إيّـاكم ثمّ إيّـاكم و التَّعليم… !!
جريدة طنجة – محمد السدحي (التَّعليم)
الخميس 08 دجنبر 2016 – 17:20:38
وفي وطننا المغرب الحبيب، أب الدنيا، ليس نكاية في أشقائنا المصريين، بمجرد خروجنا من قبضة الاستعمار الدولي، في نهاية خمسينيات القرن الماضي، كان أهم ما أنجزه العقل المغربي، في تقديري الشخصي، ثورة تعميم التعليم، وجعله إجباريا، على كافة المواطنات والمواطنين، في المدن كما في البوادي، وبالمجان…
وكنت دائماً أطرح هذا السؤال على نفسي أنا الذي شهد نور الحياة بُعيد محاولة الانقلاب الثانية: لماذا النساء في عمر جدتي في قريتنا (بني مكادة القديمة) متعلمات، بينما أغلب المجايلات لوالدتي أميات؟ ولم أصل إلى الاجابة عن هذا التساؤل إلا لما تمثلت جيداً هذه الثورة التربوية التعليمية التي ساهمت فيها المساجد (في صيغتها المغربية الأصيلة) بشكل كبير…
إن سؤال التربية والتعليم مركزي وصميم في حياة أمة. لذلك وجب التعاطي معه بشكل لائق، وباستحضار المصالح الجوهرية التي لا تقبل القسمة على بعض الأفراد في المجتمع…
ولعل سياق هذا الحديث المتواضع هو الرجة التي (فعفعت) المجتمع، بتعبير وزير الخارجية، بخصوص بروز مقدمات أسنان بعض الكائنات (المفترسة) للانقضاض على صيد ثمين اسمه التعليم العمومي، أو ما تبقى من التعليم العمومي.
وسواء كان مجلس الأزمي (الذي لا يشتغل بالمجان) أو حكومة بنكيران (التي تصرف الأموال العمومية الطائلة قبل تصريف الأعمال) من يدفع أو يجر (المدرسة العمومية) إلى سوق البيع والشراء، فإن المغاربة قاطبة، حتى الذين اضطروا للجوء إلى التعليم المؤدى عنه، فإنهم بالمرصاد لمن يحاول تجريد المواطنين من هذا الحق المكتسب تاريخياً… ولنا عودة للموضوع..