إغلاق موقع “اسبارطيل” التاريخي في وجه العموم ووضع شققه الفاخرة رهن إشارة المحظوظين يخلق الجدل بطنجة
جريدة طنجة – طنجاوي ( موقع “اسبارطيل” التاريخي)
الثلاثاء 14 فبراير 2017 – 11:06:48
لكن “ترميم” المنارة و تحويل البناية إلى شقق فاخرة (تجهيزات صحية من الطراز العالي، سخانات كهربائية ذات جودة عالية) مع تركيب 3 كاميرات على الباب الرئيسي ، بالإضافة الى ترحيل الحارس من سكناه، زاد في تقوية الأخبار التي تروج في المدينة و التي مفادها أن كل تلك “الترميمات” التي أداها الشعب بعشرات الملايين، و منع الزائرين من الولوج إلى المكان ( باستثناء الأيام القليلة “للحفل ـ المعرض” الخاص بالذكرى المائة و الخمسين )، هدفها تمكين بعض المحضوضين من قضاء عطل “الأمراء” مجانا في أحد أجمل مواقع مملكتنا العزيزة ، في طمأنينة و هدوء بعيدين عن أنظار العامة تحت حراسة الكاميرات و خدام المنارة ليل نهار .
لقد مر أكثر من سنتين على ذلك الاحتفال، فأين هو وعد السيد المسؤول بفتح الباب أمام الزائرين ، لكي يستمتع الجميع — مغاربة و أجانب ، بغض النظر عن موقعهم في المجتمع – بذلك الموقع الفريد من نوعه، الذي هو ملك للجميع و المصنف ضمن لائحة التراث الوطنية و ضمن المدار السياحي لمدينة طنجة
أذكر السيد المسؤول أن في فرنسا و بريطانيا العظمى و في العديد من البلدان الأخرى، المنارات التي لها تاريخ مميز تزار بآلاف السواح المحليين و الأجانب للاطلاع على مهامها و تاريخها الذي غالبا ما يكون مشوقا و حافلا بالأحداث و الأسرار . فكيف إذا أن تمنع زيارة إحدى أهم المنارات في العالم ، كبيرة بقوتها الضوئية ، إستراتجية بموقعها المتميز على مدخل البحر الأبيض المتوسط ، و غنية بتاريخها المشوق ؟
أرجو من السيدان العمدة و والي المدينة، الحريصين الأولين ( جهويا)، على حقوق المواطنين، و من السلطات المحلية و من الجمعيات المدنية ككل العمل على تصحيح الوضع وتنبيه السيد المهندس المكلف بالمنارات أنه ليس من حقه أن يحرم سكان طنجة بالخصوص ، والزوار عامة من التمتع بزيارة تلك المعلمة التاريخية و موقها الطبيعي الفريد من نوعه على ملتقى البحرين ، بعد ما حرموا من زيارة معلمة أخرى و هي مدينة”كوطا” التاريخية ، لاسيما أن الطنجاويين اعتادوا على هدا الأمر أبا عن جد ـ مع العلم أن “رأس اسبرطيل”لا هو موقع عسكري و لا مكان يحتوي على أسرار الدولة ، خلافا “لرأس ملاباطا” المفتوح أمام الجميع مع تواجد قاعدة عسكرية بحرية مهمة هناك، أليس هذا غريبا ؟”..
وناشد كعبون في ذات الرسالة ” وزارة التجهيز المكلفة بصيانة المنارات و العوامات الضوئية أن ترسل لجنة تحقيق في الأمر لترى بأم عينيها كيف تصرف الضرائب التي يِؤديها المواطنون في مسائل لا يستفيد منها الى بعض المحظوظين، ووزارة الثقافة أن ترسل لجنة للوقوف على تغيير المعالم الداخلية لبناية تاريخية شيدت في 1864 بطريقة معمارية فريدة من نوعها، على يد أحد أعظم الملوك العلويين السلطان مولاي محمد بن عبد الرحمان”…