إنهنّ كل المجتمع…
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( المرأة )
الأربعاء 22 مارس 2017 – 11:48:42
• لاذَى العلماء بـالصَّمت… صمت كـالنـوم العميق…
• لماذا الـوقـوف عندَ “ويل للمُصلّيــن” وعند “للذّكر مثل حَظ الانثَيَين ؟!..
لا أجد من معنى سوى أن المرأة جناح مهيض… وضلع أعوج… وعقل غرائزي مُشبع بالأوهام… وواقع لا يغادر حدود البيت وواجباته.
وفي خضمّ هذا الزّخَم تترك إرادة التمرد، والانعتاق من هذه القيود عبر صراخ وضجيج وهدير كهدير آلات الخياطة القديمة… ومنذ ارهاصات المدونة التي جائت بديلا لقانون الأحوال الشخصية وتضارب الآراء بين ماهو ديني ودنيوي، وواقعي وحديث، ودخيل يتفاعل مع طبيعة المجتمع المحافظ الذي لا زال يجر خلفه وأمامه إرث السلف بكل تحفظاته وعاداته وطقوسه وطابوهاته… ولازلنا نتطر باشمئزاز واستنكار إلى كل ما يمس بهذه النوازع الروحية والعقلية أو يمارس سلوكات تتعارض مع الموروث الديني والاخلاقي للمجتمع.
الكثيرات يأبين هذا الوضع لأنه في نظرهن وضع متخلف يضع المرأة في الدرجة الدنيا…. وخلف الرجل، هذا الوضع كان مقبولا… بل كان محبذ ولا اعتراض عليه وذلك في سالف الأزمان، بل لا زالت المرأة في باديتنا تقوم بمهام مزدوجة، وتحمل عن الرجل الكثير من متاعبه ومسؤولياته، بصبر وتفان، وأمام هبوب تيارات من الغرب حتى لو كانت عنا غريبة، إلاّ أن جِدًّتها حملت معها اغراءات هضمها وابتلاعها كالسم في الدسم، وهو ما جعل من المقبول قضية رائجة للنقاش، بل ومثال انتقاد ثم اعتراض وإجماع على اسقاط كل الطابوهات، وهو ما أحدث رجة اجتماعية اقتحمت البيوت، وحركت عجلة “إنا عكسنا”… وتعدت الظاهرة مجالها المحدد لتصبح حركة واسعة شبيهة بحرب ضروس بين جانبين كما أسلفت، بينما لاذى العلماء بالصمت…. صمت كالنوم العميق لا يستيقظون منه إلاّ لهزة أورجة أو نذير..
ما الذي يدفع إلى تقسيم المجتمع أؤ تجزئيه وقد جعله الاسلام مجتمعاً واحداً… الاهه واحد…. ودينه واحد… ومصيره واحد؟….
ما الذي يدفع إلى محاولة قلب مفاهيم الاسلام وجعله ماسا بحقوق المرأة والوقوف عند”ويل للمصلين”…. فيقفون عند مسألة أنصبة الارث وللذكر مثل حظ الانثيين…. أو مسألة تعدد الزوجات… مثنى وثلاث ورباع…لماذا يقفون عند هذه الحدود التي لا يعرفون لها شرحاً أو تفسيراً ولا يجدون حكمتها ومدلولها الفقهي بفعل قصورهم العلم وتعليمهم المغترب، وأستنتج أن النساء أنفسهن ومن ولاهن في دعاويهن وشعاراتهن هن من خلقن أزمة ما كانت لتكون.
وهن من أحدثن هذه الرجة في المجتمع ووضعن أنفسهن كالمحاربات في مواجهة الآخرين.. النصف الآخر أو الجزء الآخر…
قالوا أنهن نصف المجتمع، والحقيقة أنهن المجتمع نفسه أو كل المجتمع لأنهم واهبات الحياة والحنان كُنّ أمهات أو زوجات أما العكس فهم استثناء، لا أدري من أفتعل أزمة التفاوت وعدم المساواة طبعا القوانين تتغير وقد كان فيها ولا زال ما هو شاذ وظالم أو جائر حتى… وإذا كان للمرأة يوم في السنة فاللرجال كل الأيام وكل السنة فلماذا نحصر المرأة في يوم دونه أيام طوال عداد؟! ربماذا نعطي للرجال كل الحق حتى في الفساد الاخلاقي… ونجرد المرأة من كل شيء حتى في الفساد الاخلاقي، فما يفعله الرجل مقبولا وما تفعله المرأة مذموماً مرفوضاً وشائنا… قد يقول قائل: لهذا تكافح المرأة وتناضل والمقصود أن تتساوى مع الرجل في المحامد والمكاره.
لا نريد للمرأة أن تكون عنصرا فاعلا أو مشاركا في الخطيئة فنتائج فعلها أخطر على المجتمع من فعل الرجل لأنها مانحة ومكمن سرّ الخليقة والخلق… المرأة كانت دائمة حاضرة، وواهبة، ومعطاء، في كل زمان ومكان… ومنذ الخليقة الأولى، فحصرها في يوم عالمي ثم إردافه بيوم الأم. وعيد الحب…. يعني وضعها في إطار ضيق لا تريم… والمرأة هي التي خلقت هذا الوضع… وهي التي وضعت لنفسها إطاراً حصريا لا يتعدى أياماً تحتفل فيه… تخطب، وتخاطب، وتهتف، وتستنكر، وتطالب… ثم تعود لحياتها الرتيبة إلى أن يدور الحول وتعود أيام الاحتفال والاحتفاء وتكريم بعض النسوة رائدات، أو عالمات، أو مبدعات، أو إعلاميات، أو ممثلات…. وتبقى الاسطوانة المشروخة على حالها تدور وتدور تجتر اللازمات الموسيقية المعهودة عن المساواة وحقوق المرأة، وصدقت زملية صحافية حينما قالت بتأفف: “غير يخلو عليهم النساء في التيقار”…
وصدقت…