كنا من بين أفضل منتخبات كاس إفريقيا للأمم
جريدة طنجة – حوار مع : فوزي لقجع (.حوار السبت.)
الأربعاء 22 فبراير 2017 – 16:15:24
استضافت الزميلة “المنتخب” من خلال رئيس تحريرها، الزميل بدر الدين الإدريسي، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع في حوار شامل تطرق فيه لمجموعة من النقط المتعلقة بالمشاركة في كاس أمم إفريقيا الأخيرة بالغابون، وتقييمها، وتأثره من الدعم الجماهري للمنتخب ونقط أخرى.
و ندرج أبرز المقتطفات من هذا الحوار نقلا عن الزميلة “المنتخب” ضمن (حوار السبت):
من موقعكم كرئيس للجامعة كيف تقيمون مشاركة الفريق الوطني في نهاذيات كأس إفريقيا للأمم؟ هل حققت الغايات المنشودة؟ وهل أنتم راضون على الحصيلة؟
أولا ـ يجب أن نعرف جيدا أن الفريق الوطني أقبل على نهائيات كأس إفريقيا للأمم والرهان الأكبر هو أن يصالح ذاته مع كرة القدم الإفريقية ذات المستوى العالي، لقد كنا نبحث بجدية عن السبل التي تمكن الفريق الوطني من أن يطرد عنه لعنة الخروج من الدور الأول التي طاردته في النسخ الأربعة الأخيرة التي أعقبت وصوله لنهائي نسخة 2004 بتونس، وطبعا فإن الوصول لهذا الهدف كان يفرض تلاحما بين كل مكونات الفريق الوطني، لطالما أن من أكبر المعيقات النفسية والإستراتيجية التي أكدتها الدراسات القبلية لمسببات الإخفاق في الدورات السابقة هو صعوبة التأقلم مع طبيعة مباريات كأس إفريقيا للأمم، وأعيد التأكيد على أنها طبيعة خاصة جدا، ويمكن القول أن الفريق الوطني نجح في هذا الباب بامتياز.
ثانيا ـ لم يكن هذا الفريق الوطني مواجها عند دخوله غمار المنافسات بالغابون بضرورة القطع مع الإخفاقات السابقة فقط، بل إنه احتاج لمواجهة طارئ فريد من نوعه، هو أن الفريق الوطني وجد نفسه في آخر لحظة مقصوص الجناح بغياب أربعة عناصر وازنة لغاية الأسف أنها كلها كانت تشكل أجنحة هجومية ذات وزن ثقيل، وهنا أيضا يمكن أن نهنئ الفريق الوطني بكل مكوناته لأنه نجح إلى أبعد الحدود في التغطية بشكل جيد على هذه الغيابات، ما أعطى الفرصة في واقع الأمر لميلادات جديدة، وكأن وراء كل ضارة نافعة، فكأس إفريقيا للأمم أعطتنا منتخبا وطنيا معافى ومتحفز وشاعر بثقل المسؤولية وأعطتنا أيضا لاعبين شبابا سيصبحون مرتكزات للمستقبل.
ثالثا ـ بالنظر إلى الظروف التي أحاطت بإقامة الفريق الوطني ببيطام وما احتاجه اللاعبون من نكران ذات ومن تضحيات وتنازلات أيضا، فإنني أعتبر أن كأس إفريقيا للأمم بالغابون تمثل انطلاقة جديدة للفريق الوطني، الذي تمكن من قهر الكثير من الإكراهات وتجاوز العديد من الظروف الصعبة معبرا بذلك عن رغبة جماعية لا حدود لها من أجل إسعاد الجماهير المغربية.
الجماهير تمنت لو أن هذا الفريق الوطني ذهب لما هو أبعد من الدور ربع النهائي؟
لا أخفيك أننا جميعا لاعبين ومسؤولين تأثرنا كثيرا للطريقة التي كان خروجنا بها من كأس إفريقيا للأمم، لقد كان هذا الفريق الوطني يتمتع بكل المؤهلات النفسية قبل البدنية والتكتيكية ليكون من ضمن المرشحين الأقوياء للفوز بكأس إفريقيا للأمم، ولن أكون شوفينيا ولا مبالغا إذا قلت أن الفريق الوطني لا يقل بتاتا عن أي من المنتخبات التي بلغت الدور نصف النهائي أو حتى المنتخب الذي أعلن أمس الأحد بطلا لإفريقيا. لا يمكن أن نلغي من الإعتبارات الحالة التي كانت عليها أرضية ملعب بورجونتي، حالة كارثية لا أعتقد أنها تليق بمنافسة بقيمة كأس إفريقيا للأمم ولا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تصدر صورة جميلة عن هذا المونديال القاري الذي يأتي في المرتبة الثالثة من حيث جمالية الأداء والمستويات التقنية بعد كأس العالم وبطولة أوروبا للأمم، لقد حاول اللاعبون قدر ما يستطيعون التعامل بذكاء كبير مع أرضية الملعب لتجاوز سوئها، وبسبب تلك الأرضية الكارثية ضاعت فرص كان من الممكن أن نحسم بها الفوز والتأهل، أنا لا أبكي على اللبن المسكوب ولا ألتمس أعذارا لضياع فرصة ذهبية من أجل الظفر بالكأس وإسعاد المغاربة ولو أن هذا الهدف لم يكن هدفا إستراتيجيا قبل دخولنا للمنافسة.
الجماهير تمنت لو أن هذا الفريق الوطني ذهب لما هو أبعد من الدور ربع النهائي؟
أول خلاصة أن الفريق الوطني أصبح يتمثل بشكل فعلي العناصر النفسية والتقنية والتكتيكية الواجب توفرها لإنجاح أي مشاركة في المونديال الإفريقي، أنا لا أنظر لبلوغ هدف تجاوز الدور الأول لأول مرة منذ أربع دورات بمعزل عن الأداء وعن السلوك الجماعي، لقد حصلنا في الغابون على ما كنا نفتقده في الدورات السابقة، الروح الجماعية التي من دونها لا يستطيع أي منتخب أن يفرض ذاته في قارته الإفريقية. يجب أن نمعن في قراءة الإنطباعات التي قدمها كثير من المحللين هنا بالغابون عن الفريق الوطني، كثيرون هم الذين حدثوني بصدق عن الذي شاهدوه، فقد أجمعوا على أن الفريق الوطني قدم نفسه خلال كأس إفريقيا للأمم كمنتخب قوي ومتماسك كان بمقدوره أن يصل لأبعد من الدور ربع النهائي، وهذا الأمر مثلما أنه يملؤنا بالثقة والتفاؤل فإنه يفرض علينا أن نراكم عليه وأن نستثمره لنواصل العمل بذات لطريقة من أجل أن لا يتنازل الفريق الوطني في القادم من الإستحقاقات والمباريات عن المستويات التي قدمها بالغابون.
والأكيد أننا سنتدارس بشكل هادئ ومسؤول المحصلات العامة لنحدد طبيعة العمل المستقبلي وإن كنت أعتقد على أن القطار وضع أخيرا على سكته الصحيحة..