أكبر قضية نصب واحتال والتزوير وانتحال الملكية بمدينة طنجة (21)
جريدة طنجة (الحلقة 21 : قضية نصب و احتيال )
الثلاثاء 27 دجنبر 2016 – 13:00:16
تطَرقنا في العدد السابق لبعض الثغرات التي شابت الملفات والنزاعات القائمة بين شركة فونسير دوجيرونس بروكس وورثة الهواري السوسي ونعود في عددنا الحالي إلى إثاراة مجموعة من الاستفهامات التي ظلت عالقة في ذهن جميع متتبعي هذه السلسلة حيث لازال ورثة امبارك الهواري السوسي لم يستسيغوا أو يفهموا كيف لشركة تملك مطلب تحفيظ تصل مساحته إلى 10 هكتارات بمنطقة واد اليهود ولم تتقدم بالتعرض إلا على مطلب تحفيظهم عدد 06/18534 والبالغ مساحته 2 هـ 9 آر 30 س وقد سبق أن تم التصرف فيه بالتفويت إلى الجماعة الحضرية بينما تم إهمال باقي الهكتارات الأخرى التي انهال عليها عصابات الاستلاء على العقارات نصبا وسلبا ووضعوا فيها مجموعة من مطالب التحفيظ أغلبها قد انتهت بخصوصه جميع إجراءات التحفيظ من تحديد أولي ونهائي وإشهار بالمحكمة والمقاطعة والجريدة الرَّسمية دون أن تحرك الشركة ساكنا صدرات فيها رسوم عقارية نهائية غير قابلة للإلغاء ولازالت لحد الساعة مطالب أخرى، مفتوحة بعضها قديم وأخرى جديدة، لم تبادر الشركة إلى التعرض على أي منها، ليبقى التساؤل مطروحا لماذا تعرفت الشركة على هذا المطلب الوحيد دون المطالب الأخرى والغريب أن التعرض كان خارج الأجال ، وبأجل إستثنائي من النيابة العامة، الجواب كان بعد بحث وتدقيق الورثة بيد موظف بالنيابة العامة بمحكمة الإستئناف بطنجة، تجمعه علاقة نسب مع أحد أبناء الورثة حيث سبق له أن اطلع على الملف، وعلم بجميع محتوياته، ومضامينه كما وصل إلى علمه أن الورثة قد توصلوا من الجماعة الحضرية بالمبلغ المالي مقابل التفويت روبما أن ابنته كانت متزوجة بإبن أحد الورثة فقد طمع أن ينوبه نصيب من هذا المبلغ وصادف أن تاريخ التعرض على المطلب كانت إجراءات طلاق ابنته وصراعات مع العائلة قد وصلت أوجها وبما أنه كان يحوز نسخة من الحكم العائد لسنة 1969 الذي حكمت فيه المحكمة بأحقية الشركة في تملك هذه القطعة الأرضية، قد حمل هذا الموظف جميع المعلومات ونسخة الحكم وجميع وثائق الملف التي سرقتها ابنته من بيت الزوجية، حملها إلى دفاع شركة بروكس وأطلعه على أحقية الشركة في هذه الأرضية بمقتضى هذا الحكم وبالتالي تكون هي الحائزة الشرعية للمبلغ المالي الذي تسلمه الورثة من الجماعة الحضرية، فورا رفع المحامي سماعة هاتفه وأطلع عائلة بنيس على جميع هذه المعطيات ليمكنوه من صلاحيات مطلقة للتصرف باسم الشركة بخصوص هذا المطلب والتعرف عليه ونزعه منهم وبالتالي الحصول على المبلغ الذي سلمته الجماعة للورثة، أكيد أن دفاع الشركة المذكور سيستولي على كل أو الجزء الأكبر من هذا المبلغ بعد إنتهاء الملف، لكن لم يدر في خلده بأن التعرض على المطلب ستتفرغ عنه مجموعة من الملفات وسيطول النزاع لسنوات مع فضح ممل لتلاعبات الشركة التي طالت جميع عقارات عائلة جونهاي بروكس، على سبيل المثال فإنه قد تم العثور على عقد بيع قطعة أرضية مقابلة لمسجد محمد الخامس بإبريا فوتتها عائلة بنيس لنفسها وانتزعتها من ممتلكات الشركة، وهو تصرف غريب ينم عن جشع وطمع بعض أفراد هذه العائلة، إذ نظرا لأهمية موقع هذه القطعة فإنه لم يتم الإبقاء عليها من جملة ممتلكات الشركة كما درج العمل عندهم بل إنهم جعلوا نفسهم مشترين من الشركة، وأن هذه الأخيرة باعت لهم هذه الأخيرة، وكيف يمكن لشخص يملك شركة ويبرم عقد بيع مع نفسه ليحول أصول الشركة لاسمه الخاص وهي جملة من التلاعبات الكثيرة جدا والتي بعد البحث يمكن أن نكشف قطاعات أخرى وما خفي كان أعظم..
* الحلقات – السابقة كلّها
* الحلقة – العشرون