حتى لا يتحول”حراك الريف” إلى “كديم إيزيك” جديدة..
جريدة طنجة – محمد العمراني ( حراك الـرّيـف )
الثلاثاء 30 ماي 2017 – 10:11:16
قبل الحَسم في هاته التساؤُلات، لنستَـرجـع شـريط الأحـداث قليــلاً :
في سنة 2010 خرجَ سـاكنـة الأقـــاليم الجنوبية في حركة احتجاجية رافِعَــة مطـــالب اجتماعية صرفة (الحق في السكن، الصحة والتعليم)، سُـرعـــان ما تطور الأمر إلى إقامة مخيم ضواحي مدينة العيون، بعد نزوح المحتجين إليه..
قادة هاته الاحتجاجات رفعوا منذ اليوم الأول لحركتهم الاحتجاجية شعـــار السلمية، والتشبث بالوحدة الوطنية، وامتنعوا عن رفع علم جمهورية الوهم، إن غاب العلم الوطني المغربي كذلك، مؤكدين أن مطالبهم تنحصر في الشق الاجتماعي والتنموي..
لازال الجميع يتذكر أن الدولة تعاملت بنُضـج وتفهـم مع هـاته الاحتجـاجــــات، وانخرطت في حوارات جدية مع نشطاء الحراك، وشرعت في الاستجابة لمطالب الساكنة. لكن بقدر هذا التعاطي المسؤول من طرف الدولة، بقدر ما سارع النشطاء إلى الكشف عن نواياهم الحقيقية. حيث بدأ سقف المطالب في الارتفاع،
وفي كل مرة يرفعون مطلبا جديدا، الهدف منه تعجيز الدولة ونسف مجهوداتها، ومع مرور الأيام، بدأ مخطط تخريبي انفصالي في الانكشاف، و بات الجميع على بينة من التمويلات الأجنبية التي يتلقاها قادة الحراك، بهدف تنزيل أجندة أجنبية تسعى لزعزعة استقرار الوطن، حيث صار شغلهم الشاغل تشويه صورة المغرب على الصعيد الدولي، ولعب ورقة حقوق الإنسان، وعرقلة تنفيذ اتفاقيات الاستثمار والتبادل التجاري بالمنطقة ..
وعندما نبَّهَت الدولة إلى خطورة المستنقع الذين يريدون جر الوطن إليه، استجاب له المواطنون، الذين حكموا لغة العقل، وانتصروا لمصلحة الوطن، فيما أصر البعض على تنفيذ مخططهم التخريبي، وحينما قررت الدولة تحمل مسؤولياتها، وتطبيق القانون، وعند أول تدخل لتفكيك المخيم دون استعمال القمع ارتفعت الشعارات الانفصالية، ولجأ مرتزقة الداخل إلى استعمال الأسلحة البيضاء، وجميعنا يعرف الحصيلة الثقيلة في صفوف القوات العمومية، عندما وهب 13 عنصرا منهم روحه في سبيل حماية وحدة الوطن، كما تمَّ حَجز مَبـالــغ مــالية طائلة، معظمها تعود لعملات العدو!!….
اليوم وأمام الأحداث الجارية بإقليم الحسيمة، من حقنا أن نعلن بالوضوح التام: ما أشبه اليوم بالبارحة.
كل التطورات التي تجري بمنطقة الريف تؤكد أن سيناريو كديم إيزيك يتم التحضير لإعادة تطبيقه حرفيا بالحسيمة.
فمن ينصبون اليوم أنفسهم قــادة لحراك الريف يصرون على نسف المجهودات التي تبذلها الدولة، في إطار تجاوبها مع المطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة لساكنة المنطقة.
فمنذ سِتَّة أشهُـر وهــؤلاء النشَطــاء يشَدّدونَ على سِلمية الحراك، مع الإصرار على تغييب الأعلام الوطنية، وكلما استجابت الدولة لمطلب من المطالب إلا ويتم رفع سَقف المطالب عاليا، والغرض هو التعجيز والابتزاز، ونسف جميع الجهود المبذولة ..
نفس تكتيك كديم إيزيك يتم تنفيذه بالحسيمة، واليوم أيضا كَشفت الدولة بما لها من إمكانيات عن وجود مخطط هدام يستهدف زعزعة استقرار الوطن، ويتم تنزيله من طرف “قادة” حراك الحسيمة، تنفيذا لأجندة أجنيبة باتت مكشوفة للجميع..
الدولة عبأت 900 مليار سنتيم لتنمية وتأهيل إقليم الحسيمة، عبر مشاريع هي من صميم مطالب الساكنة، ومع ذلك يصر “النشطاء” على تبخيس مجهودات الدولة والتشويش عليها، حتى أنه كلما تم إعفاء مسؤول تتم المطالبة بتنفيذ سلسلة أخرى، بل وصل الأمر حد المطالبة بإسقاط الحكومة، وإيفاد ممثل شخصي للملك من أجل التحاور معه، ورفض الاعتراف بجميع مؤسسات الدولة، ولا زالت لائحة المطالب مفتوحة…
صدقا، ما الذي يريده “زعماء الحراك”؟
المتتبع لتكتيكاتهم يخرج بخلاصة فريدة مَفادها، أنه يريدون إفشال مجهودات الدولة، ونسف قنوات التواصل بينها وبين الساكنة، وكـأنّهُم يُصــرون على تفجير الأوضاع لأهداف هم يعرفونها جيدا..
الحسيمة اليوم فوق صفيح ساخن، ولا بد من التمييز بين المواطنين البسطاء، الذين خرجوا للاحتجاج من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية مشروعة، وبين من هو مكلف بتنفيذ مخطط لزعزعة استقرار البلاد، وتمزيق أوصال الوطن…
تابعوا جيدا خطب الزفزافي “زعيم حراك الريف”، لتكتشفوا أن هناك من يصر على زرع الفتنة في البلد، واستعداء مكونات الشعب المغربي ضد بعضها، وهذا يدفعنا إلى طرح السؤال التالي:
لمصلحة من يتم دفع المنطقة للانفجار؟..
بالتأكيد أن من ينفذ هذا المخطط لا ينتمي لهذا الوطن، ولا تجري في عروقه دماء تامغربييت، وأن جيناته تمَّت “هَندستها” لجعلها جينــات ارتزاقية، رهن إشارة أعداء الوطن…
على الجميع اليوم أن يتحمل مسؤولياته بمنطقة الريف، وعلى العقلاء من أبنائه أن يتدخلوا لمنع حركة الاحتجاجات من أجل مطالب مشروعة من الخروج عن سكتها الطبيعية، فالوطن يجب أن يكون فوق الجميع، وها قد حان الوقت ليختار جميع أبناء الريف مواقعهم كل حسب قناعاته واختياراته، فالتـاريــخ لن يرحم أحدًا…