هل صار حراك الحسيمة أداة لخدمة أجندات أجنبية؟..
جريدة طنجة – محمد العمراني ( حراك الحسيمة )
الإثنين 26 دجنبر 2015 – 13:25:44
• عندما خرجت ساكنة الحسيمة للاحتجاج على مصرع محسن فكري بتلك الطريقة المأساوية والصادمة، في رسالة غضب واضحة، كان التجاوب من ملك البلاد، الذي أعطى تعليماته الصارمة لوزير الداخلية من أجل الانتقال إلى مدينة الحسيمة، لتقديم عزاء ومواساة جلالته لعائلة الضحية، وإبلاغهم بقرار فتح تحقيق قضائي شامل، ومعاقبة كل من ثبث تورطه في هاته الفاجعة.
النيابة العامة تجاوبت فوريا مع هذا القرار، وكلفت تحت إشرافها المباشر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالتحقيق في ملابسات القضية، ضمانا للتجرد والحيادية، انتهى بإحالة جميع من اشتبه في تورطه في الفاجعة على قاضي التحقيق.
و كان من الطبيعي أن يتم انتظار العدالة لتأخذ مجراها، خاصة وأن التحقيقات تجري بشفافية، ومختلف الهيئات الحقوقية تتابعها عن كثب. أكثر من ذلك فإن عائلة الراحل أعلنت بالوضوح التام أنها تضع ثقتها في القضاء، وتعتبره الجهة الوحيدة المخولة بمعاقبة المتورطين.
لكن يبدو أن جهات لم يكن يهمها مصير التحقيق في ملف الراحل محسن فكري، بقدر ما كانت تتحين أي فرصة للانقضاض والركوب على الموجة الاحتجاجية لتأجيج الأوضاع، خدمة لأجندات أجنبية بدأت تنكشف مخططاتها مع توالي الأحداث، خاصة مع تخليد الذكرى الأربعينية، التي لم قاطعت فعالياتها أسرة الفقيد.
لقد تابع الجميع كيف عمد بعض الأشخاص إلى تنصيب أنفسهم، من دون أن يفوضهم أحد، أوصياء على الحراك، حيث بدا واضحا أن هدفها هو المس باستقرار منطقة الريف، مستغلين في ذلك حماسة واندفاع شبابها، تم الزج بهم وتوريطهم في هذا المخطط، الذي يبدو أنه يحضى بإشراف مباشر من جهات أجنبية، تكن عداءا تاريخيا للمغرب.
الخطير في الأمر أن هاته الأطراف لم تتردد في الكشف عن مراميها الحقيقية، عندما تجرأت يوم 18 نونبر المنصرم على استضافة شخص من جنسية دولة يعلم الجميع حجم الحقد الذي تكنه لبلادنا، حيث تم تمكينه من اعتلاء منصة الخطابة أمام جموع المشاركين في الاحتجاج، وشرع في نفث سمومه تأجيجا للأوضاع، والتلاعب بعواطف الشباب الريفي المتأثر بهول الفاجعة، عبر رفع شعارات مخادعة، تخفي في طياتها بذور زعزعة استقرار الوطن، في وقت تم منع بعض الإطارات الحقوقية بالمدينة من تناول الكلمة، في موقف يطرح العديد من علامات الاستفهام.
بعد واقعة 18 نونبر الغير مسبوقة، والتي تكتسي أبعادا خطيرة لا تخفى على أحد، بات من حقنا جميعا معرفة حقيقة ما يجري التحضير له بمنطقة الريف، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات في حاجة إلى أجوبة لا تحتمل المواربة أو التأويل:
من استقدم هذا الشخص الأجنبي، وفسح له منصة الخطابة لتمرير رسائله المعادية للوطن، في وقت تم فيه منع إطارات حقوقية محلية ووطنية، و ما هو الثمن الذي دفعه للأطراف التي سمحت له بتنفيذ مخططه؟..
ما هي طبيعة العلاقة التي تربط الذين استقدموا هذا الأجنبي مع جهات أجنبية تكن عداء صريحا للمغرب؟..
هناك حديث اليوم عن أشخاص يعرفهم الجميع، لا مسار دراسي لهم، ولا كفاءة مهنية، تحولوا فجأة إلى قادة لهذا الحراك، وباتوا يوجهونه نحو تنفيذ هذا المخطط الذي بات مكشوفا، مستغلين في ذلك الإمكانات المالية الكبيرة التي صارت موضوعة رهن إشارتهم منذ انفجار قضية محسن فكري، مما يطرح سؤالا حقيقا حول مصادر هاته الأموال، وخلفيات وأهداف الجهات الممولة؟!!..
إن الإجابة عن هاته التساؤلات ستميط ولا شك اللثام عن حقيقة الأجندات الأجنبية، التي باتت تضع اليوم موطئ قدم لها بمنطقة الريف، وتنذر بمستقبل مجهول ستكون له ولاشك تداعيات على استقرار المنطقة، إذا لم يتم التصدي لها في الوقت المناسب.