وطني قضى : الحاج امحمد أقصبي في ذمة الله
جريدة طنجة – ع.ك (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ )
الخميس 22 دجنبر 2015 – 12:54:42
إنه الحاج امحمد أقصبي الذي وافاه الأجل المحتوم، الأحد الماضي 4 ربيع الأول 1438 ) 4 دجنبر 2016 ( على الساعة الخامسة والنصف مساء، عن سن تناهز 91 سنة .
و وَ وُري جثمانه الطاهر التراب، في اليوم الموالي حيث تمت صلاة الجنازة بعد صلاة العصر بمسجد محمد الخامس قبل أن يتوجه الموكب الجنائزي إلى مقبرة سيدي اعمار، مثواه الأخير، مودعا من جمهور غفير من الأصدقاء ورفاق الكفاح الوطني وأهل مدينة طنجة الذين أوفى لهم المحبة والعطاء والعشرات من محبي الفقيد العزيز وعارفي قدره وفضله.
وقد تميز الحاج امحمد أقصبي بوطنيته وبروح النضال التي تملكته منذ شبابه الأول، لينخرط في العمل السياسي مبكرا وفي تنظيمات وخلايا المقاومة، وليواصل نضاله داخل التيارات السياسية التي تستجيب لطموحاته ليعانق الاتحاد الاشتراكي منذ نشأته على يد الرواد الكبار، وليستمر في العمل من أجل تحقيق الديمقراطية، يوم كانت الديمقراطية مرادفة للعنة والبلاء، وطريقا سالكة إلى المتاعب والأرزاء.
ورغم الظروف التعسة التي مرت بها البلاد خلال سنوات الإرهاب السياسي، فقد واصل الحاج امحمد أقصبي عمله السياسي داخل الاتحاد الاشتراكي الذي كان يمثل آنذاك، بالنسبة لعشاق الحرية والانعتاق، طريقا سالكة للخلاص من سياسات الهيمنة والظلم والارتجال، لينقل نضاله إلى داخل المؤسسات، إيمانا منه بأن التغيير يجب أن يبدأ من الداخل، حيث انتخب عضوا في المجلس البلدي لمدينة طنجة، يوم كان المجلس البلدي يجمع النخبة الواعية من أهل هذه المدينة وأعلامها وأصفيائها، تلك النخبة التي نجحت، وبقوة، في التعبير عن مطالب الأهالي وطموحاتهم وتطلعاتهم بالرغم من «ظرفية » ذلك الزمان، المناوئة.
لقد رحل الحاج امحمد أقصبي عن دنيا الفناء، ولا راد لقضاء الله، ولكن الرجال الصناديد لا تفنى، بل تبقى خالدة صامدة في وجه الزوابع والأعاصير لتقنع الأجيال اللاحقة أن الشعب إذا أراد الحياة يوما «فلابد أن يستجيب القدر، ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر …!!! »
رحم الله فقيدنا العزيز وأحسن مثواه وألحقه بالشهداء والأنبياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا وعزاؤنا الخالص لشقيقه البطل الدولي السابق في رياضة كرة القدم، حسن أقصبي وإلى أهله وعترته ورفاقه في الكفاح، وإلى أصدقائه العديدين في النضال السياسي عبر كافة التراب الوطني..