عين قطيوط الميتة ونافورة شارع فرنسا الصامتة.
وكأننا لا نجد منفذاً إلا نفاق المال العام فيلجأ منتخبونا إلى الرقص وإلى الموسيقى مع العلم أن المدينة تتوفر على معهد للموسيقى يؤطره نخبة من الموسيقيين الأكفاء.
والغريب أن يفكر المسؤولون في هذا المشروع الذي لا مشروعية له في الوقت الذي تحتاج فيه مدننا ومجتمعاتنا لمشاريع كفيلة بإخراجها من بوتقتها المغلقة، بدل التفكير في الرقص من طرف عجائز وشيوخ يتحملون المسؤولية في تسيير الشأن العام فيستجيبون لنوازع خبلية لفئة لا يهمها من الموسيقى سوى هز البطن، وتحريك الأرداف أو القفز كمن أصابه مس.
إنَّهــا المـوضـــة الشبابية في عالم مجنون مسخت فيه القيم… وانهارت المبادئ… وانبسط الفضاء واسعا أمام القذراة والهذيان حفلات مهرجان موازين غير المأسوف عليها والمنصات التي ترنحت فوقها هياكل عظمية وخشبية غريبة وتجاوب معها صراخا وهزا مجانين لفظتهم خمارات، ومواخير، ودروب خلفية بعيون حمراء جاحظة ـ كما قال أحد الأجانب المقيم بالمغرب، ولمزيد من هذا الوحل العطن يزمع مسؤولونا الاشاوس إحداث مؤسسات للرقص في كل من طنجة والحسيمة.
قد يقول البعض أنها الثقافة!… وأن الموسيقي لغة عالمية لا وطن لها… وهو حق أريد به باطل… ليس هناك أحد ضد الموسيقى أوكاره لها أو معارض لوجودها وانتشارها… ولكن ما نقصده هو الموسيقى الهادفة… النافذه إلى القلب بدون إذن.
لنتذكر ألحان أفذاذ الموسيقى الكبار الذين خلدهم التاريخ وخلدوا… أسماءهم موشومة في الذاكرة والوجدان والقلب… ولنذكر الموسيقى الحالمة التي ترتقي بالذوق والتي تهيم معها فكراً وروحاً حتى وهي موسيقى غربية ولكنها تخلو من انفعالات شحن الغرائز… والجذبة المجنونة… تلك هي الثقافة الموسيقية الحقة، وتلك هي اللغة العالمية المقبولة.
وعود على بدء فلا يفهم مطلقا أن يقوم مجلس جماعي غارق في المشاكل المادية… ومحجوز على ودائعه في بنك المغرب… وعاجز عن دفع مستحقات الموظفين ـ الساعات الاضافية ـ وسالك سبل التقتير والشح مع موظفيه ومستخدميه… أن يقوم هذا المجلس بإنفاق مبالغ ضخمة من أجل تعليم الرقص. من هنا صدق المثل القائل “أش خصك العريان” مدينة بحجم مدينة طنجة بحاجة إلى من يستر عيوبها، ويداوي جراحها تختار الرقص بديلا… وبإجماع الأعضاء المصوتين حيث تلاقى الأضداد من أجل التفاهة… ومن أجل المسخ… فمن يحاسب من؟…
وقد سبق أن قال البعض إنَّ مشكل المغرب هو انعدام المُحاسبة…. وصدقوا…
فأين الجهة الوصية؟… وأين العقول النيرة التي تقول لا لمشاريع اللهو والتخربيق؟…
التاريخ يسجل … والذاكرة الشعبية لا تنسى… وإن غداً لناظره لقريب….