لطالما جذب الدوري الألماني انتباهي
جريدة طنجة – حوار مع : خافيير تشيتشاريتو (.حوار السبت.)
الثلاثاء 07 فبراير 2017 – 17:44:58
تركَ هداف مانشستر يونايتد وريال مدريد سابقا وباير ليفركوزن حاليا، خافيير هرنانديز، بصمته على شباك أقوى الدوريات الأوروبية. تحدث المهاجم، الملقب بـ”تشيتشاريتو” والذي حمل المشعل من كبار اللاعبين المكسيكيين، مع موقع FIFA.com ليحلل بكل وضوح وذكاء أسرار مركز صعب جداً أكثر مما قد يبدو عليه.
كما استحضر اللاعب الدولي المكسيكي، البالغ من العمر 28 عاما، ماضيه وحاضره ومستقبله في مسيرته على مستوى الأندية وكتيبة إل تري. وإليكم نص الحوار نقلا عن موقع “فيفا”:
خافيير، احتفلت مؤخراً بمرور 10 سنوات على بداية مسيرتك الاحترافية. هل كنت تتوقع أن تعيش مسيرة كهذه؟؟
وانتقلت أيضاً للعب في أوروبا…
نعم، ولكن قبل ذلك في كأس العالم FIFA سجّلت هدفاً في مرمى المنتخب الذي كان جدي قد سجّل في مرماه أيضاً (توماس بالكازار لعب مع المكسيك في سويسرا 1954 وسجّل ضد فرنسا)… ثم انتقلت إلى نادي مانشستر يونايتد الذي فزت معه بلقبين للدوري المحلي ولعبت معه نهائي دوري أبطال أوروبا. وبعدها ذهبت إلى ريال مدريد، النادي الذي يحلم أي لاعب باللعب له، وسجّلت هدفاً حاسماً في مباراة الديربي ضد أتليتيكو. والآن ألعب في ألمانيا. أنا سعيد جداً بكل ما حققته.
بعد أن لعبت في اثنين من أكبر الأندية في العالم، كيف تشعر الآن في ألمانيا؟
لطالما جذب الدوري الألماني انتباهي. فهذا الدوري يجمع بين أفضل سمات الدوريين الإنجليزي والأسباني. لا يتميز بالقوة البدنية ولا بالفرجة الهائلة؛ بل هو خليط من الاثنين. والحقيقة هي أنهم تعاملوا معي هنا بشكل لا يُصدّق. في العام الماضي احتللنا المركز الثالث والآن، وبرغم أننا لم نبدأ الموسم بشكل جيد، نقاتل بشراسة للبقاء ضمن أفضل الفرق.
من الناحية التكتيكية، كيف تقيّم الاختلافات بين هذه الدوريات انطلاقاً من مركزك؟
إنها مختلفة جداً! و الأمر ينطبق أيضاً على الفرق التي لعبت لها، مما أجبرني على التأقلم في كل مرة. على سبيل المثال، في مانشستر كنا نلعب بخطة 4-4-2 وجناحين يرسلان الكرات إلى منطقة الجزاء. وبالتالي، لم يكن هناك مجال ليصنع رأس الحربة اللعب، لهذا اضطررت للتركيز أكثر على هزّ الشباك. في ريال مدريد كان الأمر مختلفاً تماماً إلى درجة أن أول هدفين سجلتهما كانا من تسديدتين من خارج المنطقة، وهو الأمر الذي لم يكن ليحدث أبداً في الدوري الإنجليزي. كرة القدم الأسبانية تمنحك وقتاً أكثر وحرية أكبر داخل الملعب. والآن مع فريقي ليفركوزن تتلخص فلسفة مدربنا في استرجاع الكرة بأسرع وقت ومشاركة الجميع في صنع اللعب. وبالتالي، يجب على اللاعب الجيد أن يعمل على تطوير جميع أسلحته لأنه لا يلعب كما يريد، وإنما كما يحتاج الفريق إليه.
حالياً تمرّ بـ”أزمة تهديف”… هل يشعر المهاجم بضغط إضافي في مثل هذه الحالات؟
في حالتي، بصراحة لا أشعر بذلك. لمدة عشر سنوات سجلت هدفاً في كل مباراة، بدون توقف تقريباً، ولم أفكّر يوماً أنني كنت الأفضل في العالم، ولهذا لا أشعر بالاكتئاب الآن لأنني لم أسجّل منذ عدة أشهر. ما أحبه حقاً هو لعب كرة القدم. في هذه المباريات ساعدت فريقي في أمور أخرى، وتعلمت من هذه التجربة لأكون لاعباً أكثر اكتمالاً، وليس مجرد رأس حربة. فقد تعلمت صنع اللعب، مواجهة الخصم، الدوران بالكرة والقيام بأشياء مختلفة.
ولكن بصراحة، ألا تفتقد تسجيل الأهداف؟
من هذا الذي لا يحب تسجيل الأهداف؟ أعتقد أنك حتى إذا سألت حراس المرمى فإنهم سيجيبونك بأنهم يودّون تسجيل هدف (يضحك)! ونحن المهاجمون يتم تقييم أدائنا على هذا الأساس. إذا لعبت بشكل سيء وسجلت ثلاثة أهداف، سيهنئك الجميع. أنا أحب أن أغادر الملعب بعد أن أكون قد بذلت كل جهد ممكن. قد تبدو هذه العبارة مبتذلة، ولكن ما أريده حقاً هو مساعدة فريقي. إذا سجلت وخسرنا، ما الفائدة من ذلك؟ كريستيانو فاز بجائزة The Best بفضل أدائه الفردي، ولكنه فاز أيضا باليورو ودوري أبطال أوروبا. لو لم يفز بهذه الألقاب لما كان سيحظى بهذا التقدير والاعتراف. الأهداف هي فقط تتويج لأداء متكامل، وإذا لعبت بشكل جيد، ستأتي وحدها. أما إذا كنت ألعب بشكل سيئ ولا أسجّل الأهداف، فحينئذ لن أشعر بالرضا (يضحك).
بعد أن حدثتنا عن شعور المهاجم في أوروبا، كيف تصف شعور المهاجم في المنتخب المكسيكي الحالي؟
إنه شعور جيد جداً! المدرب خوان كارلوس أوسوريو جريء جداً، ويحب اللعب الهجومي والتقدم إلى الأمام دائماً. وهذه الشجاعة تؤكد أن لديه ثقة كبيرة في اللاعبين المكسيكيين، مما ينعكس على أرض الملعب، لأنه يعطيك الكثير من الحرية. يستعد جيداً للمباريات ويتعامل معها بطريقة تجعلنا نشعر بالراحة في الملعب للعب بشكل هجومي.
بمناسبة الحديث عن كتيبة إل تري، وضع الفريق مؤخراً حدّاً لسلسلة من النتائج السلبية ضد الولايات المتحدة. هل كان ذلك نوعاً من التحرر؟
لا، على الإطلاق. قد لا تصدقون ذلك، ولكن لم نتحدث بيننا قط عن ذلك. كنا نعرف أننا سنواجه فريقاً جيداً خارج الديار، وكنا بحاجة إلى النقاط الثلاث لتحقيق بداية جيدة في المرحلة السداسية. وبالتالي، ركزنا على المباراة وليس على ما يدور في الخارج. عملنا بجد على المستوى التكتيكي والبدني والذهني للفوز بهذه المباراة المهمة للغاية، وهذا ما حققناه دون النظر إلى السياق.
قلت لنا إن الواقع في مسيرتك تجاوز كل أحلامك، هل حان الوقت لكي تفعل المكسيك الشيء نفسه في روسيا 2018؟
بصراحة، منذ أن كنت طفلاً وأنا أعتقد دائماً أنه قد حان وقت المنتخبات المكسيكية في جميع نسخ كأس العالم (يضحك)! إذا سارت الأمور كما أتخيلها وتأهلنا إلى كأس العالم، أعتقد أن لدينا الكثير من المواهب، وآمل أن يقف الحظ إلى جانبنا هذه المرة لتحقيق تلك القفزة التي نحتاجها….