استقالتي لا رجعة فيها وطنجة في حاجة إلى تغيير العقليات
جريدة طنجة – حوار مع : مصطفى بولبرص (.حوار السبت.)
الخميس 02 مارس 2017 – 16:30:14
عقدَ “مصطفى بولبرص”، رئيس ات”حــاد طنجـة لكـرة الطـائرة نـدوة صحفية لإعلان استِقالتهِ من مَهـامـهِ، احتجـاجــًا على إقفال صنابر الدعم على فريقه، وعدم مراعاة العمل الكبير الذي يقوم به هذا الفريق من أجل تلميع صورة مدينة طنجة وتسويقها وطنيا وعربيا، بعدما أصبح فريقا قويا يحسب له ألف حساب على الصعيد الوطني.
وفي ما يلي مقتطفات من تصريحات بولبرص، المتشبث هذه المرة بالاستقالة، خلال الندوة التي عقدها أول أمس الخميس بمقر الجماعة الحضرية لطنجة:
استعدادات مبكرة للمنافسة على جميع المستويات:
سيقول البعض أننا نعيش أزمة ورغم ذلك نقدم على خطوات تتطلب مصاريف. لكن حقيقة قبول هذا التربص، أننا تلقينا دعوة من الغيور السيد العلوي، لاعب دولي مغربي سابق، يشغل منصب رئيس فريق بفرنسا، تكفل بجميع المصاريف، ورد الفريق الزيارة إلى مدينة طنجة، وتحمل نفس الشخص مصاريفه.
بمعنى أننا استفدنا من تربص هام جدا بدون مصاريف، خضنا مباريات قوية ومع أندية ذات خبرة. استفدنا على مستوى الجاهزية، وفي آن واحد قمنا لتسويق صورة مدينة طنجة وكرة الطائرة المغربية بصفة عامة. اصبح فريقنا معادلة صعبة في البطولة الوطنية، فريق تجتمع ضده العديد من الأندية، يعاني من التحكيم، لأن البعض لم يهضم فرض مدينة طنجة نفسها في ساحة كرة الطائرة الوطنية وتنافسها على الألقاب.
بدأنا البطولة بشكل جيد لكن:
مع بداية الموسم ، قمنا بإعداد ميزانية الموسم، بنينا أحلامنا على أوهام، بسبب الثقة الزائدة في بعض المسؤولين. كانت هناك وعود برفع قيمة منح الدعم من درف بعض المؤسسات المنتخبة، سيما الجهة. كنا نتوصل بمبلغ 500 ألف درهم، كبر طموحنا حين تم الحديث عن الزيادة في منحة درعم الجمعيات الرياضية، لكننا فوجئنا بنفس المبلغ. للأسف أننا وضعنا ملفا احترافيا لدى إدارة الجهة، لكن الساهرين على توزيع المنح لا يعتمدون المعايير التي من المفروض أن تكون مقياسا لتحديد السقف الذي تستحقه كل جمعية. واصبح فريقنا الذي يلعب على الألقاب، له فئات متعددة، برنامج شاق في المنافسات الرسمية، مشاركات عربية، يعامل مثل أو أقل من جمعيات ببرامج غامضة. فقط أنها تحتمي بمظلات بهذه المؤسسة لتدافع عنها. تصوروا أن أحد الأشخاص طالب بإلغاء منحة فريقنا وطالب بتحويلها لبناء مدرسة. لأن البعض ربما يعتقد أن هذه المنح مجرد صدقات ويجهل ثقافة الرياضة وقيمة ودور الرياضة في الرفع من قيمة المدينة والوطن، وتسويق سمعتهما على كافة المستويات. ورغم أننا لا نطالب بالمستحيل، بالنظر إلى ما تستفيد منه أندية عربية من دعم في بلدانها، يعي مسؤوليها أهمية الرياضة، نظير تونس التي تعيش أزمة اقتصادية، فميزانية أحد أنديتها تبلغ 7 ملايير. له فريق للإناث يعسكر في إطاليا من أجل التحضير لمشاركة عربية.
الإحباط من اللامبالاة دافع أول للاستقالة :
إعلان الاستقالة في هذا الظرف تولد بسبب الإحباط واللامبالاة التي أصبحنا نحس بها. وكأننا غير مرغوب فينا. وضعية الفريق تؤثر علي نفسيا، اسريا ومهنيا. وصلت لقناعة أن نقوم بوقفة لمراجعة الوضع. ولنرى إن كانت الجهات المسؤولة ترغب في أن نواصل عملنا الجيد الذي بداناه. أم اصبحنا غير مرغوب فينا. لهذا جاءت هذه الاستقالة في وقت وجدنا أنفسنا واقفين، عاجزين عن المواصلة ونحن على شفى حفرة ويستحيل المواصلة. لأننا بلغنا شهر فبراير، وفي ذمتنا منذ شهر نوفمبر حقوق وواجبات المدرب، اللاعبين، التنقل، مصاريف الفئات العمرية، فريق الإناث الذي صعد إلى القسم الأول. نحن على ابواب البطولات العمرية، واعتذار فئة من هذه الفئات في مباراتين يحكم علينا بالنزول إلى القسم الموالي في إطار قانون اللعبة. نتوفر على لاعبين منهم دوليون بلغوا درجة مهينة إلى حد (التسول) علما أن كرة الطائرة لم تعد رياضة للاستئناس والترفيه، بل أصبحت مهنة. لعبنا تسع مباريات، و يكفي هؤلاء اللاعبين تضحيات يسدونها للفريق بتحمل السفر لإجراء مباريات البطولة في نفس يوم المباراة، ورغم ذلك يحققون نتائج إيجابية. فلا داعي لمزيد من الإهانات.
ضرورة تحمل الجهات المعنية مسؤوليتها: :
على الجميع تحمل المسؤولية، المدينة أصبحت ثاني قطب اقتصادي بالمغرب، هناك مؤسسات تستفيد من خيرات هذه المدينة ولا بد أن تنظر إلى الرياضة على الأقل بتقديم الدعم والإسهام في الرفع من قيمتها. ومن حقها أن تحاسبنا على هذا الدعم في نهاية المطاف. كما على المجالس المنتخبة أن تحدد معايير معقولة في عملية توزيع المنح بدراسة عميقة لملفات الجمعيات والتفريق بين الجمعيات ذات برامج وأهداف، وأخرى قوية فقط بوجود من يحميها ويدافع عنها. لأننا سئمنا من الدعم المعنوي، من خلال تهنئتنا على نتائجنا التي تشرف المدينة. على الجميع أن يبحث كيف تتحقق هذه النتائج، وتكلفتها على جميع المستويات، وهذا أكيد يتطلب تغيير العقليات. ولهذا أتشبث باستقالتي إلى حين إيجاد حل لإنقاذ هذا الفريق، الذي ينقذ سمعة الرياضة بالمدينة في السنوات الأخيرة. .