“أيالا” محب رياضي من نوع خاص في ذمّة الله
جريدة طنجة – محمد السعيدي ( أيـالا )
الأربعاء 05 أبريـل 2017 – 14:36:18
تُوفيَ أخيـرًا الشـاب يوسف، ذو الشعبية الكبيرة في وسط الجمهور الرياضي الطنجاوي، سيما عشاق اتحاد طنجة بجميع فروعه. هذا الشاب مشهور بلقب “أيالا”. أعرفه منذُ سَنــوات كعـاشـق لاتّحـاد طنجة لكرة السلة أيام العز والألقاب.
عندما تسأله عن أحـوال الفريـق وتكـون الأمــور ليست على ما يرام يجيبك: “محارحرة”. لم يكن يوسف عاشق لهذا الفرع فحسب، بل تجده يرافق اتحاد طنجة بجميع فروعه في جميع المنافسات الرسمية أينما حل وارتحل. كان شخصا محبا للرياضة الطنجاوية بصفة عامة. وأتذكر يوما كنا في رحلة إلى طانطان في مرافقة نهضة طنجة لكرة السلة بمناسبة إجراء مباراة السد الفاصلة أمام فريقها المحلي من أجل الصعود إلى الدوري الممتاز، ونحن في حصة تدريبية بقاعة طانطان، فإذا بنا نسمع صوتا ينبعث من أعلى مدرجات القاعة ” أهلالالان الدرارييي”. لم يكن سوى المرحوم “ايالا” الذي تكبد متاعب السفر من طنجة إلى طانطان قاطعا محطة بمحطة، علما أن الفريق انتقل إلى هناك عبر الطائرة.
تصوروا معي مدى هذا الحب والعشق من شاب فقير، عاطل، أصيب في نهاية المطاف بمرض داء السكري، يضحي بكل شيء من أجل تشجيع فرق المدينة الرياضية بكل هذه التضحية بعيدا عن أي هدف مادي رغم ظروفه القاهرة. بينما نجد بعض المحبين (الوهميين)، يقتحمون الملاعب والقاعات بطنجة عنوة دون تأدية حتى ثمن التذكرة، ويتبجحون ب(السموكينات والكرافاطات)، حين تراهم تعجبك أجسامهم.
وللأسف لا يقدمون للفريق سوى المشاكل والقيل والقال وخلق البلبلة وهم عاجزون على تأدية ثمن تذكرة الملعب على الأقل. لهذا كان لا بد لنا أن نتطرق اليوم للمناضل الرياضي الحقيقي، المرحوم يوسف “أيالا”. هذا الشخص يستحق أبسط تكريم، على الأقل بقراءة الفاتحة خلال مباراة لاتحاد طنجة ترحما على روحه الطاهرة.
بالمناسبة نتقدم بأحر التعازي إلى جميع أفراد أسرة الفقيد، سائلين العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه،إنا لله وإنا إليه راجعون…