أقل ما كان على الزاكي فعله أن “يصمت”
جريدة طنجة – محمد السعيدي ( فضول سليم )
الخميس 02 فبرايـر 2017 – 16:44:18
أن ينتقد محب عادي المنتخب الوطني حول الخسارة في أول مباراة في منافسات كاس الأمم الإفريقية بالغابون أمام الكونغو، يبقى الأمر مقبول. لكن أن يتحدث رجل تقني، يدعي الخبرة وسبق له أن عاش أجواء المباريات القارية والعالمية، مثل بادو الزاكي بتلك (الطريقة المستفزة) وبنزعة انتقامية، وهو يعلم أن كرة القدم لا تحترم المنطق في بعض الأحيان، وحبلى بالمفاجآت في أحيان أخرى، فهذا ما لا يقبله المنطق. وهجوم الزاكي على مدرب منتخبنا الوطنين، كيفما كان مستواه أو انتماؤه، تصرف غير بريئ، ومن خلال إعلام خارجي نعلم مسبقا ما يريده من خلال (ترويض) مدرب مغربي للهجوم على منتخب بلده.
إنه أمر محير.
أولا أن المنتخب الوطني في ظل المشاكل التي عاشها على مستوى الغيابات لأسباب مختلفة، قدم مستوى كبير في المباراة الأولى أمام الكونغو، التي لم يكن يستحق خسارتها.
ثانيا، أن الهزيمة في المباريات الأولى لم تكن مقياسا للحديث عن الإخفاق أو الفشل، بدليل أن منتخبات انهزمت في افتتاح تظاهرات دولية وعالمية، وفي النهاية أحرزت اللقب، نظير منتخب إسبانيا بطل العالم سنة 2010 بجنوب إفريقا الذي انهزم في أول مباراة له أمام سويسرا، وسبقه منتخب الأرجنتين الذي انهزم أمام الكاميرون في المباراة الافتتاحية لكاس العالم 1990 بإيطاليا ولعب النهائي الذي خسره أمام ألمانيا. وأقل ما كان على الزاكي فعله في الظرف الراهن هو أن يقول الحق أو يصمت، بدل توجيه انتقاد بعيد عن المنطق ضد منتخب بلده وعلى قناة “الهداف” الجزائرية وهو يدعي أن بعض اللاعبين المحليين أفضل بكثير من اللاعبين المحترفين الذين اعتمد عليهم هيرفي رونار. فلماذا يا ترى لم يقدم الزاكي على ذلك حين كان مدربا للمنتخب؟. بل لماذا عجز عن إسعاد المغاربة بتحقيق فقط نتيجة “الفوز” التي اشتاق إليها المغاربة، دون الحديث عن كلمة”اللقب” الذي أصبح في عهده بعيد المنال؟.
أتمنى ألا يأتي أحد ليقول مرة أخرى أن الزاكي صنع إنجاز تونس 2004. لقد قلنا وأكدنا مرارا أن هذا الإنجاز صنعه المدرب الكبير عبد الغني الناصري الذي كان يحسب إذاك مساعدا للزاكي. والدليل أن رحيل هذا المدرب وابتعاده عن الزاكي كشف حقيقة الأخير، الذي عجز عن تحقيق طموحات الجمهور المغربي سواء في المرحلة الأولى التي درب فيها المنتخب الوطني، أو الثانية التي عاد فيها بضغط من الشارع وبعض إعلاميي المناسبات، ولبت الجامعة الطلب فقط من أجل فضح ضعف الزاكي. وهذا ما حصل حين اشتقنا في عهده كما قلت لنتيجة الفوز. لكن جاء رونار بعده لفترة وجيزة وأعاد لنا الأمل. قد تكون للرجل أخطاء، لكن إنجازاته تؤكد أنه مدرب كبير من خلال ما حققه مع منتخبي زامبيا والكوت ديفوار، وما يقده لحد الساعة مع المنتخب الوطني في ظل الإكراهات التي يعيشها على مستوى التركيبة البشرية، ولو كان الزاكي مكانه ربما لأقصي منتخبنا في “المطار” قبل أن يصل إلى الغابون.
للأسف أن الزاكي، وبعدما (صدمته) نتائج المنتخب بعد الهزيمة الأولى، عاد من خلال الإعلام المغربي ليقول أن تدخلاته كانت باحترام ومسؤولية ونابعة عن حبه الكبير وغيرته على المنتخب. مشيدا بعلاقته مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في شخصها فوزي لقجع، مؤكدا أن هذا الأخير وفر جميع الشروط الجيدة للاشتغال. وهذا اعتراف آخر من الزاكي بفشله وهو يعترف أن لقجع وفر له الظروف الملائمة للاشتغال. فلماذا فشل إذن؟. ليس مع المنتخب فحسب، بل مع الوداد البيضاوي، الفتح الرباطي، الكوكب المراكشي، ومع المغرب التطواني الذي فسخ معه العقد في مهده دون أن يدربه. لأن تجارب كرة القدم أثبتت أنه ليس أي نجم في كرة القدم بإمكانه أن يصبح مدربا ناجحا. اقولها وأكررها، بادو الزاكي حارس كبير ورائع، لكنه مدرب (فاشل)..