كيف تعرى الغرب من ورقة التوت
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( الغرب تخطيط وتخريب )
الثلاثاء 07 مارس 2017 – 16:58:18
• افريقيا كــانت غـارقـة في سُبـاتِ شتــوي دامَ زَمنــًا طَــويــلاً ..
•ولازالت الأيام حُبلى الجديد، فـالنــار مــازالـت تَسرح في الأرض العربية بكل حرية.
افريقيا التي كانت غارقة في سبات شتوي دام أزمنة طوال.. مطأطأة مستلمة لقد رجبري… تاركة قيادها لقوى استعمارية أحرقت الأرض والإنسان، نهضت فجأة كطائر الفينيق.. لفظت الحيجر والوصاية وبدأت تشرأب إلى الأعلى، إلاّ أن سياسة العالم الوليد كان لها هذف آخر لا يقل خطورة عن الأهداف الاستعمارية التحريبية السابقة، فسعت إلى تقديم الدول العربية والاسلامية التي كانت تخطو حثيثا نحو الاعلى.. ونحو تحقيق وفرض الذات…
ونحو الاكتفاء الذاتي معاشيا… وتحقيق الاستقلال عن الغرب صناعيا واقتحمت مجالات ما كان يسمح لغير الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية باقتحامها… فسعت إلى تمزيقها وتفتيتها بعد سيل الاكاذيب والضلالات التي لقحت بها أدمغة الشعوب لتقبل مايأتي، وهو ما فضحته تقارير استخباراتية، وإفادات مسؤولين سابقين أمثال طوني بلير الوزير الأول في حكومة بريطانيا آبان حرب الخليج الثانية (حرب العراق) فتعرى الغرب من ورقة التوت بينما فتنة التمزيق والتقطيع وإحياء النعرات القبلية والطائفية مضت شاقة طريقها في دروب العالم العربي والإسلامي المنهك، والذي نسي الشر الزاحف الذي يبتلع كل يوم مزيداً من الاراضي الفلسطينية، وتنتهك حرمة مسجدها الاقصى الذي بارك اللّه حوله، ومخطط التقسيم ليس وليد اليوم فالقوى الاستحواذية تخطط للمدى البعيد حتى تُعد لكل أمر عدته، ولا يأخذها ملل أو كلل مادامت النتائج مضمونة ولو على المدى البعيد، وذلك ما استنفرت له كل الامكانيات لتفتيت القوة العربية الناهضة وفي عزّ جبروتها…

كما شحذت كل أسلحتها الظاهرة والباطنة، وكل الاذيال والآذناب فلاغرابة أن نعيش تداعيات هذا الوضع القاتم، ولاعيب إذا أفضى بنا الحال إلى رؤية عالم عربي جديد متعدد الأوجه..عالم أشبه ما يكون إلى زمن ملوك الطوائف الذي بدأ يتبلور على أرض الواقع، معتمدا على النار والحديد والعشيرة موزع الولاءات…
وكثير الأسماء والمسميات والاحجام والصفات، والغريب أن تُشحن كل هذه الأسماء أو أغلبها بحمولة دينية قوية بينما الدين منها براء، فلا زال رنين وصدى كلمات وصية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم حول الامتناع عن قتل شيخ أو طفل أو امرأة أو اقتلاع شجرة، فماذا عمن يقتلون مسيحيي مدينة العريش المصرية، ويهجرونهم من أراضيهم وبيوتهم فرارا من النحر لأنهم ليسوا على دين الدواعش؟ أليس تعدد الأسماء، وكثرة المسميات تعدد لأوجه الموت الذي لا يكتفي بالمسيحيين بل ويتعداه إلى أبناء الدين والجلدة الواحدة إذا كانت الطائفة والمذهب بختلفان…
كم جنت على الأمة الاسلامية هذه الطائفية المقيتة الكريهة؟ وكم حصدت من أرواح فقط لاختلافها حول إمام بعمامة وجبة سوداء أو بيضاء… وحول شعارات وممارسات شعوذية لاتنتمي للاسلام الشامخ ذي الحضارة العلمية الرائدة… والاشعاع الايماني المتدفق… ولازالت الأيام حبلى بالجديد… فالنار مازالت تسرح في الأرض العربية بكل حرية… والحواضر تحولت إلى أطلال وخرائب والعساكر من مختلف الرتب والعرقيات والعشائر تجوب الأرجاء بحثا عن نفس أو روح تعاند لتغادر الجسد الجريح… وعن بناء قائم تهدمه… أو طفولة مشردة تطعمها الرعب وتربيها عل اللعب بالنار…
وقتل البسمة وحجب أشعـة الشمس… وكهذا نَجحَ الاستعمـار الجديــد… في تشتيت الشمل ، وتمزيق الأرض… وما عادت اسرائيل سوى قطرة مما يعانيه العرب وقد كانت إلى وقت قريب السيل العرمرم والكارثة العظمى، ألم ينجح الغرب إذن حينما تراجع الاهمام بقضية فلسطين إلى الوراء، وحين أصبحت حكاية تروى لابراء الذمة لاغير … وحين جلب لها الأمن والأمان إلا من حجارة يتيمة أو خنجر صدأ يلوح به شاب فلسطيني يائس ومحبط وذليل ومستعبد…
وتلك قصّة أخرى..