عبد العزيز الحليمي
جريدة طنجة – عبد العزيز الحليمي ( دور الزعامات في البناء )
الأربعاء 08 مارس 2017 – 17:06:21
عندما نسترجع المواقف نجد أنه كانت هناك صلابة، كانت هناك نقاشات، كانت هناك شعارات تشق جنبات الجامعات والتجعمات، كانت هناك مسيرات يصدى شبابها مطالبين بالتقويم، كانت هناك قدسية للزعامات، فتحقق التواصل الوجداني بين القيادات والقواعد، من بينها المتعلم والمثقف، والعامل والفلاح، بين الطالب والأستاذ الجامعي، فانصره هذا الكل في تنظيم صلب حققذلك التوهج الإيديولوجي الذي أفرز وجوده بين التداعيات الأخرى، فحصل ذلك التميز في إطار صراع الأفكار الذي يؤدي في تنافس مستعر إلى التطوير خدمة للصالح العام، وبخافية تاريخية كانالإتحاد الوطني للقوات الشعبية المجذر للفكر الوطني والتقدمي، وظلت حكومة عبد اللّه إبراهيم النموذج الأوحد للحكومات المتعاقبة في تاريخهنا الحديث، شعبية في الداخل، وسمعة في الآفاق للعالم المتنامي مشرقا ومغربا.
كنا نحس بمغربنا وكأنه مرجل يؤسس لنهضة واعدة، فجمل وعبارات الزعماء كانت تسيري ذبيبا أجسادنا، فالزعيم علال الفاسي كان شلالا متدفقا من الأفكار في خطبه، والأستاذ عبد الهادي بوطالب كان من العمق في كتاباته يجبرك على إعادة قراءتها، والمهدي بن بركة كان بركانا من الفعل والحركة وطاقة جبارة في شؤون التنظيم، وعلى بعثة بترانيمه يشد السامع إليه وعبد اللّه إبراهيم بهدوءه يفجر في مستعيه الطاقات للتناظر وترسيخ المبادئ، وعبد الرحيم بوعبيد في طروحاته كان المتتبع يحس وكأنه في محراب فيلسوف مع محاوريه، و عمر بنجلون يخجلك بتواضعه، وعبد الخالق الطريس الخطيب المفوه يلهب الجماهير، وبمسيراته إلى جبل العلم يذهل الأجنبي الرابض على الأرض والزعيم الشيخ محمي المكي الناصري يتصوفه إختار بعد استقلال المغرب التوجه إلى التأليف والتدريس، الأمم والشعوب تحيا بتاريخ نضالاتها، ومغربنا مخزون من الفعاليات وإرث ثري لما تركه لنا جهابدة الفكر والسياسة أهل المغرب للريادة في العالم الثالث إلا التحدي لكل المعضلات.
إننا على بعد خطوات من مؤتمر حزب الإستقلال والإتحاد الإشتراكي فالمطلوب من حكماء الحزبين أن يفرزوا لنا قيادات في مستوى تاريخهما حفاظا على سمعة المغرب في الداخل والخارج.