وداعا “لطيفة”… امرأة عاشت في الأعالي قبل أن تطيح بها المآسي.!
جريدة طنجة – م.إمغران (امراة مابين القِمَمِ و السُفوح )
الجمعة 13 يناير 2017 – 17:12:00
الفقيدة سهل لها الله مراسيم الجَنــــازة على يد أفراد أسرة محسنة، أشفقوا على حالها، إذ لم يترددوا ـ لحظة واحدة ـ في القيام بهذا العمل الإنساني النبيل، فطوبَــى لَهُم على صَنيعِهم هذا .
ولمن لايعرف “لطيفة” فقد كانت وسيمة، تنعم في صِحة جيّدة، وتعيش حَيـاة الرفـــــاهية، حيث كانت تقتسم سعادتها مع البسطاء من الناس بطنجة، هي التي كانت توزع الأضاحي على المحتاجين منهم، كلما حلت مناسبات العيد “الكبير”.تزوجت المرأة مرتين، لم يرزقها الله بذرية، و بديار المهجر، عاشت سنين، وجابت عواصم العالم، قبل أن تعود إلى أرض الوطن، ومعها “تحويشة العمر” كما يقال على ألسنة أشقائنا المصريين.
نعم عـــادَت المرأة، منذ سنين، من أجلِ رعاية والدتها التي كانت مريضة، وما يتبع ذلك من مصاريف علاجها الباهظة، إلى أن توفيت رحمها الله، قبل أن يداهم داء السكّري ابنتها ” لطيفة”، لتبدأ هذه الأخيرة رحلتها مع هذا الداء الذي أثر عليها نفسيا ومعنويا، بينما “التحويشة” كانت تنقص كلّ يوم، في الوقت الذي كانت تستفحل حالتها الصحية، شيئا فشيئا، إلى أن أدت بها إلى بتر ساقيها معا، الواحدة بعد الأخرى، قبل أن ترمي الأيام بها في نهاية المطاف إلى غرفة للكراء، تستجدي سوماتها ب:”باطيو”، كائن بحي “كراج زرياح”، حيث عاشت بها ظروفا صعبة، وسط جيران، منهم من كان يسيء إليها، ومنهم من كان يسدي إليها خدمات بالمقابل، رغم إعاقتها، واحسرتاه.!
ـ هذه عبرة أوخلاصة لقصة امرأة عاشت في الأعالي، قبل أن تطيح بها المآسي، غير أن الجميل فيها صبرُ “لطيفة” على المواجع، ودُعـائهـــا إلى خـالِقها، كُلّمـــا ازدادَت لديها شدّة المَواقف، حيث التقت بها جريدة طنجة، مــرارًا، بعدد من الأماكن، فاللّهمَ اجعل صَبرها شفيعا لها، يمسح المَساوىء ويُبقي على المَحــاسن. .