هواتف محمولة في قعر دلو
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( حادث عجيب)
الأربعاء 12 أبريـل 2017 – 16:09:05
لا حاجة هنا إلى القول بأن المفاجأة كانت شديدة الوقع على المطالب بهاتف شقيقته الذي اعتبر أن مصادرة وإتلاف هواتف التلاميذ ، بهذه الطريقة “التعسفية” وهذا الأسلوب المستفز، ودون سند قانوني، أمر غير مقبول من طرف مدير مؤسسة عمومية للتعليم الثانوي، ولذا بادر إلى وضع شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطنجة، كما وجه رسالة إخبارية في الموضوع إلى المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطنجة.
وحسب جريدة “المساء” فإن مسؤولا بهذه النيابة أكد توصله بالشكاية وأن بحثا إداريا يجري في الموضوع.
هذا الحدث، لو وقع كما ورد، لكان مخيبا للآمال، ليس فقط، بالنسبة لسلوك المدير المرفوض أساسا، ولكن بالنسبة لمنظومة التعليم العمومي، ككل، ولمخططات واستراتيجيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لإصلاح المدرسة العمومية وفق رؤية 2015 – 2030، التي تعتمد أساسا مخططا يقوم على التدبير الجيد للقطاع، وعلى النجاعة والفعالية من أجل الارتقاء بالمدرسة الوطنية.
فهل بمثل سلوكات مدير ثانوية طنجة، نستطيع أن نخلق جو الالتزام والتعبية من أجل إنجاح خطط المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ونتفادى إغراق التعليم في متاهات القرارات المرتجلة ، تماما كما أغرق مدير الثانوية، تعسفا، هواتف التلاميذ في دلو مليء بالماء. ألم تكن لديه حلول بديلة، بتنسيق مع رؤسائه في النيابة ومع أولياء أمور تلاميذ الثانوية ؟
مثل هذه التصرفات العشوائية والــلاتربـوية لابد وأن يتصدى لها بالحزم العروف عنه، الوزير الجديد محمد حصاد، الذي جاء إلى التعليم بعقلية “أم الوزارات” ولسوف ينجح في فرض الانضباط والانتظام والتدبير الجيد للقطاع، بعيدا عن الارتجال والعشوائية والسلوكات الهجينة لبعض العاملين بالتعليم ، وهم أقلية بحمد الله، إذ أن قطاع التعليم مدين باستمراره وتوسعه وما يحقق من نجاحات إلى نسائه ورجاله الأفذاذ وإلى تضحياتهم اليومية، من أجل تعليم النشء، رغم ما يكابدونه من معاناة وإحباط، في ظروف معيقة ومثبطة، ماديـا ومعنويــًا…