سيميوني هو الأفضل هذا العام
جريدة طنجة – حوار مع : ديل بوسكي (.حوار السبت.)
الأربعاء 04 يناير 2017 – 16:14:14
ظننتُ أنّنـــي لـن أصَــوّت هذا العــام، ولكن حسـب مـا أرى، سـأكـون مضطـراً للـإختيـــار.
“رسم فيسنتي دل بوسكي” نصف ابتسامة مـاكـرة على محياه. طوال الفترة التي قضاها على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأسباني، الّذي فازَ بكأس العالم 2010، وكأس الأمم الأوروبية 2012، وجد نفسه في كثير من الأحيان مدعواً للتصويت لجوائز الفيفا، كما لعب هو نفسه دور البطل عام 2012، عندما حصل على جائزة أفضل مدرب في السنة.
في عام 2016، وبعد تسليم مَشعل لاروخا لجولين لوبيتيجي والإعلان رسميـًا عن اعتزالهِ التَّدريب، لم يكن المدرب السابق يعتقد أنه سيكون مَدعـــوا للتصويت لجـوائـز نجوم كرة القدم، ولكنه لم يتردد في تلبية دعوة موقع ( FIFA.com )، للتحدث عن مُرشحيه، وعَــلاقته ببعضٍ منهم، وحتَّــى عن اللحظة الجميلة التي تعيشها كرة القدم للسيدات المشاركة أيضا في هذه الجوائز. (الحوار أجري قبل تتويج اللاعبين)، ونهدف من خلال إعادة نشره إلى الاطلاع على ما كان يحمله المدرب الإسباني من أفكار وقرارات. وفي ما يلي نص الحوار:
كفيسنتي، في السنوات الأخيرة التي كنت مدعوا للتصويت، على ماذا كنت تبني رأيك؟ وما هي المعايير التي كنت تتبعها في اتّخـاذ القــرار؟
هل تتذكر أنك في سنة ما واجهت صعوبة كبيرة في اتخاذ القرار؟
لم أضطر لبذل مجهود كبير أبداً. في حال المساواة كنا نختار دائماً ذلك الذي نعتقد بأنه الأفضل وانتهى الأمر.
ربما خلال تلك السنوات التي توّج فيها المنتخب الأسباني في أوروبا وكأس العالم عندما حقق ثلاث بطولات على التوالي كنا نعتقد أنه من الممكن أن يتم اختيار لاعب أسباني الأفضل بين أقرانه. ولكن كان لديهم الحظ أو سوء الحظ لمشاركتهم مع لاعبين فازوا بالجائزة عن جدارة واستحقاق. ولكنه صحيح أيضاً، أنهم كممثلين لجيل ونجاحات جماعية، علماً أن كرة القدم هي لعبة جماعية، كان الأسبان يستحقون الجائزة.
هل لديك مرشح لجائزة مدرب السنة؟
بصراحة، كنت لأرشح الأسبان، ولكني أميل لسيميوني. أعتقد أنه بغض النظر عن هذا العام، كانت مسيرته طوال هذه السنوات الأخيرة مهمة للغاية. أعطى للفريق هوية واضحة، وأصبح ينافس بشكل جيد جداً. أعتقد أن الجائزة لن تكون بعيدة عنه، ولكن دون التقليل من شأن أي من أولئك الذين يأتون خلفه مع احترامي الكبير لهم. أشرفت على تدريب مدربين مرشحين هذا العام، لويس إنريكي وزين الدين زيدان، في ريال مدريد.
هل تتذكرهما كأولئك اللاعبين الذين يرى المرء بوضوح أنهم سيصبحون مدربين؟
لم أكن أتوقع ذلك، ولكن الحقيقة هي أنهما أصبحا مدربين كبيرين. في حالة لويس إنريكي، أتذكر أنه في إحدى المرات القليلة التي كنت أشرف فيها على تدريب الفريق (ريال مدريد) وضعناه في مركز الظهير الأيسر، وهو أمر لم يكن يحبذه، وكذلك نحن كنا نرى أنه ليس المركز المثالي بالنسبة له، لكنه قدّم أداءاً جيّداً، وساعدنا في مباراة في بيلباو. لعبنا وفزنا بنتيجة 0-5 وكان واحدًا من أفضل اللاعبين من مركزه كظهير أيسر! بالتأكيد أنه فعل هذا الأمر الآن مع بعض اللاعبين الذين كانوا يلعبون في وسط الميدان والذين كانوا يفضّلون اللعب في مركز آخر أخرى بدل الظهير الأيمن.
ولكن كانت تلك بالتأكيد تجربة جيدة أيضاً بالنسبة له. أما زيدان فبصراحة لم أكن أرى فيه أنه سيسعى ليكون مدرباً، ولكنه يثبت الآن بالنتائج أنه مدرب ممتاز.
ما الفضائل التي كان يملكها زيدان ولويس إنريكي كلاعبين والآن كمدربين؟
كلاعبين كانا جيدين جداً. رائعين بكل المقاييس. سواء على مستوى اللياقة البدنية، والجودة، وروح الفوز…كانا تنافسيين للغاية ولديهما موهبة طبيعية هائلة. كمدربين لا أستطيع الحكم عليهما لأنني لا أعرفهما.
يجب أن تعيش معهما، أن تنظر إلى وجهيهما وأن ترى كيف يتعاملان في غرفة تبديل الملابس…وإذا لم ترَ ذلك لا يمكنك أن تحكم. سأرتكب خطأ فادحاً. أما الصورة التي نراها على التلفزيون فتظهر بأن لكل واحد منهما أسلوبه الخاص في التعامل وبأن الإثنين يقومان بعمل جيد جداً.
من بين ميزات هذه الجوائز أنها تكافئ على قدم المساواة كرة القدم للرجال والسيدات. كيف ترى تطور كرة القدم للسيدات في السنوات الأخيرة؟؟
أعتقد أن التطور كان كبيراً على جميع الأصعدة، على سبيل المثال في مجال التكوين. فالمدربون الذين يعملون في كرة القدم للسيدات هم أكفاء على غرار أقرانهم في كرة قدم الرجال. أعتقد أن هناك تقدماً كبيراً وعلينا أن نفتخر جميعاً بذلك. وهذا لم يحدث بين ليلة وضحاها، بل بفضل العمل الكبير الذي بذله الكثير من الناس الذين دفعوا بهذه الرياضة إلى الأمام.