افتتاح مركز «سعيدة المنبهي» على ضوء حلقات نقاشية تسائل الراهن المغربي
جريدة طنجة ( مركز «سعيدة المنبهي» )
الأربعاء 21 دجنبر 2015 – 17:33:06
• بمناسبة افتتاح مركز «سعيدة المنبهي للأبحاث والدراسات» يوم السبت الماضي بمدينة مراكش، وتحت عنوان «الذاكرة، التاريخ والدمقرطة في مغرب ما بعد الاستقلال» ـ واقع الحال، الرهانات والآفاق ـ قدم المركز التنفيذي في شخص ذ. عبد العزيز الوديي ورقة حول الموضوع، واصفا إياه بالمعقّد وذي أبعاد واسعة، فضلاً عن ترابطه مع العديد من القضايا الأساسية التي تكاد تُعادله، منها الحقيقة، الإفلات من العقاب، الديمقراطية، الانتقال الديمقراطي، والعلاقات بين الماضي والحاضر والتعاطي مع القادم…
وأكدا المتحدثُ أنه لا بد من الاستئناس في هذا الإطار ببعض التجارب الدولية التي اعتبرها نموذجية في هذا المجال، كتجربة جمهورية جنوب إفريقيا وتجربة إسبانية، دون إغفال التجربة التي أطلقها النظام المغربي، منذ السّنوات الأخيرة من حكم الملك الراحل الحسن الثاني، حيث تمثل ذلك في إحداث وزارة حقوق الإنسان والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ولجنة التحكيم، قبل مجيء عهد الملك محمد السادس وإحداث جلالته لهيئة الانصاف والمصالحة والمجلس الوطني لحقوق الانسان، وهي المبادرات الملكية التي تلت سنوات، كان النظام يشن خلالها حملات قمع شرسة على قوى المعارضة وجميع أطيافها، وخاصة اليسار الاتحادي والماركسي اللينيني.
وأضاف ذ. عبد العزيز الوديي أنه إذا كان الشق المتعلق بالديمقراطية والدمقرطة التي يبدو أن الطريق إليها مازال طويلا وغير معبّد، فإن شقّي الذاكرة والتاريخ لايجذبان الآن إلا اهتمام بعض الأوساط والفئات من المجتمع المغربي، وخاصة ضحايا ما يسمى ب: “سنوات الرصاص” أو بعض النخبويين بأسوار الجامعات وحلقات المجتمع المدني. بينما الديموقراطية ودمقرطة الدولة والمجتمع في بلادنا هي قضية ما فتئت تحظى بشعبية واسعة حيث إنها قادرة على تعبئة كل الشرائح المجتمعية المتعطّشة إلى إرساء أسس دولة الحقّ وبناء مجتمع يقطع مع النّيل من الكرامة والعدالة الاجتماعية، ويرفض استمرار أساليب الحكرة والمهانة، على حدّ تعبير المواطنين والمواطنات، في احتجاجات ومظاهرات أصبحت ظاهرة يومية بجلّ شوارع مدن وقرى المغرب.
وأشار ذ. الوديي إلى أنه من اللازم التوضيح أن هذا الموضوع يشكل إحدى أهم الركائز الأساسية التي أنشيء مركز «سعيدة المنبهي للأبحاث والدراسات» من أجلها، بالإضافة إلى موضوع المرأة، خاتماً مداخلته بأن الهدف من هذه الحلقة النقاشية هو محاولة الإجابة على مجموعة من الأسئلة، المرتبطة بموضوع الذاكرة والتاريخ والدمقرطة في مغرب ما بعد الاستقلال، ومن بينها ـ مثلا ـ ما معنى الذاكرة؟ ماذا يعني الحقّ في الذاكرة؟ أو ما معنى التاريخ، وما معنى الحقيقة التاريخية وما علاقة التّاريخ بالذاكرة الفردية والذاكرة الجماعية؟ وكيف تعامل الفاعلون السياسيون في مغرب ما بعد الاستقلال، مع القضايا المرتبطة بالذاكرة والتاريخ ودمقرطة المجتمع؟ وغير ذلك من الأسئلة التي حاولت الحلقة النقاشية الإجابة عنها.
وتحت عنوان: «الحركة النسائية في مغرب ما بعد الاستقلال» واقع الحال، الرهانات والآفاق، أشارت خديجة المنبهي، رئيسة مركز «سعيدة االمنبهي للدراسات والأبحاث» إلى أن الهدف من تنظيم هذه الحلقة النقاشية هو توضيح أن الحركة النسائية المغربية، وبفضل نضالاتها على امتداد عدّة عقود، وعلى الرغم من محدودية قاعدتها الاجتماعية وانتشارها في كلّ أرجاء الوطن، استطاعت انتزاع بعض من مطالبها المشروعة، ولا سيما ما يتعلق بالتغييرات المدرجة خلال التعديلات التي عرفتها مدونة الأسرة، من جهة، وبالنظر إلى دور الحركة النسائية المغربية ونضالها السياسي الهام، منذ الثمانينيات من جهة ثانية. كما أوضحت خديجة المنبهي أن هذه الحلقة النقاشية لا تدعي لنفسها الكمال، بوضع حصيلة تفصيلية لمنجزات وإخفاقات الحركة النسائية المغربية، وإنما تطمح إلى محاولة الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بواقع حال ورهانات وآفاق الحركة في مغرب ما بعد الاستقلال. ومن بين الأسئلة الجوهرية التي تبقى غير قسرية ولا حصرية ـ توضح المتحدثة ـ ما هي أهم المراحل التاريخية في تطور الحركة النسائية منذ إعلان الاستقلال السياسي بالمغرب؟
وما هي الرهانات والتحدّيات، ذات الأولوية المطروحة على الحركة النسائية المغربية في الوقت الراهن؟ وكيف يمكن أن تساهم في مواجهة كافة أشكال التطرف؟ وما هي المطالب الأساس التي يتعين على الحركة تعبئة المجتمع المغربي من أجلها، وغيرها من الأسئلة المطروحة للنقاش. من جهة أخرى، وللإشارة، فقد تضمنت ورقة تقديم المركز إشارات قوية، منها أنّ حدث افتتاحه هو انتصارٌ على آلة القمع الرّهيب الذي نال من أوسع فئات المجتمع المغربي، ضمنهم مناضلة فذة، سعيدة المنبهي التي كانت في عنفوان شبابها، عندما حصدتها آلة القمع، لكنها باستشهادها، دخلت تاريخ المغرب من بابه الأوسع، وأصبحت أيقونة ورمزا للنضال الشعبي المغربي….