الإشاعة والحبر الأسود
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( الإشاعة )
الأربعاء 15 فبراير 2017 – 12:42:50
وإزاء ما يشهده مجتمعنا من تحولات بنيوية عميقة تكرس لوضع قاتم بدأت ملامحه تبدو في الأفق القريب بكل مخلوقاته التي انتابها هوس التلهي بكل ما هو غريب بدأت تروج في سوق المزايدات شطحات الإشاعة… فإلى جانب غريزة العداء والكراهية تجاه الآخر نبتت فَجـــأة هذه الطفيليات المكروبية وبدأت تنفث سما فتاكا يبث الإحباط والإحساس بالفشل في أوصال المجتمع، هذه الإشاعة أو هذه المزايدة هي التي خلقت الحمى التي انتابت البعض فدفعتهم إلى خلق رواج سوقي طال الغـابــات والمنتزهات وبعض المشاريع الكبرى، فكانت “غـابـة دونـابـو” أحدى ضحايا الإشاعة، وطبعا فما حرك الإشاعة هو هذا الجو من الكراهية الذي نبت مع الأشجار والطفيليات فأوجد ماهو غير موجود وخلق ما هو بعيد كل البعد عن الحقيقة المجردة وهي أن الغابة تشهد أزهى فتراتها هذا خلافا لكل ما راج ويروج من أحاجي وحكايات…
الإشاعة وهي مرادف للجهل ولأسباب ودوافع أخرى لم تسلم منها جهة ما في مجتمعنا الذي أخذ يتغذى على الإشاعة يصبح بها ويمسي عليها ويبات معها، ولا يمكننا أن نقول أنها من منطلق بريء، فالإشاعة لم تكن يوما بريئة، ولا صافية ولا نقية، هي اليوم تلتهم العالم التهاماً وبنهم لا يعرف الامتلاء أو الاكتفاء أو القناعة، وهي أيضا تحرك الكوامن الخبيثة، وتجثت النوايا الحسنة، والعزائم الثابتة ولا زالت العناكب تعشش في الظلام… ويتفرخ العوالق والزواحف، والجدير بالتأكيد أن المشاريع الكبرى تعرف تطوراً وسيراً حثيثا إلى الأمام بغرض تنفيذ البرنامج العلمي الفعلي لولاية طنجة الكبرى كما أمر به جلالة الملك، وما تجندت له كل الإرادات والجهود بدءا بالسيد الوالي وباقي الفعاليات المهتمة بالشأن العام للمدينة، لأجل مقاومة موجة الكراهية والحقد وأيضا لصد مقاومة كل السلبيات التي ترافق هذه الجهود بما فيها الإشاعة المغرضة والكراهية الدفينة التي تحرك الأيادي والأقلام المنحرفة والمغرضة.
الأكيد أن طنجة ماضية في سبيلها.. في الطريق الصحيح السليم الفاعل فاتركوها بسلام… ولتخرس ألسنة السوء، ولتنكسر الأقلام المُجبَــرة بحبر أسود قاتم رديئ ولنبتسم قدر المستطاع فلا مكان للتشاؤم والكراهية والاشاعة..