لا يامحترم !
جريدة طنجة – عزيز كنّوني ( نور الدين عيوش )
الجمعة 31 مارس 2017 – 16:15:11
وحتَّى يقنعنا بـأنّـه مُحـق فيمـا يدعي، وأنّــه لا “يبلف” (من بلف يبلف Bluffer) فـإنه أعلن في مقابلة صحافية تَردّدَت أصداؤُهـا في أركـانِ العـالم الأربعـة، أنه سـوف يُبـاغـث المَغـاربة قـريبـــًا بفيلمه الأول الذي يحمل عنوان “يطو”، وهو شريط ما بين القصير والطويل، يريد به تحية كل “يطوات” العالم …بحب !
“المحترم” ليس متطفلا ولا بعيدا على عالم السينما، ولا يعتبر اقتحامه لفن الإخراج السينمائي “شيئا مفاجئا” . وكمنظر في علم السينما، كما في علوم اللسانيات “الدارجية” ، اعتبر عيوش الأب، أن المفاجئ بالنسبة له هو أن “العقلية التي كانت سائدة في السينما المغربية قبل ثلاثين سنة، ما زالت هي نفسها التي تحتكر السينما، اليوم، وألح أن هذه أمور يجب أن تتغير، إذا “كنا” نرغب في تطوير السينما والحديث عن صناعة سينمائية مغربية ولا شك أن “يطو” سوف تحقق القفزة النوعية التي تحتاجها السينما المغربية لتصل إلى العالمية “العيوشية” !
نور الدين عيوش يلوم الفاعلين السينمائيين المغاربة على “احتكار” الفضاء وقطع الطريق على الجيل الجديد ، وقال “إننا” بحاجة اليوم إلى جيل الشباب ولا شك أنه، بـ “شبابه” وسعته يستطيع أن “يقلب” الموازين المتحكمة في قطاع السينما، سيما وقد كان “يحلم” باكتساب خبرة في مجال الإخراج السينمائي في أمريكا، دون أن يتحقق حلمه، ولكن “خبرته” في الإخراج السينمائي” تحققت” بـ “الدمغي” والدمياطي، ليعزز موقع جيل الشباب الذي ينتمي إليه، ولا فخر! ، في السينما المغربية المفتقرة إلى شباب “متحزم” بالتجربة والكفاءة والخبرة…..
وقولوا بـــــاز !!!
في حديثه الصحافي كلام كثير عن السينما والسينمائيين المغاربة وعن فيلمه والممثلين الذين اختارهم من بين “جهابذة” الممثلين المغاربة المشهورين، فضلا عن ممثلة جزائرية وممثل فرنسي أراد أن يجعل من الإعلان عن اسميهما مفاجأة ، نحن واثقون أنها ستكون سعيدة…جدا !
وما لم يسعدنا بتاتا في لغوه مما لا يعتد به، ” “تحامله” على اللغة العربية وانتصاره “المشبوه” للدارجة التي ألف فيها ولها قاموس “التشانكلة” و “بوعو” و “خوخو” والجنس السوقي الخادش للحياء، ذلك القاموس الذي أثار سخرية المواقع والذي حقق نوعا واسعا من الإجماع الشعبي على السخرية منه ومن صاحبه وخبرائه في “مركز الدارجة” وعلى إدانة هذا “العمل” التخريبي ضد إحدى اللغتين الرسميتين للشعب المغربي.
وحتى وهو “ينشر” خبـرتـه في مَجــال السينما، أصر على إقحـام عبـــارات “العداء” المتمكن من أحشائه، للغة العربية، حين سئل عن لغة “يطو”، حيث أكد استعماله للدارجة التي هي “لغة” كل المغاربة، والفرنسية “لأنها حقيقة في التواصل اليومي لدى المغاربة، فهي إذن جزء منهم.
كلام غير صحيح. فإذا صح هذا القول على مغاربة “الحماية الفرنسية”، فإنه لا يَصح بـالنسبة لأهل الشمال الذين درسوا بالإسبانية وبالعربية التي كانت حاضرة بقوة في مناهج التعليم العمومي والتعليم الخصوصي للحركة الوطنية.
أما بطنجة، وبمنطق عيوش ، فإنه يحق لنا أن نطالب بالتداول إلى جانب العربية، بلغات الدول الموقعة على اتفاقية “التدويل” الثمانية، ( فاتح يونيه أنفه في موقع هو غير مؤهل له، بل ويتطاول على لغة البلاد الرسمية بغاية “إفسادها” و “تدميرها” وفي هذا خير خدمة للوبي الأجنبي الذي لا زال يرى، كما كان ليوطي” يرى أن اللغة العربية تشكل الخطر الأكبر على الوجود الفرنسي بالمغرب !….ولهذا الغرض تضمنت برامج التعليم في المدارس والمعاهد الفرنسية بالمغرب مادة تعليم الدارجة. إلا أن الاستعمار الفرنسي احترم شعور المغاربة ولم يقرر فرض تعليم الدارجة في مناهج التعليم العمومي.
عيـوش تمـادى في غيه ، فصَرَّحَ لمـن استجـوبـه (جريدة أخبار اليوم عدد 2243) أن الدارجة هي ” لغة ” المَغــاربة” ومن لم يقبل بذلك، فليستمر في الحلم بشـيء غيـر مـوجــود ! ..”
لا يا “محترم”، اللغة العربية ليست “حلما غير موجود” كما تزعم، إنها إحدى أكثر لغات العالم وأوسعها انتشارا، ومن أرقى لغات العالم دقة وروعة وجمــالاً، ومن أغنـاهــا من حيث المـادة اللغوية والإيجاز التعبيري.
واللغة العربية أفادت العديد من لغات العالم ومنها الفرنسية التي تنبهر بها والاسبانية والبرتغالية والإنجليزية ولغات آسيوية وإفريقية عديدة، كتبت بها مآت الآلاف من الدراسات والبحوث والمؤلفات في العلوم الدينية والفكرية والعلمية في الفلك والطب وعلم التشريح والرياضيات والهندسة وعلوم الأرض والطبيعة والنبات والجيولوجيا والفلسفة وغيرها، وأمدت لغات العالم بذخيرة من الكلمات والتعابير العلمية الدقيقة ، ولا تزال في عنفوان شبابها، قادرة على البذل والعطاء، خدمة للإنسانية، شريطة أن يحبها أهلها ويتبارون في حمايتها وصيانتها. وفي ذلك قال الشاعر عبد المجيد آيت عبو ، ولا شك أنه أمازيغي:
لهفي على سالف الأمجاد كم خدمت — نبعي وأحيَت عُلومي كُلَّها ولَعــــــــا
خلفـت في زمـن الإذلال ضيّعـنـــــــي — أهلـي فيـــا مبغضـي اسقيتنـي جزعـــا
فـازت بـودك ضـراتــي لتـهـجــرنـــــــــي — رمـت السـواقـي وعبـت الـبحـر متّسـعـا
إنّـــي سـأبعـث رغــم الطعـن شـامخــــة — فـإنّ لـي هِمّـة اللبـلاب لو قطعـــــــــا
ومـا سهـام العـَـدا و الظُلـم ضـائـرتـي — فـالبـدر إن حفّـه ليـل الدجى سطعـا.















