يوم عالمي للمطالبة بحقوق المرأة
جريدة طنجة – عزيز كنّوني ( يوم عالمي للمرأة )
الأربعاء 15 مارس 2017 – 13:01:44
كل أيّــام العـام أعيــاد للمرأة التي هي هدية الحياة للإنسان وسر استمرار البشرية على الأرض، عبر العصور والأزمان…هي منزلة بين الملائكة والبشر، زهرة فاتنة على الدوام، أنشودة السماء ، ينبوع الحب والفضائل وسر الحياة… بل هي الحياة بكل تجلياتها ومظاهرها، بشر فوق البشر، كوكب وهاج يستنير به الرجل، مدرسة الانسان والمجتمع، وتحريرها تحرير للوطن !
8 مارس ثــورة المرأة ضِـدِّ الاستغلال والظلم والاحتكار، صَـرخة المرأة من أجلِ الإنصــاف، من أجلِ الحَيـاة، صـرخـة انطلَقَــت منـذ قـرن ونصـف القرن، ليردد العالم صداها عبر القارات الخمس، مدوية مجلجلة. صرخة تجاوبت معها كل شعوب الأرض، صرخة غاضبة زعزعت أركان جبروت الرجل القابض بزمام السلطة والمال، وهدت طغيانه و أبطلت احتكاره للمرأة الجسد، باسم الدين تارة وبمنطق القوة تارة أخرى.
حدثت انتفاضة المرأة في العام 1856، حين نزلت بأعداد كثيرة إلى شوارع نيويورك للاحتجاج ضد المعاملة اللاإنسانية التي كانت تتعرض لها وظروف العمل القاسية التي كانت تواجهها ، وبالرغم من أن انتفاضتها قوبلت بالعنف البوليسي إلا أنها احتفظت بشعلة الثورة متقدة لينفجر غضبها من جديد بعد 48 عاما ولتضيف المرأة لمطالبها السابقة، دعوتها إلى تخفيض ساعات العمل والحق في المشاركة في الانتخابات.
121 سنة بعد الانتفاضة النسائية، تبنت منظمة الأمم المتحدة أقرار يوم عالمي للمرأة ، من أجل تكريس حقوقها المشروعة، عالميا.
وفي المغرب، المرأة خاضت وتخوض نضالا مريرا ، متواصلا و شاقا، من أجل إثبات الذات وتخليص حقوقها الطبيعية والدستورية من الهجمة الذكورية التي تصر على معاكسة تيار الإصلاح و التطور والتقدم، بدعوى المساس بـ “ثوابت المجتمع”، والحق أن الأمر يتعلق بالهيمنة الذكورية التي تراهن على الاحتفاظ بمكتسبات تحققت للرجل على خلفية الرجعية الفكرية والدينية.
المرأة المغربية لا تزال تناضل من أجل تحقيق المساواة التامة والمناصفة العادلة ومكافحة كل أشكال العنف، ومنه العنف الأسري “المسكوت عنه” من طرف من ينكرون وجوده بالمرة، كما يرفضون تجريمه، .
حقيقة إن المرأة المغربية حققت بعض المكاسب، بفضل نضالها وجهادها ومثابرتها على المطالبة بحقوقها، ورفضها لأنصاف الحلول، ولمشاريع مراسيم لا ترقى إلى انتظاراتها ، ومع ذلك، فلا حق لأي ، ولو كانت وزيرة الأسرة والمرأة والطفل، في أن تتبجح بأن وزارتها والحزب الذي يدعمها حققا لنساء المغرب ما لم تكن تحلم به منذ عشرات السنين. قد يتعلق الأمر بمكاسب ورقية، و شعارات “تقدمية” و “جوائز” تميزية ، ومهرجانات نسائية، تنظم هنا وهناك، من طرف من لهم مصلحة في حشد أصوات انتخابية، ولكن الواقع غير ذلك.
ولعَلَّ الأصـوات النســائية” التي تصدح من كل جهات البلد، مطالبة بتحرير المرأة، لخير دليل على ذلك. ولعل حكم “البنوة” الأخير الصادر من محكمة طنجة، يشكل بصيص أمل في مرحلة الألف ميل، على طريق تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين والقضاء على جميع أشكال الظلم والتمييز والعنف ضد النساء، وهي بعض من الأهداف الكونية الذي أقرتها منظمة الأمم المتحدة في أفق سنة 2030.
فهل سيكون المغرب في الموعد ؟.