البُعد الإنساني في تكريم رياضيين بطنجة

الانتحار ليس بالمفهوم السلبي طبعا، والمراد به التضحية التي قدمها كلا من فؤاد المويضي وجمال التوزاني كلاعبين بفريق اتحاد طنجة حينما اختاروا الكرة، تاركين الدراسة ومستقبلهم الحقيقي من أجل مصلحة قميص المدينة. لأن البعض الآخر من اللاعبين، على الأقل استغلوا ذكاءهم ولم يمنحوا الكرة كل شيء، وعلى الأقل وجدوا في النهاية وظيفة أمنت لهم نسبيا مستقبلهم، بينما تركت “الانتحاريين” بمستقبل مجهول. لأنّنـا في مدينة تتنكر لمناضليها في شتى المجالات وليس الرياضة فحسب.

كنا نتوخى أن تنخرط فعاليات أخرى في هذه المبادرة التكريمية، كي تكون انطلاقة نحو مستقبل يعيد الأمل للرياضين المهمشين بالمدينة، لتعويضهم على ما فاتتهم من فرص في تأمين مستقبلهم على غرار المحظوظين.

ولا أعتقد أن مساهمة ما ببساطتها من جيوب فعاليات استفادت من خيرات المدينة، ومن إشعاع حققته على حساب الرياضة ستؤثر على “ثرواتها”. والخير في المستقبل أكيد إذا ما استطاعت الفعاليات المبادرة إلى تكريم جمال وفؤاد وخالد بلفقيه على تضحياته كذلك كأحد أقدم المكلفين بالأمتعة باتحاد طنجة، في إيجاد الدعم والمساندة هذه المرة كي تواصل عملها الاجتماعي والإنساني، بتكريم عدد لا يستهان به من مناضلين رياضيين لم ينالوا حقهم من الرياضة، وما أكثرهم في طنجة.

على أمَل أن يكون رقم المساهمة أفضل بكثير مما منح للمكرمين الثلاثة. ولما لا التفكير في خلق مشاريع “عمل” يدر دخلا قارا على البعض من رخص دكاكين، دراجات لنقل البضائع.. إلى غيرها من مبادرات تضمن للرياضيين المهمشين نوعا من العيش الكريم..